توقعات بتضاعف التبادل التجاري خلال السنوات المقبلة بين مسقط وسيؤول

وفد "الغرفة" يواصل التعرف على التجربة الكورية في التعليم.. والسفير العماني يؤكد تميز العلاقات الثنائية

...
...
...

 

 

سيؤول (كويا الجنوبية)- فايزة الكلبانية

واصل وفد لجنة التعليم بغرفة تجارة وصناعة عمان برنامج زيارته للمؤسسات التعليمية بكوريا الجنوبية، برئاسة الدكتور هلال بن علي الحضرمي رئيس اللجنة، وعدد من أعضاء لجنة التعليم يمثلون الجامعات والكليات والمدارس الخاصة والمراكز والمعاهد التعليمية، إضافة إلى دور الحضانة والروضة، وعدد من أصحاب الأعمال التجارية ذات الصلة، من خارج اللجنة.

وتهدف الزيارة التي تختتم يوم السبت المقبل، إلى الاطلاع على تجربة كوريا المتقدمة في مجال التعليم العالي والمهني والعام. وتأتي زيارة وفد لجنة التعليم بغرفة تجارة وصناعة عمان في إطار الجهود التي تبذلها اللجنة للاطلاع على التجارب المرموقة حول العالم بما يخدم ويطور التعليم الخاص في السلطنة.

وفي اليوم الأول من برنامج الزيارة، توجه الوفد إلى السفارة العمانية في سيؤول، حيث كان في استقبلال الوفد أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة، وعلى رأسهم سعادة السفير محمد الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى كوريا. وقدم سعادة السفير، عرضا تطرق من خلاله إلى تاريخ كوريا وأيضا رؤية كوريا وفلسفتها وأهدافها في التعليم، ومدى التحول في الاستراتيجيات الذي حدث حسب المواقف والظروف التي مرت على البلاد من صراعات وحروب، بجانب الحرص الكوري على الريادة في قطاع التعليم؛ حيث تطلع دائما لأن تكون في المرتبة الأولى عالميا. وأكد سعادته توافر العديد من الفرص الاستثمارية من خلال الشركات الكورية، والفرص تصل إلى مستوى الشراكة بين السلطنة وكوريا، مشيرا إلى أن أوجه التعاون متاحة كون السلطنة تسعى إلى بناء مدينة تعليمية، تضم عدد من المؤسسات التعليمية، وهو ما من شأنه فتح مزيد من فرص التعاون والاستثمار مع كوريا. وأشار سعادته إلى أن خطة السلطنة كذلك لتأسيس مدينة طبية، ستتيح المجال أمام شراكات جديدة في مجال الرعاية الصحية بين السلطنة وكوريا. وأوضح سعادته أنه نتيجة لتطور كوريا في المجال التقني والتكنولوجيا، تحرص السلطنة على التعاون مع كوريا، من خلال التعاون المشترك التي تقوم به هيئة تنظيم الاتصالات وهيئة تقنية المعلومات بالسلطنة مع الجهات الكورية، لاسيما في مجال الامن السيبراني، علاوة على توجه السلطنة لإيجاد فرص للتعاون في مجالات الطاقة المتجددة والابتكارات العلمية.

وبين سعادة السفير أن انخفاض أسعار النفط وما أحدثه من تبعات على الاقتصاد العالمي، كان له تأثير كبير على الاقتصاد الكوري، مما أدى إلى تراجع الطلب الكوري مما أدى إلى تسجيل خسائر في ارباح بعض الشركات والمصانع، لاسيما الشركات العاملة في صناعة السفن. وأضاف أنه ترتب على ذلك وجود أزمة حقيقية، وهذه الأزمة أدت إلى انخفاض حجم التبادل التجاري بين البلدين. لكنه في المقابل أكد الجهود المتواصلة لتعزيز افاق التعاون المشتركة وخاصة في طقاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وحول آفاق التعاون العماني الكوري، أوضح سعادة السفير أن أوجه التعاون عدة وترتبط السلطنة مع كوريا بعلاقات متينة وثابتة، قائمة منذ تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1974، ومن ثم جاء فتح السفارة الكورية في عمان في عام 1974، وافتتاح السفارة العمانية في كوريا في عام 1976؛ حيث يركز التبادل التجاري بين السلطنة وكوريا على استيراد كوريا للنفط والغاز، واستيراد العديد من المنتجات الكورية كالسيارات والإلكترونيات والمواد الكهربائية. وأضاف سعادته أن هناك عددا من الشركات الكورية تعمل في مشاريع بالسلطنة؛ كالمشاريع الإنشائية والموانئ والطاقة الكهربائية والبتروكيماويات وبناء الحوض الجاف.

وأضاف الحارثي أن هناك تنسيقا بين البلدين في مختلف القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تعمل الدولتان على تحقيق السلام والاستقرار في العالم اجمع، من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، وزيارات الوفود في مختلف المؤسسات والزيارات والتبادلات الطلابية والفعاليات الثقافية المختلفة، إلى جانب أعمال اللجنة العمانية الكورية المشتركة والاجتماعات التشاورية ومجلس رجال الاعمال. وأشار كذلك إلى أن هناك تنسيقا مشتركا نحو الاستثمار والشراكة في العديد من المشاريع، مؤكدا أن العلاقات العمانية الكورية تشهد نموا متصاعدا وارتفاعا ملحوظا في التبادل التجاري ومن المتوقع أن يتضاعف في السنوات المقبلة. وأكد سعادته أن البلدين يحرصان على توسيع وتعزيز العلاقات لتشمل كافة المجالات، كما أن السفارة بدورها تعمل على تعزيز وتوسيع العلاقات في هذا الجانب. وخلال اللقاء تعرف الوفد على العديد من المعلومات والبيانات التعليمية، والتي قدمها موظفو السفارة، والذين قدموا الكثير من الدعم للوفد.

وعقد الوفد سلسلة من الزيارات إلى المدارس والحضانات ومراكز التدريب، للتعرف على آلية العمل المتبعة والمناهج المقدمة للطلاب. وأشاد المشاركون في الوفد بمحتويات المدارس، حيث تتألف كل مدرسة من 5 طوابق، وكل طابق يحتوي على العديد من القاعات، التي تقدم خبرات متنوعة للطالب خلال اليوم الدراسي، بجانب وجود مسرح للأطفال وغرفة للإذاعة والتفزيون ومختبر للعلوم وأركان متكاملة للتعليم المهني للأطفال.

وأشار الوفد إلى أنّ المدارس في كوريا عبارة، يتم استخدامها كذلك كمركز لتأهيل الطالبات والمعلمات وأولياء الأمور، كما يخضع الطفل الكوري إلى 3 سنوات من الخبرات الحياتية في بداية مسيرته التعليمية، باسلوب تعليمي شيق. ويتم إلزام الطلاب والمعلمين والزوار بارتداء أحذية خاصة عند دخول المدرسة. كما أن المدرسة تتقاضى رسوما بسيطة ورمزية من أولياء الأمور، فيما تقدم الحكومة الدعم اللازم لعمل المدرسة.

ومن جهة ثانية، زارت مجموعة أخرى من الوفد عددا من الكليات والجامعات والمعاهد؛ حيث تعرفوا على طرق التدريس والمناهج المقدمة فيها، فضلا عن جهود هذه المؤسسات في توظيف التقنية الحديثة والأداء التعليمي المتقدم.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك