ثروة العيون المائية

 

 

لأنَّها واحدة من أكبر التَّحديات التي تواجه المنطقة والعالم، فإنَّ السلطنة أولت هذا الاهتمام الكبير بمُشكلة نُدرة المياه، ولم تقف عند حدود استشراف الأزمة ومعرفة أبعادها بل تجاوزت ذلك إلى المواجهة والبحث عن حلول علمية واتخذت خطوات واسعة في هذا الشأن، ومن هنا يُمكننا فهم هذا الاهتمام غير العادي بندوة العيون المائية البحرية في السلطنة، والتي شهدت حضور عدد غير قليل من الشخصيات ذات المستوى الرفيع وأهم الخبراء بهذا المجال في السلطنة والعالم.

كان الهدف من الندوة التي نظَّمتها الجمعية العُمانية للمياه هو مناقشة سبل تنمية العيون البحرية واستثمارها وإدارتها بما يُعزز الموارد المائية، وإمكانية استثمارها في تنمية القطاع السياحي، فالعيون المائية من الثروات الهامة التي حبا الله بها البلاد، ولدينا أكثر من 360 عيناً منها 68 باردة و23 حارة، ومنها 64 عين ماء صالحة للشُرب.

لم يكن هذا الاهتمام وليد الصدفة ولم ينشأ خلال هذه الفترة، فالندوة الهامة جداً على المستوى العلمي والتنموي تكمل خطوات واسعة على هذا الطريق، فهي الندوة رقم 11 التي يتم تنظيمها منذ عام 2010، وجزء كبير من الخبراء يشاركون لعرض نتائج ما توصلوا إليه من دراسات وجهود تكمل ما يبذل على مستوى استخدام التقنيات المُبتكرة في تحلية المياه والعمل على خلق تراكم كبير من المعرفة والخبرة في هذا المجال.

الجهود البحثية التي تلألأت نتائجها في الندوة، توصلت إلى وجود سلاسل من هذه العيون تحت سطح البحر في مسندم، وفي المنطقة الممتدة من مسقط إلى صور وبامتداد سلسلة جبال محافظة ظفار، وهي جهود بذلت مع الاستعانة بأهم الشركات المتخصصة في هذا المجال بالعالم وخاصة الفرنسية والألمانية.

يُمكننا فهم أهمية هذه الجهود ونحن نتابع مُضي البلاد قدماً في تنفيذ خطط تنموية طموحة، وهي جهود لا تكتمل إلا بالعمل على زيادة الإمدادات من المياه وتقليل الهدر، إضافة إلى العمل على الحد من الخسائر في شبكات التوزيع، وتحسين طرق الري في الزراعة، وتحسين طرق المعالجة والاستخدام لمياه الصرف الصحي المُعاد تدويرها.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك