أول المهنئين بوتين والسيسي ولوبان

المتشائمون والمتفائلون ....فوز ترامب يقسم العالم نصفين

...
...
...
...
...

 

 

الرؤية- خالد الدخيل

يحق للناخب الأمريكي أن يشعر بالاعتزاز وهو يُشاهد كافة المحطات ووسائل الإعلام في كل دول العالم بلا استثناء تتابع انتخابات الرئاسة باهتمام شديد جداً وعلى مدار الساعة، وعندما يتابع هذا الكم الهائل جداً من ردود الأفعال على النتائج، من أكبر إلى أصغر دولة في العالم، وخاصة في انتخابات بهذه الدرجة من الإثارة والندية .

ورغم أن الجميع يعلم جيداً أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يعمل مع فريق كبير من المستشارين، وقراراته تمر بالكثير من المطابخ لصنعها وموازنتها وفق المصلحة العامة، وأنه في النهاية يوقع على ما اتفق عليه، إلا أن المواقف لازالت تتوالى بعد الفوز المستحق للملياردير تاجر العقارات المسن وهناك تخوف واضح من أن يقود انتخاب ترامب العالم إلى مزيد من التوتر...

ببساطة انقسم العالم إلى نصفين ...كل منهما ضبط مواقفه على بوصلة تصريحات ترامب أثناء حملته الانتخابية ومواقفه خلال الحوارات التي أجريت معه ..

إلا أن المخاوف لم تظهر بالطبع في بطاقات التهنئة التي أرسلت إلى ترامب ..لكن هناك ردود أفعال لم تخف إنزعاجها.

 

 

المتفائلون

انقسمت ردود الأفعال بين فريقين ..الأول بدا متفائلاً وفرحا بفوز ترامب – على خلفية مواقفه وتصريحاته أثناء الحملة الانتخابية – والثاني بدا قلقاً ومتخوفاً لنفس الأسباب ..

كان أول المهنئين بوتين ولوبان زعيمة اليمين الفرنسي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أرسل لترامب تهنئة بالفوز وقال "إن الحوار بين موسكو وواشنطن يصب في مصلحة البلدين"وأعرب عن "أمله في أن يتعاون البلدان لترميم العلاقات الروسية الأمريكية المأزومة."

وعبرت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية المعادية للمهاجرين عن فرحتها بفوز ترامب حتى قبل إعلان نتائج الانتخابات، وغردت معبرة عن دعمها "للشعب الأمريكي الحر."

كما هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الأمريكي المنتخب متمنياً له "التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته القادمة في رعاية مصالح الشعب الأمريكي الصديق الذي منحه الثقة في القيادة".

وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية "إنّ مصر تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة ترامب ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية، ومزيداً من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها".

كما وجه الرئيس المصري الدعوة لترامب لزيارة مصر

وفي بكين، أعلن التليفزيون الصيني الرسمي أنّ الرئيس شي جينبينج هنأ ترامب في مكالمة هاتفية أجراها معه، وقال "أقدر تقديرا عاليا العلاقات الصينية الأمريكية، واتطلع إلى العمل معكم وإلى الالتزام بمبدأي الاحترام المتبادل وتجنب الصراعات."

وهنأت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بدورها ترامب، وقالت إنّ "بريطانيا والولايات ستبقيان شريكتين قريبتين في الميادين التجارية والأمنية والدفاعية."

رئيس الحكومة الهندية نارندرا مودي نشر تغريدة قال فيها "نقدر الصداقة التي عبرت عنها للهند خلال حملتك الانتخابية، ونتطلع للعمل معك بشكل وثيق للارتقاء بالعلاقات الهندية الأمريكية إلى مستويات جديدة."

ورئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف أرسل تهنئة وقال لترامب إن فوزه " نصر للشعب الأمريكي وإيمانه الذي لا يهتز بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والاقتصاد الحر"

وهنأ الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي - الذي اشتهر بهجومه على الرئيس باراك أوباما لانتقاد الأخير الحملة التي يقودها ضد المخدرات في الفلبين - ترامب، وقال إنّه يتطلع إلى التعاون مع الرئيس الأمريكي الجديد لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

ووصف رئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان فوز ترامب "بالخبر العظيم.، وكان أروبان قال في يوليو الماضي إن السياسات التي يدعمها ترامب بخصوص الهجرة والسياسة الدولية "حيوية" بالنسبة للمجر، أما سياسات المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فهي "قاتلة."

 

المتشائمون

على الجانب الآخر بدت هناك الكثير من المخاوف وردود الأفعال المتشائمة المصدومة بالنتيجة...

وعلى سبيل المثال قال رئيس الكتلة الاشتراكية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي، "إن النصر الذي حققه ترامب مخيف حقاً بالنسبة للجميع، ولكنه سيكون من الخطأ وصف أولئك الذين يؤمنون بترامب ولوبان وفاراج (في إشارة إلى زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة المعادي للاتحاد الأوروبي) وأوربان وغيرهم بأنهم جهلة أو برابرة. علينا أن نستمع إليهم، أولئك الذين "خسروا جراء العولمة"، ونقدر مشاعرهم بالتهميش والإقصاء."

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه هنأ ترامب على فوزه، ولكنه أضاف أن ذلك الفوز يؤذن ببدء "مرحلة من انعدام اليقين."

وقال هولاند إنه سيكون حذرا وصريحا في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة حول القضايا الدولية. وكان الرئيس الفرنسي قال في السابق إن منظر ترامب "يصيبه بالغثيان."

وقال مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي إنه يأمل في "تعاون عقلاني" مع ترامب، وأضاف: "لن يكون الأمر سهلا لأننا سمعنا خلال الحملة الانتخابية بعضًا من عناصر سياسة الحماية إضافة إلى بعض الكلمات المقلقة عن المرأة وعن الأقليات.

ورغم أن رد فعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدا ديبلوماسياً إلا أنه لم يخل من مشاعر القلق حيث قالت: "تجمع ألمانيا والولايات المتحدة قيم مشتركة هي قيم الديمقراطية والحرية واحترام حكم القانون واحترام كرامة البشر مهما كان منشأهم ولونهم ودينهم وجنسهم وتوجههم الجنسي وآراؤهم السياسية. أرغب بالتعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب على هذه الأسس."

ولكن وزير العدل الألماني هايكو ماس عبر عن قلقه من انتخاب ترامب، وقال في تغريدة "إن العالم لن ينتهي بانتخاب ترامب، ولكنه (أي العالم) سيزداد جنونًا."

وتوقع وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير أوقاتا "أصعب" مع ترامب، وقال إنّ الألمان يتقبلون فوزه مع أنهم لم يتوقعوه .

وأعلنت كوبا عن إجراء مناورات عسكرية عقب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، وقالت الحكومة الكوبية إن قواتها ستجري تمارين عسكرية تشمل البلاد بأسرها للاستعداد "لعمل عدواني مُحتمل".

وكان ترامب هدد بإلغاء التقارب الذي شهده البلدان مؤخرا.

وفي إيران، أفاد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندي بأنّ بلاده مستعدة للتعامل مع جميع التطورات خلال رئاسة ترامب، وأنها تؤيد استمرار الاتفاق النووي، مضيفاً "لو حدث أمر مخالف فنحن لدينا خطط طويلة الأمد للتعامل مع هذا الموقف".

وعبر ترامب مراراً عن معارضته الشديدة للاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول العظمى في يوليو 2015، وتعهد بأنّه "سيُمزقه" في اليوم الأوَّل لرئاسته.

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة