تَمْضِي إستراتيجيَّات وخطط السلطنة بخُطى واثقة نحو مزيدٍ من التقدُّم والنجاحات، على الرغم مما يتعرَّض له العالم من عواصف اقتصادية عاتية، وموجات عنيفة من التوترات، على المستويات كافة.

ومن بَيْن النجاحات التي تتحقَّق في الوقت الحالي: الكشف عن الهُوية التسويقية لأول شركة للطيران الاقتصادي بالسلطنة "طيران السلام"، والذي يُجسِّد جوهر الثقافة العُمانية ويلبي التطلعات المستقبلية، لا سيما تلك المتعلقة بزيادة العائدات والمساهمة في تنويع مصادر الدخل. ويُسهم هذا النوع من الطيران في جذب مزيدٍ من السياح حول العالم، بالتزامن مع خطط وزارة السياحة لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح ضمن إستراتيجيتها الوطنية.

واللافت في الهُوية التسويقية لـ"طيران السلام" أنَّها مُستوحاة من البيئة العُمانية ذات الطبيعة الخلابة، وهو ما يعكس فلسفة الشركة الوليدة في الاهتمام بالأصالة العُمانية في إطار من الحداثة والمعاصرة.

ودَعْم الطيران الاقتصادي لخطط التنمية السياحية، لا يتأتَّى فقط من كونه ذا تكلفة منخفضة، لكن أيضا لأنه يستهدف وجهات حيوية داخل السلطنة وخارجها، كما أنَّه سيزيد من جهود الناقل الوطني "الطيران العُماني" في تنشيط حركة الطيران والمسافرين بمختلف المطارات العُمانية، لاسيما تلك التي ترتبط بوجهات سياحية مثل صلالة.

ويتماشى ذلك مع التوقعات السياحية باستقطاب نحو 50 ألف سائح أوروبي خلال موسم السياحة الشتوية بمحافظة ظفار، والتي من المؤكد أن جزءًا منها سيصل عبر مطار صلالة، ويدعم مسارات النهوض بالقطاع السياحي في ظفار، بحيث لا تعتمد السياحة في هذه البقعة المميزة من عُمان على موسم الخريف فقط، بل يمتد ليشمل مختلف فصول العام. ومن المبشِّر في هذا الموسم الشتوي المرتقب، أن الرحلات السياحية ستكون مباشرة إلى مطار صلالة، من عواصم أوروبية بارزة؛ مثل: السياحة الألمانية والإيطالية والبولندية كذلك.

وبفضل إدراك الحكومة الرشيدة لدور القطاع السياحي في تعزيز النمو وتنويع مصادر الدخل، فإنَّ الجهود المتواصلة لدعم وتطوير هذا القطاع، لا تكتفي فقط بالمواقع السياحية الداخلية، بل تمتد إلى مشاركات دولية في كبرى معارض السفر والسياحة؛ بهدف الترويج والتسويق للسلطنة كوجهة سياحية فريدة، في ظلِّ ما تتمتع به بلادنا من عناصر جذب وأمن واستقرار، فضلا عن طبيعة المجتمع العُماني المضياف، وهي عوامل يبحث عنها السائح أينما ذهب وتجول.