الدور العُماني في إفريقيا

 

 

 

يكشفُ التاريخُ دوماً أصالة الحضارات وعُمق إسهاماتها الإنسانية في العالم، ومن هذا المنطلق تأتي التوجيهات السامية بعقد المؤتمر الدولي الخامس حول "علاقات عُمان بدول القرن الإفريقي"، في مَسْعَى حميد لتسليط مزيدٍ من الضوء على هذه العلاقات التي غيَّرت مَلامِح هذه البقعة من العالم؛ بفضل الإسهامات المتعددة للعُمانيين.

واللافت للنظر في هذا السياق، هذا الزخم الثقافي الذي يُصاحب المؤتمر؛ حيث يُشارك فيه باحثون من 11 دولة يقدمون 46 ورقة عمل، علاوة على استعراض ما يربو على 200 وثيقة، تجسِّد تاريخ العلاقات الثنائية، على مر العقود والأيام.

المؤتمر يحملُ أهمية خاصة على المستوى الرسمي والأكاديمي؛ فمن جهة يُؤصِّل الحدث لجانب بالغ الأهمية في تاريخ عُمان خلال فترات الحكم المتعاقبة على مدى قرون ماضية، والدور العُماني البارز وإسهاماته الإنسانية والحضارية من حيث نَشْر العلوم والمعارف. ومن جهة أخرى، يُساعِد المؤتمرُ الباحثين والأكاديميين في الحصول على قدر هائل من المعلومات الخاصة بتاريخ العلاقات العُمانية-الإفريقية، لاسيما منطقة القرن الإفريقي.

كما أنَّ الاهتمامَ الرسميَّ من جانب جمهورية جزر القمر الدولة التي تستضيف المؤتمر، يُؤكِّد مَدَى التقدير الذي تُكنُّه الدول الإفريقية للسلطنة، ويعكسُ حجم الروابط التاريخية والوشائج الإنسانية بينهما، ولا أدل على ذلك من الإشادة التي عبَّر عنها الرئيس القُمري خلال افتتاح أعمال المؤتمر.

وتنظيمُ السلطنة لهذا المؤتمر يأتي في وقت يحتاج العالم فيه إلى التأكيد على قيم التسامح والعيش المشترك والتعاون، فضلا عن تأكيد الدعوة إلى تعزيز العلاقات البينية في مختلف المجالات، والسعي بكل السبل إلى الاهتمام بدورس التاريخ ونقلها إلى الأجيال الجديدة حتى تتمكَّن من الاستفادة من هذا الميراث الغني.

لقد كانت عُمان على مدى القرون الماضية واحدة من أهم دول العالم في نقل الحضارة، بفضل ما تمتلكه من حِرْص عميق على نشر القيم الأصيلة وبث المعرفة في مُختلف الأقطار، وقد زاد ذلك الحرص مع قيام العُمانيين بنشر الدين الإسلامي الحنيف، والعمل على تأسيس ثقافة تقوم على الاحترام والسلام بين المجتمعات.

... إنَّ مُخرجات هذا المؤتمر ستُسهم بكل تأكيد في دعم وتوطيد العلاقات الثنائية بين عُمان ودول القرن الإفريقي، وتستنهض الدور العُماني في هذه المنطقة؛ بما يُؤكِّد التوجهات الرئيسية للسلطنة فيما يتعلق بنشر مبادئ التآخي والتراحم بين شعوب الأرض قاطبة.

تعليق عبر الفيس بوك