واشنطن- وكالات
تبقى من الزمن 48 ساعة على موعد أكثر المعارك الانتخابية شراسة بين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، حيث لم تتوقف الصحافة المقروءة والمرئية والإلكترونية عن اللهاث خلف المتنافسين ورصد آخر التطورات في المعركة التي ضاق خلالها الفارق بين الطرفين، إضافة إلى متابعة الاتهامات المتبادلة، إلا أن أوسع الصحف الصينية انتشاراً (جلوبال تايمز) لخصت المشهد في أنّه سباق بين مجنون لا يُمكن الاعتماد عليه وكاذبة غير جديرة بالثقة...
وفي وقت يبدو فيه المجتمع الأمريكي أكثر انقسامًا من أيّ وقت سابق.
ركزت كلينتون، التي تشير الاستطلاعات إلى انخفاض نسبة تقدمها خلال الأيام الماضية، على طباع وموقف وسلوك منافسها تجاه النساء...
وقال ترامب إنّه في حالة فوزها بالانتخابات، فإنّ كلينتون ستكون رئيسة تلاحقها التحقيقات الجنائية.
وحصل المرشح الجمهوري على قوة دفع بفضل ظهور زوجته ميلانيا (عارضة الآزياء السابقة )، في خطوة نادرة، في تجمع انتخابي مؤيد له.
استغل ترامب التحقيق الجديد الذي أعلنه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إف بي أي في رسائل بريد إلكتروني لأحد معاوني كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية.
ورغم المساندة القوية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمرشحة حزبه إلا أنّ الفارق مستمر في التضاؤل لصالح ترامب، وقد اضطر أوباما في جولاته لمُساندة كلينتون لإطلاق تحذيرات واضحة ومباشرة للناخبين، مؤكداً أن ترامب خطر على أمريكا والعالم وقال: "كل التقدُّم الذي حققناه سيتبخر إذا لم نكسب هذه الانتخابات" ....دونالد ترامب"سيُفسد ديمقراطيتنا" .
وواصلت كلينتون التركيز على شخصية ترامب، قائلة في تجمع انتخابي في نورث كارولينا "لو فاز ترامب بالانتخابات، سيكون لدينا قائد لا صلة له بالعمق، وأفكاره خطيرة بشكل لا يصدق".
وبغض النظر عن نتيجة التصويت في 8 نوفمبر، فسيطغى عليها استنتاج مفاده أنّ القوة الأولى في العالم ممزقة ومنقسمة أكثر من أيّ وقت مضى.
وأمام تقلص الفوارق بين المرشحين في الاستطلاعات، ووسط انهماك المرحلة الأخيرة تخلى المعسكران عن أيّ تحفظ.
فالأربعاء الماضي أكد المرشح الجمهوري في فلوريدا أنّ انتخاب هيلاري كلينتون كفيل بإثارة "أزمة دستورية غير مسبوقة" بل حتى "حرب عالمية ثالثة".
من جهتها، لم تعد كلينتون تتطرق إلى برنامجها إلا بشكل عابر، وأصبحت لقاءاتها كناية عن سرد لأسوأ تصريحات ترامب حول النساء أو المهاجرين أو المُسلمين وغيرها.
وبعد إعلان مدير الإف بي آي جيمس كومي عن استئناف التحقيق بالبريد الإلكتروني لكلينتون، سارع الديمقراطيون، ومن بينهم الرئيس أوباما لتوجيه الانتقادات لكومي والتشكيك بنواياه، ولكنهم سرعان ما أدركوا أن أسوأ شيء يمكن أن يفعلوه في الأيام الأخيرة من السباق هو الحديث عن البريد الإلكتروني لكلينتون والذي يُعتبر المصدر الرئيسي لمشاكلها في هذه الحملة، ولذلك قرروا التوقف عن مناقشة هذه المسألة والتركيز على أن ترامب غير مؤهل لحكم البلاد، وتذكير الناخبين بمواقفه المُتعصبة والعنصرية ضد الأقليات الإثنية والمُسلمين، وتحقيره للمرأة، في محاولة أخيرة لتعبئة أصوات الأقليات والنساء في الولايات المتأرجحة.
كما لوحظ أنَّ ترامب بدأ ينفذ نصائح كبار مستشاريه، ومن بينها التركيز فقط على أخطاء كلينتون والتلويح بأنّ بريدها الإلكتروني قد يقوض مستقبلها السياسي، والابتعاد عن الخوض في القضايا الهامشية، كما كان يفعل في خطبه السابقة، وكذاك تفادي إلقاء الخطب الارتجالية وقراءة نصوص معدة مسبقاً.