يوم المرأة العمانية .. غايةٌ أم وسيلة؟!

 

نجاة الكلبانية

 

هل أصبح الاحتفال بيوم المرأة غايةً من مجمل الغايات التي نُريد نحن النساء الوصول إليها؟ 

في قراءتي المتواضعة إنّ الأهمية من تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة العمانية هو أن يكونَ وسيلة يجب أن نستغلها نحن النساء العمانيات من أجل تسليط الضوء على القضايا التي تمسنا بشكل مباشر أو تمس الأسرة العمانية أو المجتمع العماني بشكل عام. 

فكيف استفادت المرأة العمانية من تخصيص يوم لها على مدى الأعوام الممتدة من العام 2009م -حين تم الإعلان عن تخصيص السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوماً للمرأة العمانية- وإلى يومنا هذا؟ 

فعدا عن الاحتفاليات والمحاضرات والتجمعات النسائية والتي لها مكانها بالطبع في هكذا مناسبة تتطلب جواً إيجابياً باعثاً على الاحتفال والاحتفاء بالمرأة العمانية أيما كان موقعها، ما الذي أضافه يوم المرأة العمانية لواقع المرأة في السلطنة؟ وكيف استطاعت المرأة تطويعَ هذا اليوم ليصبح منبراً تثقيفياً وتوعوياً وإعلامياً؟

كيف استطاعت المرأة استغلال هذا اليوم لتمرير قوانين تسهم في الدفع بدور المرأة في المجتمع؟  

لا يبدو أننا فعلنا الكثير في هذا النطاق لربما لأن هذا الجانب يتطلب جهداً أكبر ووقتاً أكبر ونضالاً أكبر. تغيير القوانين  من أصعب الأمور لأنه وإن كنا نعي أنها قوانين بشرية ونسبة القصور فيها كبيرة كما أن نسبة الخطأ واردة، إلا أن الكثيرَ من القوانين تظل قابعةً في لوائحنا القانونية قروناً تأبى أن تغادرها! تتغير الأجيال وينفتح المجتمع على غيره من المجتمعات وتطرأ التغيرات على أدوار الرجل والمرأة - شئنا أو أبينا- وتظل بعضُ القوانين كما هي لا تتغير لتتواءم مع طبيعة التغيرات الاجتماعية. في كثيرٍ من الأحيان لا يحدث التغيير في القوانين تلقائياً وإنما يأتي نتيجةَ جهودٍ متضافرة ونقاشاتٍ مطولة. وحين يتم تخصيص يومٍ من قبل الحكومة ليكون مناسبة سنوية  فإن ذلك يتعدى كونه شرفاً ليصبح فرصةً -وأيما فرصة- تمنح النساء منبراً محفوفاً بمباركة حكومية لتتم فيه مناقشة الأمور والتي من شأنها أن ترتقي بفكر وحوار وعمل ومشاركة المرأة. 

يوم السابع عشر من أكتوبر هو يوم جديرٌ أن يكون يوماً للإنجازات النسائية في السلطنة يكون لنا في كل عام إنجاز نحتفي فيه جميعاً ليس النساء فحسب ولكن الأسرة العمانية فأيّ إنجاز يُحسب للمرأة هو في واقع الأمر يُحسب للأسرة كلها. 

فيجدر بنا أن نحدد هدفاً في كل عام وتتحد طاقاتنا وتتضافر جهودنا على مدى ذلك العام نحو تحقيق ذلك الهدف. لا يهم إن كان الهدف كبيراً أم صغيراً المهم أن يكون داعماً للمرأة العمانية ثم تصبح غايتنا هي تحقيقه فيأتي يوم المرأة العمانية في العام المقبل محتفياً بإنجاز ذلك الهدف.

الأماني كثيرة والقوانين -التي تُعنى بالمرأة بشكلٍ خاص أو بالأسرة بشكلٍ عام والتي تحتاج لمراجعة أو تعديل- عديدة. يبقى لنا أن نُحددَ الهدف ونضعَ خطة العمل ونبدأ التنفيذ فيتحول بذلك يوم المرأة العمانية إلى وسيلة تغيير وتطوير وعندها يصبح احتفالنا بهذه المناسبة أجدى وذا طعم أعمق وأحلى. وكل عام والمرأة العمانية -أينما كانت- في رخاء.

 

مدرس أول- جامعة السلطان قابوس

تعليق عبر الفيس بوك