في إطار حرص الغرفة على تطوير قطاع التعليم الخاص بالاستفادة من التجارب الدولية

وفد "الغرفة" يشيد بالتجربة التعليمية في كوريا الجنوبية.. ويتفق على تعزيز التعاون الثنائي

الحضرمي: الزيارة استغرقت أسبوعا وساهمت في تعزيز التعاون في مجال التعليم والتدريب

الغافري: الكوريون يهتمون بتطوير التعليم لإيمانهم بأنّ الاستثمار الحقيقي في بناء الإنسان

النجار: اختيار كوريا الجنوبية من قبل لجنة التَّعليم جاء بعد دراسة دقيقة لأكثر من تجربة دولية

كوريا الجنوبية (سيؤول) - فايزة الكلبانية

اختتم وفد لجنة التعليم بغرفة تجارة وصناعة عُمان أمس زيارته للمؤسسات التعليمية بالعاصمة سيؤول بكوريا الجنوبية، برئاسة الدكتور هلال بن علي الحضرمي رئيس اللجنة وعدد من أعضاء لجنة التعليم الذين يمثلون أصحاب الجامعات والكليات والمدارس الخاصة والمراكز والمعاهد التعليمية إلى جانب دور الحضانة والروضة وعدد من أصحاب الأعمال التجارية ذات الصلة، من خارج اللجنة، بهدف الاطلاع على تجربتها المُتقدمة في مجال التعليم العالي والمهني والعام.

وقال نصر بن منصور السريري صاحب حضانة الأيادي الصغيرة وهو أحد أعضاء مجموعة المدارس والحضانات بالوفد إنَّ وفد قطاع المدارس والحضانات قام بزيارة إحدى مدارس المنتسوري الدولية الخاصة الموجودة بمدينة منتسوري . وبدأت المدرسة من عام ٢٠٠٨م، وتستقبل الأطفال من ٣ إلى ٥ سنوات وباللغة الإنجليزية والكورية وعدد الأطفال المنتظمين في المدرسة ٤٠ طالباً نظراً لارتفاع الأسعار مقارنة مع المدارس باللغة الكورية فقط. والمبنى مكون من ٤ طوابق  و ٨ فصول وتشرف على كل فصل معلمتان. ومن طرق منهج المنتسوري دمج الأعمار من ٣ إلى ٦ سنوات لغاية وهدف التعلم. وتوجد طريقة المنتسوري في بناء شخصية الطفل. ولوحظ أن المدرسة تستخدم وسائل السلامة.

وأضاف السريري أنَّ فريق قطاع المدارس والحضانات توجه لزيارة مدرسة ( korea international school) التي تبعد عن مدينة سيؤول ما يقارب ساعة. وتعد المدرسة من أفضل المدارس الدولية المتميزة الخاصة وتحتوي المدرسة على أربعة مباني من رياض أطفال إلى المستوى ١٢. وتستخدم المدرسة البرنامج الأكاديمي الأمريكي. ولوحظ أثناء الزيارة أنّ نظام الأمن والسلامة في المدرسة عالٍ. وتستغل المدرسة جميع المساحات الموجودة حتى أسطح المبنى فيما يخدم الطالب من أحواض سباحة وألعاب رياضية وغيرها. والمعلمون على مستوى عال ولغتهم الأم الإنجليزية مما ينعكس على طلاقة التحدث باللغة الإنجليزية من قبل الطلاب الكوريين. كما زار أعضاء الوفد مركز التعليم مدى الحياة، إضافة إلى مبنى شركة سامسونج، وجامعة Hanyang university.

زيارة ناجحة

وقال الدكتور هلال بن علي الحضرمي عميد كلية عُمان البحرية الدولية رئيس لجنة التعليم ورئيس الوفد إنّ تسيير وفد لجنة التعليم إلى جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة يأتي في إطار اهتمام غرفة تجارة وصناعة عمان بالتعليم وأكد حرص الغرفة على تطوير قطاع التعليم الخاص بشتى أنواعه وهدفت الزيارة إلى الاطلاع والتعرف على منظومة ومؤسسات التعليم والتدريب المختلفة في العاصمة الكورية بدءًا من رياض الأطفال، ومعاهد ومؤسسات التعليم وحتى الجامعات بغية الاستفادة من التجربة الكورية في مجال التعليم والتدريب ويتكون الوفد من شخصيات بارزة في حقل التعليم يضم ملاك مدارس ومعاهد خاصة وأكاديميين من كليات وجامعات خاصة، وبعض الزيارات الاستكشافية.

وأضاف الحضرمي أنّ الزيارة التي استغرقت أسبوعا ساهمت في ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وفتح آفاق تعاون جديدة في مجال التعليم والتدريب. وتوجه بالشكر إلى سعادة السفير محمد الحارثي وطاقم التنظيم بالغرفة على الجهود التنسيقية المبذولة لتسهيل أعمال الزيارة، ونجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة.

