صنعاء – رويترز
بدأ التحالف العسكري بقيادة السعودية وقفاً لإطلاق النَّار لمدة 48 ساعة باليمن أمس مما يحيي الآمال في إنهاء صراع تسبب في نزوح الملايين وأثار أزمة إنسانية. ويحارب التحالف العربي المُقاتلين الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ مارس 2015 لإعادة الرئيس المدعوم من المجتمع الدولي عبد ربه منصور هادي إلى السلطة بعدما اضطره هجوم الحوثيين إلى مغادرة البلاد في أواخر 2014. وتسببت الحرب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة وتفاقم انتشار الأمراض والجوع.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنّ الهدنة بدأت الساعة 12 ظهراً (0900 بتوقيت جرينتش) وستمدد إذا أبدت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران التزاماً بها وسمحت بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة. وكان الحوثيون قالوا يوم الأربعاء إنّهم مستعدون لوقف القتال والانضمام إلى حكومة وحدة وطنية.
وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين لرويترز أمس ردا على سؤال عن التزام جماعة الحوثي بالهدنة إنّ الشعب اليمني يمارس حقه في الدفاع عن النفس وعندما تكف السعودية عن القتال ستتوقف الحرب. لكنه أضاف أنّ قرار السعودية الإعلان عن وقف إطلاق النّار قبل ساعات من سريانه لم يدع هناك وقتًا كافياً للترتيب لتوصيل قوافل المساعدات.
وتطلب حكومة هادي السماح بدخول تعز لأغراض إنسانية. ويحاصر الحوثيون المدينة المقسمة التي أصيب آلاف المدنيين فيها بسبب الاشتباكات العنيفة.
وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بعد جهود دبلوماسية بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لكن حكومة هادي تقول إنّه تمت استشارة الحلفاء الخليجيين لكنها هي ذاتها تعرضت للتهميش.
وذكرت الوكالة أنّ أي "تحركات عسكرية" للحوثيين "سوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها."
وتسببت الضربات الجوية التي تشنها السعودية والحصار شبه الكامل لليمن الذي يستورد أكثر من 90 بالمئة من سلعه الغذائية الأساسية في ارتفاع أسعار الغذاء بشدة.
وبعد القصف والهجمات الأخرى المستمرة منذ شهور لم تصبح الغلبة في يد أيّ طرف في الصراع الذي أصابه الجمود وتسبب في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص وأتاح لفرع قوي من فروع تنظيم القاعدة توسيع عملياته.
ولم يتغير الوضع كثيرا على جبهة القتال خلال الشهور القليلة المنصرمة إذ يسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على معظم أراضي النصف الشمالي من اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء بينما تسيطر قوات موالية لهادي وقبائل محلية على باقي البلاد.
وتقول حكومة هادي إنّ الحوثيين استولوا على السلطة في انقلاب دعمته إيران وتطالبهم بمغادرة المدن التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة قبل بدء أي تسوية سياسية.
ويقول الحوثيون إنّهم انتزعوا السلطة للقضاء على الفساد والتخلص من الإسلاميين المتشددين الذين يقولون إنّهم وسعوا نفوذهم في ظل رئاسة هادي
وقالت وزارة الداخلية السعودية إنّ جنديا من السعودية لقي حتفه أمس لدى سقوط صاروخ أطلقه مقاتلون يمنيون على منطقة عسير بجنوب المملكة.
وكثيرا ما يطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران والذين يقاتلون حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا قذائف مورتر تسقط على مناطق بجنوب السعودية كما ينفذون توغلات عبر الحدود بأسلوب العصابات.
وجاء هجوم يوم السبت قبل ساعات من إعلان التحالف الذي تقوده السعودية والذي يؤيد هادي عن وقف لإطلاق النار في محاولة لإنهاء صراع تسبب في نزوح الملايين وفي كارثة إنسانية.
وأكد الحوثيون شن الهجوم في بيان نشرته وكالة أنباء سبأ التابعة لهم. وأضاف البيان أنّ طائرات سعودية قصفت في ساعة مبكرة يوم السبت العاصمة اليمنية صنعاء ومنطقة زراعية بمحافظة شبوة في جنوب اليمن.