بيت الغشام يصدر3 مجموعات شعرية فازت بجائزة أثير

...
...
...

 

مسقط – الرؤية

صدر حديثًا عن مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والترجمة والإعلان بالاشتراك مع مؤسسة موقع أثير المجموعات الشعرية الثلاثة الفائزة بالمراكز الأولى لجائزة أثير للشعر العربي للعام الجاري 2016م، وهي (تركنا نوافذنا للطيور) للشاعر المغربي محمد عريج، و(وإني قليل فكوني كثيري) للشاعر السوري ياسر الأطرش، و(شمعة في العدم) للشاعر اليمني محمد المهدي.

تركنا نوافذنا للطيور

 

في مجموعته الشعرية (تركنا نوافذنا للطيور) يذهب الشاعر المغربي محمد عريج في مغامرة بعيدة، متسلحًا بوعيه الشعري في تطويع اللغة بإتقان كبير، ويبتكر عوالمه الخاصة ويشيد قلاعه على أنقاض العالم، الذي يعيد بناؤه عبر القصيدة.

في هذه المجموعة يكتب الشاعر للحب والأنثى والجمال، يشاكس الأحلام وينكش طوالع الأمل بجرأة الفارس المغامر. كما يرسم لحظات الألم الإنساني بصدق عميق، ويطرح الأسئلة الشاقة المؤرقة.

تشتمل المجموعة على 45 قصيدة تراوحت من حيث الشكل بين المقفى والتفعيلة، وهي تقع في 144 صفحة من القطع الصغير. يقول الشاعر في قصيدة له بعنوان (مشهد):

 

قُبَيْلَ الغُروبِ

ببضعِ دقائقَ
أبصرُ في الأرضِ ظلّينِ لي
وبدونِ سؤالٍ عن السّرّ في الأمر
أصعد من فوقِ تلّ يطلُّ على البحر
أرفعُ نحوَ السماءِ يداً
وبأخرى أصفّرُ ملءَ الهواءِ
فيعدو إلى البحرِ ظلّايَ..

مَن منهما سأشجّعُ ؟
من منهما سوفَ يسبقُ صاحبهُ
في الوصولِ إلى الماء ؟
من منهما
يختفي أوّلاً
في الغروبْ؟

 

 

 

وإني قليل فكوني كثيري

 

ويحاول الشاعر السوري ياسر الأطرش في مجموعته (وإني قليل فكوني كثيري) أن يقول كل شيء مرة واحدة، كمن يحاول أن يحشر الأصوات في صرخة واحدة. إنّه يُريد أن يغني للحب وللأنثى، كما يُريد أن يرثي الوطن والعالم، وأن يمارس حقه في الحزن والحنين والغناء والفوضى. فهو الكائن القليل الهش، الذي يريد للأنثى أن تكون كثيرة، في مفارقة مرة ساخرة وآسرة.

المجموعة تشتمل على 24 قصيدة، وقد جاءت في 101 صفحة من القطع الصغير.

يقول الشاعر في القصيدة التي حملت عنوان المجموعة:

ينوءُ الكلام بما فيه من فضّة الاعتقادِ

  وطين اليقينْ

يُعمِّرُ حقد العيون طويلاً

وتُنسى الحروف

على مقعد الليلِ

حتى يشكّلَ منها الصغار بيوتاً

ستطردهمْ

 عندما يكبرونْ..

 

يمرّ احتمال الحقيقة سرّاً

وكلٌّ يراهُ

يظنُّ الحقيقة سرّاً

فيُغضي

لكي لا يرى سرَّه الآخرونْ..

 

 

 

شمعة في العدم

 

رغم مفردات الخراب والألم والدمار التي تضج بها مجموعة الشاعر اليمني محمد المهدي (شمعة في العدم)، القادم من وطن تمزقه الخلافات والحروب والخطوب والصراعات السياسية الشديدة، إلا أنه ينحاز للأمل والنور، ليشعل شمعة في هذا الظلام العدمي، في مواجهة هذه الحروب العبثية التي هدرت كرامة الإنسان وسفكت الدماء وشطرت الأوطان إلى دوائر متناحرة.

يحتفي الشاعر باللغة ، ويتفنن في تشكيلها ونحتها ببراعة ، وكأنها ملاذه الوثير أو وطنه البديل وأنثاه المدللة، التي يأوي إليها محملا بأحزانه وهواجسه وأحلامه وبوحه الطويل، يجسد من خلاله قدرته على الحياة والإبداع والاستمرار وابتكرا الجمال، في هذا المحيط المظلم.

يشار إلى أن المجموعة تحتوي على أكثر من 60 قصيدة، وقد جاءت في  333 صفحة من القطع الصغير. ولعل قصيدته (لن أحجب الرؤيا كثيرا) تجسد جانبا كبيرا من هذا الألم المقرون بالسخرية اللاذعة والعنفوان العميق. وهنا جانب من القصيدة:

 سأُعلّم الألوان أن تختار من عينيّ موسيقى

وأن تلقي الكلام على رصيف العبقريّةِ

هكذا تحتاجني تفعيلة الأبعاد

هذي دمعة تحتاجني في الغيب

ما هذا البكاء يخيفني وأخيفه؟

هذا فضاءٌ راكعٌ كهزائم الأوطان

ثَمَّ يدٌ تصافحني لأنسى سورة الأحزاب

أحتاجُ السّكينة في العواطف؛ كي أُفسّرَ حالتي..

في مثل هذا الحال أنسى أنني في مثل هذا الحال..

فوضى في التراب

ترابُ من هذا المشاغب؟

تعليق عبر الفيس بوك