كلينتون وترامب.. أحلاهما مر

 

 

بينما يقترب مَوْعد الحسم عندما يختار الناخب الأمريكي بين مرشح الحزب الجمهوري ومرشحة الحزب الديمقراطي، تبدو المعركة الديمقراطية بين المتنافسين واحدة من أغرب المعارك الانتخابية التي تشهدها الولايات المتحدة الامريكية ربما طوال تاريخها؛ فللمرة الأولى يصبح الناخب مُطالباً بالمفاضلة بين خياريْن أحلاهما مُر؛ الأول عنصري من النوع التقليدي لا يُخبئ عنصريته بل ربما يتباهى بها، أغلب الاتهامات الموجهة إليه تمس أخلاقه، والثانية متهمة بالكذب، ومن المفترض أن نرى أحدهما يُمسك بزمام الأمور في أكبر دول العالم.

وبينما كان السجال بين المرشحين يدور حول تفاصيل تتعلَّق بالضرائب أو البرامج الاجتماعية مثلاً والأوليات في السياسة الدولية والمحلية؛ الآن السجال يدور حول الفضائح فقط، والناخب عليه مُتابعة تفاصيل اتهامات لهيلاري كلينتون بالفساد المالي والسياسي، وعلى الجانب الآخر سيتابع تفاصيل أكثر إثارة عن فضائح أخلاقية للرئيس الأمريكي المحتمل.

وأصبحتْ فضائح ترامب الجنسية جزءًا من الأخبار اليومية لدى الصحافة الأمريكية، وكل حين تحتفي وسائل الإعلام في أمريكا والعالم بامرأة توجِّه له اتهامات جديدة، أو تحتفي بمقاطع فيديو أو صور مثيرة.

وعلى الجانب الآخر، يواصل موقع "ويكيليكس" تقديم خدمات جليلة لترامب عندما نَجَح في اختراق البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية، وكشف عن فضائح سياسية عندما كانتْ تشغل منصب وزيرة الخارجية ونشر الاف من رسائل البريد الإلكتروني لها.

وبَيْن ترامب وكلينتون، أصبح على الشعب الأمريكي الاختيار بين رئيس لديه خلفية كبيرة من الفضائح الأخلاقية، أو رئيسة تورَّطت بشكل مُباشر في عمليات فساد عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية؛ بحيث صار الغبار يُحيط بالمعركة حتى لا نكاد نُميِّز من يُمكنه الفوز على الآخر، كان حظ كلينتون في البداية أوفر وفرصها أكبر، لكنَّ ضربات "ويكيليكس" دفعتها للتراجع لتتساوى الفرص.

بكلِّ تأكيد هو حدثٌ ديمقراطيٌّ يُتابعه العالم كله، ولم يعد شأناً داخليًّا أمريكيًّا؛ فقد استطاعتْ وسائل الإعلام الأمريكية بَيْع هذا المنتج وترويجه في مختلف دول العالم، كما تفعل دائما وبنجاح، حتى صار سؤال الساعة على كل الألسنة: من هو الشخص الجدير بالفوز: هيلاري كلينتون أم دونالد ترامب؟

تعليق عبر الفيس بوك