المؤلفون جابوا أنحاء البلاد للتعرف على تفاصيلها في رحلة استكشافية طويلة

تدشين كتاب "الحياة البرية في عمان".. أبرز مرجع بيئي عن العجائب الحية بالسلطنة ومعجم فريد لأسماء الكائنات

...
...
...
...
...
...
...


 

التوبي: الكتاب إضافة مميزة للمكتبة العمانية.. والمؤلفون بذلوا جهودا كبيرة خلال مسيرتهم البحثية
الطائي: الكتاب ينمي معارف الأجيال الناشئة بطبيعة عمان الثرية
آريكسون: المؤَلًّف كنزٌ لعشاق الطبيعة والأول من نوعه في السلطنة

 
دَشَّن مَعَالي مُحمَّد بن سالم بن سعيد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، أمس، كتاب "الحياة البرية في عُمان"، أحد إصدارات مُؤسَّسة "الرؤيا" للصحافة والنشر؛ وذلك بقاعة الزمرد والألماس بفندق جراند ميلينيوم مسقط.
وبهذه المناسبة، قال مَعَالي مُحمَّد بن سالم بن سعيد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية: "نهنئ أنفسنا أولا بإصدار هذا الكتاب الرائع الذي سيستفيد منه الأطفال في السلطنة؛ للتعرف على الحياة البرية في عُمان". وأكد مَعَاليه أنَّ الكتاب يعكس الجهد الكبير المبذول من قبل المؤلفين، مُوجِّها الشكرَ إلى مُؤسسة "الرؤيا" للصحافة والنشر وجريدة "الرُّؤية" على ما قدمته من دعم حتى يرى هذا الكتاب النور، والشكر موصول إلى رعاة الكتاب الذين تبنوا فكرة الكتاب وواصلوا العمل على مدار 3 سنوات، مروا خلالها بكثير من المراحل، من حيث جمع الصور أو إعداد المادة العلمية.
وأضاف التوبي بأنَّ هذا الكتاب يُمثِّل إضافة للمكتبة العمانية، فضلا عن أنه سيرفد المكتبات في مدارس السلطنة بالعديد من النسخ، التي ستُسهم في تزويد الطلاب بالمعارف المتنوعة حول الحياة البرية في عُمان.. مشيرا إلى أنَّ الجميع يحمل شغفَ التعرف على عالم الكائنات الحية، خاصة وأنَّها تتمايز وتتنوع في السلطنة.
وأوْضَح أنَّ الكتابَ يُقدِّم نظرة مُتخصِّصة للحياة الفطرية في السلطنة، بما فيها من تنوع بيئي وبيولوجي. مُجدِّدا الشكرَ إلى جميع من أسهموا في إصدار هذا الكتاب وطرحه في الأسواق.

الرُّؤية - مدرين المكتوميَّة
تصوير/ راشد الكندي

واستُهِلَّ الحفل بكلمة ألقتها آن بوجى أحد مؤلفي الكتاب؛ حيث قالت: كان لي شرف العمل مع هانا وينس آريكسون في هذا المشروع، ويمكنني التحدث باسم ثلاثتنا لكي أقول بأنَّ هذا الكتاب نتيجة جهد بُذل مُغلَّفاً بطاقة من الحب والاهتمام بالحياة البرية، كما كان الحرص على أن نساعد الشباب والأجيال القادمة على معرفة واستكشاف الحياة البرية في بلدهم، يحركنا في رحلتنا التي استمرَّت فترة طويلة، ونحن نتابع ونرصد الكثير من الكائنات التي تعيش على السطح وفي العمق، وحتى يصبحوا قادرين على فهم تفاصيل تلك الحياة والعمل على حمايتها.
وأضافت آن: علينا ومن واجبنا العمل على حماية جميع الحيوانات على كوكب الأرض وبكل حب وشغف؛ وذلك من أهم مبادئ الإنسانية والتعاطف. وتحقيقا لهذه الغاية، فإننا نأمل من المجتمع والشباب العُماني في السلطنة سواء مواطنين أو مقيمين التعرف على عجائب الطبيعة التي احتواها الكتاب والعمل على الحفاظ عليها وحمايتها.

الكائنات الحية
وقالتْ: حين أتحدث عن الكائنات الحية يجب أن أشير إلى تلك المفردات الصغيرة التي نعلمها لأطفالنا عن الطبيعة والكائنات المختلفة؛ سواء من خلال الألعاب والدمى التي نساعدهم على الاهتمام بها أو من خلال وسائل التعليم المختلفة المناسبة لأعمارهم، وفي نفس الوقت نعلمهم كيف يحافظون عليها ويحمونها ويساعدونها على البقاء، ونأمل أن يكون هذا الكتاب قد نجح في قطع خطوات على هذا الطريق وأن يكون مصدراً لإلهام الكثيرين بكيفية تشجيع أطفال اليوم وآباء وأمهات الغد.
ثمَّ تحدَّث المكرَّم حاتم بن حمد الطائي مدير عام مؤسسة "الرُّؤيا" للصحافة والنشر.. قائلاً: يعدُّ الكتاب الذي نحن بصدد تدشينه اليوم مرجعا بيئيا قيما لنا وللأجيال القادمة ولكل المهتمين بالبيئة والحياة الفطرية والطبيعة العمانية التي أدهشت المصورين وحازت على إعجابهم دوما ورسموا ووثقوا أجمل مافي هذا الطبيعة من حياة وانفراد بيئي يضيف لجمال وعظمة هذا البلد العزيز.. مشيراً إلى أنَّ إصدار كتاب الحياة البرية في عمان يعكس اهتمام المؤسسة برفع الوعي البيئي في السلطنة، خاصة وأن البيئة العمانية ثرية جدًّا بالجبال والسهول والسواحل الممتدة التي تعيش عليها الكثير من الكائنات الصديقة للبيئة وتعد المكون الرئيسي لها. ومن هنا، وجب معرفتها وتوثيقها ودراستها من أجل حمايتها، خاصة وأنَّ عُمان تزخر بالكثير من المكونات البيئية التي تجعلها مكاناً للعديد من الكائنات الحية، وقد سجَّل الكتاب الكثيرَ من الأنواع العمانية من الكائنات إلى جانب أماكن تواجدها وأنواعها وعددها، وهو عمل استغرق وقتاً طويلاً واستحق بذل الكثير من الجهد.
وأضاف الطائي: تؤمن مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر أيما إيمان بأن تكون البوصلة التي تشير دائما إلى مكامن الإبداع والتميز والابتكار؛ فها هي وضمن مبادرات عديدة على مر العام تُعنى بالشباب تارة، وتلتفت إلى دعم الاقتصاد الوطني وعبر منتدى اقتصادي حواري سنوي وغيرها من المبادرات إلى أن وصلنا اليوم لتتويج جهد ما يربو على ثلاثة أعوام هي نتاج كتاب الحياة البرية في عمان. وقد تابعت المؤسسة بكل اهتمام وعناية خطوات تنفيذ الكتاب والجهد الذي بذله المؤلفون من أجل أن يكون هذا الكتاب مرجعا موثوقا للحياة الفطرية في سلطنة عمان؛ إذ إنَّ رصد هذه الجانب سيسهل التعرف على مكنونات هذه البيئة الثرية التي يمكن أن نؤكد أنها ذات ميزة بيئية تختلف باختلاف ما يميز كل محافظة وولاية من أجواء ومناخ استثنائي، وهنا تستشعر مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر أن تكون ذات بصمة تضيفها لمجموعة المؤلفات التي تشرفت "الرؤيا" بإصدارها منذ نشاتها وحتى اليوم والتي قدمت عبرها مجموعة من المطبوعات والمؤلفات والكتب لنصل بكم اليوم لتدشين كتاب "الحياة البرية في عمان"، والذي نأمل أن يصبح أحد مقتنيات الأسرة العمانية، ومن ضمن مراجع المكتبات في السلطنة وخارجها، في ظل تحد تفرضه علينا منافسة إلكترونية للكتب، إلا أنَّ قيمة اقتناء الكتاب ومتعة قراءة صفحاته بين يدينا ستظل هي المتعة التي تغذي عقولنا بتلك الصفحات التي تعبر صدقا عن المتعة الحقيقية للقراءة، وتعبر كذلك عن الكيان المعرفي ومدن المعرفة ومجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة، في عالم يتعولم فيه كل شيء.
وأكمل بالقول: إن الاهتمام بالبيئة هو غرس وطني وقيمة عمانية كانت ضمن فلسفة ورؤية مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله- فهذه الرؤية أسست وأسهمت في إيجاد أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة تعبيرا عن اهتمام جلالته -حفظه الله ورعاه- ومنظور بلادنا الغالية العالمي لأهمية مشاركة العامل في أمن وسلامة البيئة على كوكب الأرض كما تعتبر تثميناً واعترافاً بالجهود والإسهامات البارزة التي يقوم بها الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات أو المنظمات في حماية البيئة.

