نيويورك - رويترز
أفادَ آخر استطلاع لـ"رويترز/إبسوس" بأنَّ فرص المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في هزيمة خصمها الجمهوري دونالد ترامب، والفوز بالسباق الرئاسي تصل إلى نحو 90 في المئة. وأظهر الاستطلاع الذي نُشِر أمس ضمن مشروع "ستيتس أوف ذا نيشن"، أنَّ فرص كلينتون لم تختلف كثيرا عمَّا كانت عليه الأسبوع الماضي، وأنَّ أي تغيير يُحدثه ترامب يعتمد على تركيبة غير مُحتملة لنسب إقبال البيض والسود وذوي الأصول اللاتينية في ست أو سبع ولايات.
وأضاف بأنَّ وزيرة الخارجية السابقة تتقدَّم على ترامب بواقع 45 بالمئة مقابل 42 بالمئة في التصويت الشعبي، وأنها في طريقها لجمع 303 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 235 صوتا لترامب، أي أنها ستتخطى العدد اللازم للفوز وهو 270 صوتا.
وتتوقَّف فُرص ترامب على أدائه في ولايات فلوريدا وميشيجان ونورث كارولاينا وأوهايو التي كاد أن يحسمها لصالحه أمس الأول عندما انتهى استطلاع الرأي، وكذلك بنسلفانيا التي تتقدم كلينتون فيها بفارق ضئيل يبلغ ثلاث نقاط مئوية. وحتى يفوز ترامب يجب أن يفوز بمعظم هذه الولايات.
وأي خسارة لترامب في اثنتين من ولايات فلوريدا وميشيجان وبنسلفانيا ستعني حتما تقريبا فوز كلينتون بالرئاسة. وولاية فلوريدا لها 29 صوتا في المجمع الانتخابي وهي مهمة لترامب. وإذا فازت كلينتون بالولاية فإنها ستكون بحاجة لواحدة من ثلاث ولايات كبيرة متأرجحة هي أوهايو وميشيجان وبنسلفانيا أما ترامب فسيكون بحاجة للفوز في الولايات الثلاث. وإذا فاز ترامب بفلوريدا فيتعين عليه الفوز بأوهايو وميشيجان أو يأمل بتغير في بنسلفانيا.
وحملتْ نهاية الحملات الانتخابية في السباق نحو البيت الأبيض نفس النبرة الغاضبة التي بدأت بها إذ وصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون بأنها "محتالة" فيما اتهمته كلينتون بتقسيم البلاد. وجابت كلينتون وترامب عددا من الولايات المتأرجحة في محاولة أخيرة لتشجيع أنصارهما على التصويت أمس.
وسعت كلينتون للحصول على مزيدٍ من دعم المنحدرين من أصول لاتينية والأمريكيين من أصل إفريقي والشبان، فيما تطلع ترامب إلى كسب تأييد الديمقراطيين الساخطين وأبناء الطبقة الوسطى التي يقول إن المؤسسة السياسية همشتها.
وقال ترامب أمام حشد في سكرانتون بولاية بنسلفانيا: "أودُّ أن أستغل هذه اللحظة لإيصال رسالة إلى كل الناخبين الديمقراطيين المتعطشين للتغيير كالجميع في بلادنا.. هيلاري هي وجه الفشل." وتلقت كلينتون دعما في نهاية الحملة الانتخابية من الرئيس باراك أوباما الذي ألقى كلمة في جامعة ميشيجان وحث الشبان الذين دعموه في 2008 و2012 على التصويت لها.
وفي ختام فترته الرئاسية الثانية بشعبية قوية، كرَّر أوباما اتهامه لترامب بأنه "غير لائق من الناحية المزاجية ليكون القائد الأعلى"، ووصف المرشح الجمهوري بأنه بعيد عن معظم الأمريكيين. وقال أوباما: "خلال سنواته السبعين على الأرض لم يبد دونالد أي اعتبار للعمال. لا أعتقد أنه يعرف أي عمال باستثناء من ينظفون فنادقه ويعتنون بملعب الجولف الخاص به".
وتلقت حملة كلينتون دفعة بعد إعلان مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي، وعلى نحو غير متوقع أن المكتب متمسك بقراره في يوليو عدم توجيه أي اتهامات جنائية في تحقيق بشأن البريد الإلكتروني لكلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية. وأظهرت أحدث استطلاعات للرأي لقياس شعبية كل مرشح أن كلينتون تتفوق بفارق ضئيل.
وأفاد استطلاعان منفصلان للرأي أجرتهما فوكس نيوز وسي.بي.اس نيوز، ونشرا أمس الأول، بأنَّ كلينتون التي تسعى إلى أن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة تتفوق بفارق أربع نقاط مئوية على ترامب. وبدأ ترامب آخر أيام حملته الانتخابية بالظهور في ساراسوتا بفلوريدا. وأمام كلينتون وترامب معركة صعبة في فلوريدا في ظل وجود الكثير من المنحدرين من أصل لاتيني في الولاية. ولم يعر ترامب كلينتون ولا استطلاعات الرأي اهتماما. وقال لأنصاره في ساراسوتا إنه سيفوز وأضاف أن كلينتون "محتالة". وتابع: "ضقنا ذرعا بأن يقودنا الأغبياء".
وزار ترامب نورث كارولاينا وبنسلفانيا ونيو هامبشير، قبل أن يختتم بحشد في جراند رابيدس بولاية ميشيجان. وظهرت كلينتون مرتين في بنسلفانيا وزارت ميشيجان قبل أن تختتم بحشد في راليه بنورث كارولاينا. وأكدت كلينتون التزامها بتوحيد البلاد قائلة إن هذه الانشقاقات والانقسامات التي لم يكشف عنها النقاب وحسب بل تفاقمت بفعل الحملة الانتخابية على الجانب الآخر تحتم علينا "أن نوحد البلاد".