روح الفريق

وترى زهرة بنت علي عبد الرضا داوود مديرة مدرسة التفاح الأخضر الخاصة ونائبة رئيس لجنة التعليم أنّ الزيارة ساعدت على تقريب وجهات النظر وروح الفريق الواحد بين أعضاء اللجنة، مما ساعد على تجاوز الحواجز والرسميات في الحوار والمخاطبات، وهو ما يساعد على تقوية التخطيط والنقاش بين الأعضاء مستقبلا، مؤكدة أنّ استفادتهم كبيرة بعد الاطلاع على التجربة الكورية حيث إن المفارقات وأوجه الاختلافات بين دور التعليم في السلطنة وكوريا ليست بالشيء الكبير لكن ما ينقصنا الاهتمام وسرعة تنفيذ الخُطط وتسهيل الأحكام والقوانين التنظيمية التي تفرض على العاملين بهذا القطاع.

وقال راشد سالم الغافري مشرف الوفد من غرفة تجارة وصناعة عمان إن التجربة الكورية مُتميزة في إيمان الشعب بأن الاستثمار الحقيقي هو الإنسان، وأشادت بالتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بقطاع التعليم بمختلف اخصاصتها حيث تجد أنّ الدائرة مكتملة الحلقات متجانسة مع بعضها البعض لأنّ الهدف واضح ألا وهو تنمية الموارد البشرية التي بدورها قادت كوريا الجنوبية إلى مصاف الدول في مُختلف المجالات.

التدريب والتأهيل

وقال الدكتور مُحمد بن مصطفى النجار مُدير مركز المعايير والاختبارات المهنية ممثل وزارة القوى العاملة باللجنة إنّ برنامج الزيارة لوفد لجنة التعليم بغرفة الصناعة والتجارة لجمهورية كوريا الجنوبية  يهدف إلى الاطلاع على تجربتهم الثرية في مجال التعليم بمختلف أنواعه ومساراته وآليات تطبيقه وفق أحدث المواصفات الدولية، فاختيار كوريا الجنوبية من قبل اللجنة لم يأت من فراغ بل جاء بعد دراسة دقيقة لعدد من الخيارات المتاحة من كافة الجوانب.

وأشاد النجار بتجربة كوريا الجنوبية الرائدة في مجال التعليم التقني والتدريب المهني على المستوى الآسيوي والدولي وأشار إلى أنّ الوفد حاول التعرف على الآليات المتبعة في التخطيط والتنفيذ للعملية التعليمية في الجانب المهني والتقني وكيفية إعداد المعايير والمناهج التي يتم الاستناد عليها إضافة للتشريعات والقوانين المنظمة لذلك.

ونوَّه النجار إلى أنّ مثل هذا التواصل مع الجهات الدولية ذات الخبرة والكفاءة يساهم في التماشي مع محاولة الجهات المختصة بالسلطنة حالياً من خلال عدد من الدراسات والبرامج الوطنية (كالبرنامج الوطني تنفيذ) لإيجاد أفضل السبل للارتقاء بمنظومة التعليم بشكل عام والتعليم المهني والتقني بشكل خاص وذلك عن طريق رصد أفضل وأنجع السُبل لتحقيق ذلك بغية الوصول إلى رفد سوق العمل بالقوى العاملة الوطنية المتمتعة بالمهارات والكفايات التي يتطلبها السوق وجعلها منافسة للحصول على فرص العمل المُتاحة بمختلف القطاعات.

وأكد الدكتور أهمية الاستفادة المثلى التي يأمل أن يصل إليها الوفد من هذه الزيارة للتعرف أكثر على المنهجيات العالمية المُتبعة لتعزيز دور القطاع الخاص في تطوير التعليم التقني والتدريب المهني ولأشكال العلاقة القائمة بين الجهات الحكومية والخاصة في هذا السياق، إضافة إلى نوعية المؤهلات المطروحة ومستوياتها والجهات المانحة لها مع الأنظمة المُطبقة في حوكمة المنظومة التعليمية ككل.

مراكز مُتقدمة

وقال عبد الله السناني مدير تنفيذي للموارد البشرية بالجمعية العمانية للخدمات النفطية إنّ كوريا الجنوبية من الدول المتقدمة في آسيا وتبوأت مراكز مُتقدمة في التعليم مثلها مثل هونكنج وسنغافورة، وقد استطعنا من خلال زيارتنا هذه تحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة في الاطلاع على التجربة الكورية في مجال التعليم والتدريب وعملية الربط بينهما وكيفية ربط المخرجات مع سوق العمل.

وأشاد السناني بجهود سفارة سلطنة عمان في كوريا وفي مُقدمتها سعادة السفير محمد الحارثي على الجهود المبذولة، والتنظيم لجميع الزيارات بكل إتقان، كما أشاد السناني بجهود فريق المُتابعة والتنسيق المبذولة من الزملاء بغرفة تجارة وصناعة عُمان لنجاح هذه الزيارة.

وقال السناني بما أنني متخصص في قطاع النفط والغاز فلقد استفدت من الزيارة عن كيفية رفد سوق العمل بالكوادر البشرية المدربة والفاعلة بعد تأهيلهم وقضاء مدة التدريب.

