"الصحة العالمية": المستشفيات في مناطق المعارضة السورية خارج الخدمة

بيروت - رويترز

قالتْ مديرية صحة حلب ومنظمة الصحة العالمية إنَّ كلَّ المستشفيات في شرق حلب المحاصر والخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية، أصبحتْ خارج الخدمة، لكنَّ المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنَّ بعضها لا يزال يعمل. وجاء في البيان الذي أرسله مسؤول من المعارضة لرويترز: "لقد خرجت كل المشافي العاملة بمدينة حلب الحرة عن الخدمة نتيجة القصف الممنهج والمستمر لهذه المشافي خلال اليومين الماضيين من قبل قوات النظام والطيران الروسي. وهذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة جعل الشعب الصامد والمحاصر بكل أطفاله وشيوخه ورجاله ونسائه دون أي مرفق صحي يقدم لهم العلاج وفرص إنقاذ أرواحهم ويتركهم للموت.

وقالت إليزابيث هوف -مُمثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا- إنَّ مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة ومقرها تركيا: "أكدت اليوم أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة." لكن المرصد السوري ذكر أن بعض المستشفيات ما زالت تعمل في المناطق المحاصرة بحلب لكن الكثير من السكان يخشون الذهاب إليها بسبب القصف العنيف. وتقول مصادر طبية وسكان ومقاتلون من المعارضة في شرق حلب، إنَّ المستشفيات تضرَّرت في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها الطائرات الهليكوبتر بما في ذلك القصف المباشر للمباني. واستطاع عمال الصحة والإغاثة من قبل إعادة تشغيل مستشفيات خرجت عن الخدمة بفعل الضربات الجوية لكن نقص الإمدادات يجعل هذا الأمر أكثر صعوبة.

وتنفذ ضربات جوية مكثفة في شرق حلب منذ يوم الثلاثاء عندما استأنف الجيش السوري وحلفاؤه العمليات هناك بعد توقف لمدة أسابيع وشنوا عمليات برية ضد مواقع مقاتلي المعارضة على الخطوط الأمامية للمناطق المحاصرة يوم الجمعة. وقال التليفزيون الرسمي السوري، الثلاثاء الماضي، إنَّ الطيران استهدف معاقل "للإرهابيين" ومستودعات في حلب. وقالت روسيا إن طيرانها يشن ضربات جوية في أنحاء أخرى بسوريا وليس في حلب. وتصف دمشق كل مقاتلي المعارضة بأنهم إرهابيون. ونفت سوريا وروسيا اتهامات من المعارضة بتعمد استهداف المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية خلال الصراع الذي بدأ في 2011 وانضم إليه الطيران الروسي في سبتمبر 2015.

وفي الحرب تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران وفصائل شيعية أمام عدد من جماعات المعارضة المسلحة السنية المدعومة من الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية إضافة لجماعات إسلامية متشددة. وأصبحتْ حلب أشرس جبهة قتال بعد سنوات من انقسامها إلى شرق خاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة وغرب خاضع لسيطرة الحكومة. وخلال الصيف تمكنت القوات الموالية للحكومة من حصار الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والتي يقطنها نحو 270 ألف شخص وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وتقول الأمم المتحدة إن هجوم الجيش المدعوم بقصف جوي ضخم قتل المئات في الفترة من أواخر سبتمبر أيلول وحتى أواخر أكتوبر تشرين الأول وإنه شدد الحصار مما ترك كميات قليلة من الطعام والوقود والأدوية في شرق حلب. وأضافت المنظمة الدولية أن مقاتلي المعارضة شنوا أوائل الشهر الجاري هجوما مضادا قتل فيه عشرات المدنيين لكنه سرعان ما خمد وتمكن الجيش وحلفاؤه ومن بينهم حزب الله اللبناني من استعادة كل مكاسب المعارضة خلال نحو أسبوعين. وقال المرصد السوري إن مقاتلات وطائرات هليكوبتر ومدفعية واصلت قصف شرق حلب يوم السبت وأصابت عددا من الأحياء المكتظة بالسكان.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة