العراق: تضارب الأنباء عن توقف عملية استعادة الموصل "مؤقتا".. وقوات الحشد الشعبي تبدأ هجوما باتجاه غرب المدينة

 

 

بغداد – رويترز

 

أعلن متحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية أن عملية استعادة مدينة الموصل العراقية الشمالية من التنظيم ستتوقف مؤقتا. ولكن المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق صباح النعمان قال إنّ النبأ يفتقر إلى الدقة على حد وصفه.

وقالت قوات الحشد الشعبي في العراق أنّها شنت هجوما على تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة تلعفر غرب مدينة الموصل. ويمثل المقاتلون الشيعة عماد قوات الحشد الشعبي التي قالت في وقت سابق إنّها لن تدخل مدينة الموصل ذات الغالبية السنية.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي في بيان عن "انطلاق العمليات العسكرية لتحرير غرب مدينة الموصل". وجاء في البيان أن "الصفحة الثانية من العمليات الكبرى على المحور الغربي لمدينة الموصل قد انطلقت صباح أمس" من دون ذكر المزيد من التفاصيل. وأضاف الأسدي أنّ العملية التي بدأها الحشد تهدف أيضًا إلى استعادة بلدتي الحضر وتل عبطة إضافة إلى تلعفر.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن الأسدي قوله "بعد تطهير كل أراضينا من هذه العصابات الإرهابية، نحن مستعدون للتوجه إلى أي مكان يشكل تهديدا للأمن الوطني العراقي." إلا أنّ تقارير صحفية أشارت إلى أنّ العمليات المذكورة انطلقت من ثلاثة محاور في غرب الموصل وتحديدا بالقرب من قضاء تلعفر حيث تتمركز قوات الحشد الشعبي.

وقال جعفر الحسيني الناطق باسم "كتائب حزب الله" المنتمية للحشد الشعبي إنّ "الكتائب" شاركت في الهجوم الذي شنه مسلحو الحشد السبت على بلدة تلعفر. وأضاف الحسيني انّ قوات إيرانية تقدم المشورة لمسلحي الحشد بينما توفر الطائرات الحربية العراقية دعمًا جويا لهم. وأكد الحسيني أنّ تركيز الحشد - وقوامه ميليشيات شيعية - سيكون على تلعفر وعلى تأمين حدود العراق الغربية مع سوريا.

ويقول مراسلون إنّ استهداف تلعفر القريبة من الحدود التركية والتي تسكنها أغلبية تركمانية تربطها علاقات تاريخية وثقافية قوية مع تركيا سيثير قلقا في أنقرة. ويقول الحشد الشعبي من جانبه إنّ العديد من تركمان تلعفر يعتنقون المذهب الشيعي.

ويذكر أنّ مشاركة "الحشد الشعبي" في عملية استعادة الموصل جوبهت بمعارضة قوية من جانب السياسيين العراقيين السنة علاوة على الأكراد وتركيا.

وحذرت منظمات حقوق الإنسان من إمكانية اندلاع أعمال عنف طائفية إذا استولت قوات الحشد الشيعية على مناطق ذات أغلبية سنية كما هو الحال في معظم مناطق العراق الغربية والشمالية.

ويذكر أنّ الحشد الذي شكل عام 2014 بدعوة من المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بهدف التصدي لتقدم تنظيم الدولة الإسلامية، يأتمر رسميا بمكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي ولكنه يحتفظ ايضا بعلاقات وثيقة مع إيران.

وتقول منظمة العفو الدولية إن قوات الحشد ارتكبت في معارك سابقة "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ترقى بعضها الى جرائم حرب" بحق المدنيين الفارين من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت الأمم المتحدة في يوليو الماضي إنها أعدت قائمة تشمل أسماء أكثر من 640 رجلا وصبيا سنيا ذكرت أنهم اختطفوا من قبل مسلحين شيعة في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، وأسماء 50 آخرين أعدموا فوريا أو عذبوا حتى الموت.

وأفادت مصادر أمنية وطبية في العاصمة العراقية بغداد أمس بمقتل 8 وإصابة 17 آخرين من المدنيين في حصيلة أولية لتفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف خيمة أسفل جسر جابر بن حيان في حي الإسكان غربي بغداد يقيم فيها المسلمون الشيعة شعائر عاشوراء.

وقال مسؤولون عراقيون أمس إن قوات الأمن احبطت هجوما كان يخطط له مسلحو الدولة الإسلامية على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار الغربية.

وألقت قوات الأمن العراقية القبض على 11 شخصا بعد الكشف عن الهجوم الفاشل الذي جاء ضمن سلسلة من الهجمات نفذها مسلحو الدولة الإسلامية منذ انطلاق العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية من أجل تشتيت جهود القوات العراقية.

ونقلت وكالة رويترز عن النقيب أحمد الدليمي من شرطة الأنبار قوله إنّ القوات العراقية "اعتقلت 11 داعشيا كانوا يخططون لمهاجمة الرمادي" من جهة ضاحية الطاش الجنوبية.

وكانت القوات العراقية استعادت السيطرة على الرمادي أوائل العام الحالي، ولكن معظم سكانها الذين نزحوا عنها لم يعودوا إليها بعد. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار رجاء العيساوي إنّ المعتقلين الـ 11 الذين ألقي عليهم القبض يوم الجمعة اعترفوا بالتخطيط لهجوم على الرمادي.

وقالت القوات الأمنية العراقية من جانب آخر إنّها نفذت عملية عسكرية بالقرب من منفذ الوليد الحدودي مع سوريا ومنطقة البو كمال السورية غرب الأنبار استهدفت رتلا لمسلحي تنظيم الدولة الإسلاميّة أسفرت عن مقتل 14 منهم.

وذكر مسؤول أمني أنّ القوات تستعد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على قضاء القائم غرب الأنبار ومسك الشريط الحدودي بين العراق وسوريا وتأمينه بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة.

تعليق عبر الفيس بوك