"تايوان" تجذب السائحين بالطبيعة الآسيوية الفريدة والتسويق المبهر لمواقع الجمال

...
...
...
...
...
...
...

 

 

quote

زيادة أعداد السياح العرب دفع التايوانيين إلى تبني مفهوم "الأطعمة الحلال"

 

 

تايبيه- فايزة الكلبانية

 

عندما تتاح لنا إمكانيات الحياة بفرصة للسفر لخارج السلطنة نحرص على اختيار وجهاتنا بعناية، عندما خيرت للسفر بين التوجه لألمانيا أو تايوان، كنت في قرارة نفسي أنوي اختيار "بالطبع ألمانيا" حيث التمدن والحضارة والحداثة والعالم الأوروبي المفتوح وصخب التمدن والمعمار، ومع الوقت ومرور الأيام، أجدني قد غيّرت اتجاهي لأقرر الذهاب إلى تايوان لأسباب عده تجول في خاطري، فوددت أن أعيش التجربة بهذا البلد السياحي والتجاري النشط البعيد، والذي لطالما علمت عنه في تلك الأخبار التي تتوافد إلينا من الوفود التجارية التي تسيرها غرفة التجارة والصناعة والتي تقتصر فقط على عالم التجارة والأعمال، ولكن الزائر لهذا البلد المتعدد في محتوياته ومدنه وأنشطته ينبهر من ذلك الاهتمام التي توليه تلك الجزيرة المتواضعة لقطاع السياحة وجذب الاستثمارات والسياح، واليات الترويج والتسويق عن نقاط القوة التي تمتلكها لكونها تشكل مصدرا أساسيا لدخلها كونها ليست من الدول المعتمد على النفط والغاز كمصادر أساسية في اقتصاد البلد ودخلها، فنجد التطور التقني والإلكتروني والطاقة المتجددة وتجارب الاستزراع السمكي المنتشرة في مياهها، إلى جانب تطور قطاع الاتصالات والسياحة بكافة أنواعها ومتطلباتها.   

عندما بدأت بنشر وعرض صور الأماكن السياحية والجولات التي قام بها الوفد الإعلامي من مختلف الجنسيات ويمثلون صحفا مختلفة في ربوع المدن التايوانية، البعض ممن زاروا تايوان تكرارا انبهروا من الصور وجمال الطبيعة التي حباها الله لمدن هذه الجزيرة الداخلية، كون زياراتهم تقتصر على العمل ومستقرة في العاصمة "تايبيه" والتي كغيرها من العواصم تتميز بكونها عاصمة إدارية وتجارية يغلب عليها طابع الأعمال وحركة الأعمال، أمّا المدن الداخلية فتجد الجبال والبيعة الخضراء والمناظر السياحية الجذابة بين البر والبحر والجو، والكثيرون يجدون تايوان بشكل عام أجمل من هونج كونج وسنغافورة اللتين تجاوراها من حيث الطبيعة وأرخص منهما وأرخص أيضا من دبي من حيث الأسعار في الأسواق والمراكز التجارية.

ما يلمسه السائح العربي وخاصة فئة المسلمين في تايوان من حيث "الأطعمة" لا يجدون صعوبة الوصول للمطاعم الحلال أو الأكل الحلال، فاحترام الشعب ورقي تعاملهم مع الضيف والسياح يجعل لكل مشكلة حل، فشعبها لطيف، والجميل بالرغم من تعدد مستويات الحياة بين سكان تايوان إلا أنه لم نشاهد متسولا واحدا إلا بعض المعاقين أو كبار السن الفقراء على كراسي متحركة يقوم بعرض وبيع بعض الأشياء كالأقلام والمحارم بأسعار عادية وإذا رفضت عرضه يذهب من دون أي ازعاج.

 ما أثار دهشتي أيضا أنّ أكثر السياح فيها من الشعب نفسه وكذلك الصينيين وبعض اليابانيين والكوريين ولكن فئة قليله جدا، أمّا الباقون فأغلبهم يحضرون للتجارة فقط وهم أيضا فئة قليلة.

وقد يجد بعض السياح العرب أو الأجانب من غير شرق آسيا صعوبة في التواصل مع العامة من التايوانيين، كونهم يتعاملون باللغة التايوانية المحلية، ولا يعلم البعض اللغة الإنجليزية خارج المدن الكبيرة والرئيسية أو الفنادق والمراكز التجارية وكذلك صعوبة الحصول على مرشد سياحي يتكلم الإنجليزية إلا من حالفه الحظ أو قد تمّ التنسيق مسبقا.

وهناك تنوع الطبيعة في تايوان ولكن الأماكن السياحية وخصوصا الجبلية، وقد تتكرر بعض المشاهد ولكن باختلاف بسيط؛ حيث هناك الأنهار والشلالات والينابيع الحارة والبحيرات والخوانق الجبلية والقمم العالية وقد تصادف بعض الثلوج في بعض الأماكن المرتفعة في أوقات معينة من السنة .كما تكثر فيها المحميات الطبيعية والحدائق لمحبي استكشاف الطبيعة والنباتات والأزهار والأشجار والحشرات والطيور والحيوانات، ويوجد منها النادر أو موطنه الوحيد فقط تايوان، وكذلك هي مكان فريد لمحبي التصوير .إلى جانب ذلك هناك الحدائق الترفيهية التي تتوزع في مناطق مختلفة من تايوان، وهي حدائق متميزة على مستوى العالم. وتكثر فيها أيضا المتاحف باختلاف أنواعها الأثرية والتراثية والعلمية والتاريخية والبيئية والعرقية والديانات.

ونتيجة لقلة الحركة السياحية من العرب لتايوان، فإنّه لا توجد رحلات طيران مباشرة لتايوان على متن الطيران إلا القلة، ولذا هناك تحويل رحلات عن طريق هونج كونج، ولذا أتمنى أن يتزايد المسافرون العرب لتايوان لكي يزيد اهتمامهم بالعرب والأكل الحلال وكذلك تنظيم رحلات طيران مباشرة في المستقبل، سواء على متن الطيران العماني أو غيره، إذ أن تايوان هي الوجهة السياحية القادمة وبقوة، لكن بعد استكشافها من قبل العرب فما زالت مجهولة سوى من بعض محبي الاستكشاف. كما لاحظت من مشاركات بعض الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت زياراتهم شخصية أو عملية وليست عائلية، وهي دولة كاملة المقومات السياحية وإن كان التركيز على السياحة الداخلية وبعض دول آسيا.

تعليق عبر الفيس بوك