فرحة وطن

 

 

تهب علينا في هذه الأيام الخالدات من تاريخ الوطن نسائم 18 نوفمبر المجيد.. بكل ما يحمله اليوم من صور ناطقة ومعنى سياسي واجتماعي وتاريخي بليغ.. يوم يعد وصالا لحضارة امتدت لأكثر من 5 آلاف عام.. كتب فيه الوطن اسمه على ذرا المجد والتطور.. لتلبس عمان فيه أحلى زينتها، وتنتظم مظاهر الحبور والبهجة جميع أرجاء السلطنة؛ أسوة بالنهضة المباركة التي عمّت البلاد قاطبة من أقصاها إلى أقصاها.

 نستقبل الأفراح والوطن يحتفل بمشارف اليوبيل الذهبي والذكرى الـ 46 لنوفمبر المجيد، والسعادة تغشى قلوب الجميع، كونه يوما فاصلا في تاريخ عمان، ومنعطفا حضاريًا هاما في تاريخ أمتنا المجيدة؛ أضاءت فيه حكمة جلالته طريق المستقبل، والسير على مراقي التقدم والصعود..

يوم يشهد فيه التاريخ والعالم كله أنّه خطّ مستقبلا مغايرًا لعمان الأبيّة، فتحولت بفضل الله ثمّ رجاحة عقل جلالته – أيده الله- وسعة بصيرته إلى دولة تسودها مظاهر التسامح، والوئام، والمدنية التي تتكئ على أرث تليد، وقيم وتقاليد ضاربة بجذورها في أرض الأصالة والتاريخ..

هي فرحة وطن بكل صدق، وذكرى عطرة لتجديد الولاء والعرفان لباني نهضة عمان الحديثة، حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- أيّده الله وأطال في عمره - ومناسبة غالية يستذكر فيها كل عماني وعمانية التطورات المتسارعة وغير المسبوقة التي حققتها عمان خلال سنوات نهضتها. حتى صارت عمان كما عهدناها دوما وطنا ملء السمع والأبصار؛ يمضي قدماً بهدوء وثقة نحو مصاف الدول المتقدمة، المتسلحة بالعلم والمعرفة، واليقين بقدرة الشعوب على تحقيق الإنجازات والمفاخر.

وها هي عمان تكمل عامها السادس والأربعين من مسيرة النهضة المباركة، وأبناؤها يهنئون قائدهم- حفظه الله ورعاه- ويتفاخرون بمجد بلدهم وقد تبوأت مكانتها السامقة بين الأمم، رافعين رؤوسهم شامخة- كشموخ جبالها- بين أقرانهم من الشعوب، متحدين.. مترابطين بالود والوئام وحب الخير للجميع.

وحق لنا في هذا العرسِ الوطني البهيج أن نرفع رؤوسنا إلى عنان السماء والفخر يملؤنا والإباء والسمو يشملنا؛ ولم لا وقد نشأنا على أرض وطن حبيب نرفل في نعمه، ونحيا في عزّه، نستذكر عبق الماضي ونحفظ صفحات تاريخه المشرقة والزاخرة ببطولات الآباء والأجداد، ونسعد بالحاضر المزدهر بكل ما فيه من منجزات نهضوية، تعكس قوة الإرادة وإتقان العمل، مستشرفون المستقبل الواعد لعماننا الحبيبة متألقة بين الأمم، وينظر إليها الجميع بعين الإجلال والاحترام.

إننا في هذه الأيام البهيجة المباركة من عمر الوطن، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- بمناسبة العيد الوطني الـ46 المجيد، داعين الله عز وجل أن يمد جلالته بموفور الصحة والعافية، وأن يعيد هذه المناسبة السعيدة على جلالته وعلى الشعب العماني بالخير واليمن والبركات.. إنّه ولي ذلك والقادر عليه.

تعليق عبر الفيس بوك