وحول ثقافة الكوريين، يرى السناني أنّهم شعب معتز بثقافته ولغته حتى إن معظم الجامعات والمعاهد تدرس باللغة الكورية فقط، ويشترط لالتحاق غير الكوريين بالدراسة في إحدى مؤسسات كوريا التعليمية. ومن ناحية الحياة العامة كما لمسناها في الواقع فهم شعب محافظ ومتطور. كما أنّ هناك تشابها كبيرا في عمليه الربط بين المخرجات بسوق العمل في كوريا مع ما نقوم به في السلطنة بشكل عام ولقد لاحظت نجاحهم بعدم ربط اللغة الإنجليزية بنظام التعليم وذلك لتسهيل نقل العلوم إلى الطالب بلغته الأم.

وتوافقهم الرأي سهام بنت محمد هاشم مالكة روضة الواحة العالمية التي أكدت بدورها اهتمام جميع الجهات المستضيفة للوفد وتقديم ما لديهم من أسس ومعلومات لتوثيق التعاون بين البلدين، وأشادت بالعرض التقديمي الذي قدمه سعادة السفير محمد الحارثي وطاقم العمل بالسفارة، حيث لخص فيه التجربة الكورية في التعليم مما كان له الأثر في الإلمام بكافة الجوانب المعنية بالزيارة. وأكد وجود تشابه بين إدارة الحضانات في كوريا والسلطنة وقد نكون متقدمين في بعض المعايير ولكن تبقى الشروط والقوانين التي أوجدت لتنظيم القطاع غير مرنة وفيها نوع من التشديد والتعقيد والصعوبة في التعاطي مع متطلبات السوق وحركته مقارنة مع المرونة التي وجدناها بالمؤسسات التعليمية بكوريا، مما يشجع على انتهاج نهج العمل في هذا الجانب أكثر من غيره.

الجودة والكفاءات

ويرى عبد الله بن علي العجمي رئيس المعهد العربي للدراسات المالية والإدارية أنَّ التجربة الكورية في مجال التَّدريب تتناغم مع تجربة السلطنة، في مجال التدريب والتأهيل، حيث إنّ التجربة الكورية في التدريب مُتميزة من خلال التركيز المكثف على التدريب للمواطنين الكوريين، كما وجدنا أنَّ التدريب في كوريا يرفد مختلف قطاعات سوق العمل بعمالة ذات كفاءة.

وتقدمت رباب عبد الله اللواتي مدير عام مدرسة الهدى بالشكر للسفارة وسعادة السفير محمد الحارثي الذي قدم نبذة عن بيانات التعليم مما ساهم في وضوح رؤيتنا للتعليم الكوري، مشيرة إلى أن قوة التعليم في كوريا نابع من اهتمام الدولة والرؤية القوية لهذه الدولة نابع من رغبة قادتها في التغيير والإبداع والتطوير الذي بدأ منهم وبالتالي انتقل إلى الشعب وهذا كان الخطوة الذهبية في التغيير. وأكدت أنّ الأدوات والمواد لها تأثير واضح في تطوير التعليم إلا أنّ المعلم القادر هو الذي يُدير العملية التعليمية والتربوية، مشيرة إلى أنه بعد أن جددت كوريا نظام التعليم اعتمدت على المنافسة التعليمية بين الطلاب والتعليم التلقيني إلا أنه في الوقت الحالي بدأت بتغيير نظرتها إلى أهمية دمج الطلاب في المهارات الحياتية.

وأشاد حمود بن عبد الكريم الهوتي المدير العام للترجمان العالمية للترجمة القانونية بثقافة الشعب الكوري وحسن الضيافة، مضيفاً أن تركيز كوريا الأساسي على قطاع التعليم والتدريب والتأهيل لأبنائها وهذا يساعد على بناء جيل مثقف وواعٍ ذي كفاءات عالية ومن شأن هذا المساهمة في إنجاح أعمال المؤسسات الحكومية والخاصة، وكون موظفيها من أصحاب المؤهلات والكفاءة، كما أنَّ المؤسسات العملية تسعى جاهدة إلى زيادة تأهيل وتعليم كوادرها كما رأينا في المؤسسات الخاصة بتصنيع السيارات والإلكترونيات والعمل على تقييم أداء موظفيهم، وقد يرى البعض ساعات التعليم الطويلة مبالغ فيها بكوريا لكن الأكيد أنه يتخلل هذه الساعات أشياء عديدة تبعث على المتعة والراحة، كما لمست عدم التزام المؤسسات التعليمية في كوريا بأيّ مقررات تدرس بالعربية ومن المهم أن نجد العربية حاضرة بالمؤسسات التعليمية العليا بكوريا ولابد من تكثيف التواصل بين كوريا والدول العربية لتعزيز الوجود العربي للاستفادة من التجربة الكورية في التَّعليم وغيره من مجالات الحياة.

تعليق عبر الفيس بوك