اليوم.. آخر عروض "دون جيوفاني" لموتسارت على مسرح دار الأوبرا السلطانية

 

 

مسقط - الرُّؤية

تختتم دار الأوبرا السلطانية، مساء اليوم، عروضَ أوبرا "دون جيوفاني" للموسيقار النمساوي وولفجانج أماديوس موتسارت، وهو عرض مميز من إنتاج فرقة "أوبرا دو ليون" الفرنسية، وبمشاركة أوركسترا وأوبرا الفرقة، بقيادة المايسترو ستيفانو مونتاناري، والتي ستقدم باللغة الإيطالية مع ترجمة باللغتين العربية والإنجليزية.

وأُلَّف فولفانج أماديوس موتسارت هذه الأوبرا عام 1787، ويمكن تلخيص حبكة "دون جيوفاني" في عنوانها الطويل ("الفاسق يُعاقَب، أو دون جيوفاني")، ففيها يلقى زير النساء المغرور عقابه العادل في المشهد الأخير من الأوبرا. ويعيش "دون جيوفاني" في عالم الليل المعتم، إلّا أنَّ ارتباكه العاطفي واضطرابه الأخلاقي تغطي عليهما موسيقى موتسارت بقناع من الأنغام المرحة والاحتفالية ترتبط بعالم اللذّة الذي يعيش فيه. وتتقن شخصية "دون جيوفاني" التنكّر والبحث عن نساء جدد والهرب من ضحاياه السابقات، فنجده مجبرًا في خضم ذلك على تقمّص شخصيات وتمثيل طبقات عدّة تخترق بنية مجتمع القرن الثامن عشر. وتبرز أوبرا "دون جيوفاني" ولع موتسارت بمواضيع الرعب والقصاص والقوى الشيطانية فشكّل هذا العمل رحلةً معمّقة في الجوانب المظلمة من الحياة والمتعة والظواهر الخارقة للطبيعة، ما لم تشهده من قبل الأعمال الأوبرالية لذاك العصر. لكن كانت هذه المواضيع تشغل موتسارت وظهرت في أبهى صورها في رائعته الأخيرة، "قداس الموتى"، التي استخدم فيها سلّم ري الصغير نفسه المعبّر عن القوى الشيطانية لكن لم يتسن له أن يكملها. إن موتسارت- بلجوئه بإلحاح للقوى الخارقة للطبيعة بداية من أوّل نغمات وترية استهل بها افتتاحية العمل-، استطاع أن يتحدى جمهور الأعمال الهزلية التقليدية التي تتميز بحبكاتها سهلة التنبؤ بها وشخصياتها الكوميدية المتكرّرة.

تعليق عبر الفيس بوك