موطن الحيوانات
وبعد ذلك، قام المؤلفان هانا وينس آريكسون بتقديم عرض لأهم محتويات الكتاب، أشارا خلاله إلى أن الحديث عن الحياة البرية لا يعني فقط الحيوانات البرية، وإنما يمتد إلى الطيور والزاحف والحشرات وغيرها من المخلوقات التي هي من سكان الجبال والصحاري والمحيطات من هذا البلد العظيم، ويكون مفاجئاً للكثيرين عندما نعلم أن الغابات المطيرة والغابات الاستوائية، ليست فقط موطن الكثير من الكائنات غير المعروفة، ولكن أيضا في الصحاري الحارة والرطبة والجبال الصخرية.
وأضافا بأنَّ الكتاب هو الأول من نوعه الذي يتم نشره في عمان ويضم العديد من الصور عن الحيوانات والطيور.. وغيرها من المخلوقات في بيئاتها الطبيعية، وهو يعد كنزاً لعشاق الطبيعة بشكل عام ومفيد بشكل خاص للشباب لتشجيعهم على معرفة التنوع البيئي الغنية به بلادهم، والعمل على الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

تفاصيل الكتاب
ويحتوي الكتاب في مجمله على خمسة أبواب؛ الباب الأول يتحدَّث عن الثدييات والتي وصل عددها إلى ما يقارب الـ83 نوعا، في حين وصل عدد أنواع الطيور إلى 527 نوعا، في حين وصل عدد أنواع الزواحف إلى ما يقارب الـ105 أنواع، في حين سجل الكتاب وجود 79 نوعا من أنواع الفراشات في السلطنة، إلى جانب باب يختص بالحشرات والتي لا يوجد لها عدد فعلي، خاصة وأن هذه الأرقام تعد أرقاما مبدئية كونها ستزداد في المستقبل وسيتم اكتشاف أنواع أخرى. والكتاب في أبوابه الخمسة يستعرض مجموعة كبيرة من الصورة الفوتوغرافية لمجموعة من الكائنات الحية التي تعيش في البيئة العمانية، وتكاثرت وأصبحت لها بيئاتها المختلفة.
ويعد الكتاب هو الأول من نوعه الذي يتحدث عن الحياة البرية في عُمان، ويمكن استخدامه كدليل للتعرف على الحياة البرية بتنوعها، خاصة وأنَّ الكتاب جاء مدعوما بصور كثيرة ليستطيع الباحث والمهتم التعرف على كل ما يهمه في الحياة البرية بسهوله ويسر.
الكتاب للمؤلفين هانا وينس آريكسون وبالتعاون مع آن بوجى، وهما مقيمان في السلطنة منذ أكثر من 25 عامآ، أصدرا خلالها العديد من الكتب حول الطيور في عُمان، وهذا الإصدار الثالث عشر لهما، كما أن لديهما ما يقارب الـ12.000 صورة تم نشرها وأخرى تم استخدامها كطوابع ومنشورات، وتعدُّ تجربة التصوير لديهما تجربة ثرية وقد حازا على مجموعة من الجوائز الدولية خاصة في مجال تصوير الطيور العمانية.

 

تعليق عبر الفيس بوك