تلجراف سألت: لماذا عجزت أقوى الديمقراطيات عن إيجاد من هو أفضل منهما؟

ترامب يواصل التراجع بعد المناظرة الثانية و"ويكيليكس" يوجه ضربة جديدة لكلينتون

رغم التقدم المؤقت الذي بدا أن دونالد ترامب المرشح الأمريكي للرئاسة قد حققه على منافسته هيلاري كلينتون في المناظرة الثانية التي عقدت قبل يومين إلا أنه عاد يحقق المزيد من الخسائر لصالح كلينتون بعد التداعيات التي تلت المناظرة ...في الوقت ذاته تواجه المرشحة الديمقراطية أزمة جديدة بسبب نشر موقع ويكلكس دفعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون المرشحة للرئاسة الأمريكية، تتضمن اعترافها بأنَّ السعودية وقطر تدعمان تنظيم "داعش" مالياً ولوجستيًا.

وقد لخصت صحيفة تلجراف البريطانية المشهد في افتتاحيتها التي نشرت تعليقاً على المناظرة عندما قالت  تلغراف "إن انتخابات الرئاسة الأميركية مشهد محزن، وانتقدت المرشحين بأن كليهما معيبان ولا يوثق بهما كثيرا وغير محبوبين، وتساءلت "لماذا عجزت واحدة من أقدم وأقوى الديمقراطيات في العالم عن إيجاد من هو أفضل من ترامب وكلينتون؟".

مدمر للجمهوريين

بالنسبة لترامب كان أهم هذه التداعيات الكشف في بعض وسائل الإعلام الأمريكية وعلى رأسها سي إن إن عن مغالطات وأخطاء تضمنها حديثه في المناظرة، إضافة إلى أهم ضربة وجهت إليه وكان مصدرها رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان وهو أبرز عضو جمهوري في الكونجرس الذي أعلن أنه  لن يدافع عن المرشح الرئاسي للحزب أو يدعو الناخبين للتصويت له، وذلك في إطار سيل الانتقادات التي يواجهها المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية من بعض أعضاء الكونجرس في الأيام القليلة الماضية مع انقسام الحزب الجمهوري بشأن مرشحه للبيت الأبيض قبل أقل من شهر على الانتخابات.

بينما قال السيناتور الجمهورى السابق جود جريج إن "لكل شخص خياره الآن" مضيفًا أن "المرشح الرئاسى بات مدمرا جدا للجمهوريين بشكل يومي"، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وتحت عنوان "مؤيدو ترامب يبدأون في القلق"، قالت الصحيفة إن إحدى مؤيدي ترامب وتدعى كاثي فراسكا بعثت برسالة تتألف من أربع صفحات كتبتها بخط يدها بعد المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، حذرت فيها الملياردير من الخسارة، قائلة: "من الواضح أنك قد تخسر بسهولة هذه الانتخابات".

ودعت فراسكا، المرشح الجمهوري لتجنب إضاعة الوقت الثمين في مناقشة الحياة الجنسية لبيل كلينتون فهو ليس منافسه في الانتخابات، مؤكدة أنه بدلاً من ذلك عليه أن يوضح للناخبين كيف سيحسن وضع البلاد.

كما أعلن أكثر من 160 من كبار مسؤولي المعسكر الجمهوري أنهم لن يصوتوا لصالح مرشح حزبهم، على رأس هؤلاء ميت رومني وجون ماكين.

بينما رد ترامب متهماً الجمهوريين بقلة الوفاء وبإلحاق الضرر بحملته وكتب في تغريدة "إن زعيمنا الضعيف جدا والقليل الكفاءة بول راين عقد مؤتمرا عبر الهاتف كان سيئا جدا احتج المشاركون فيه خلاله على قلة أخلاصه".

ويبدو أن ترامب أقر بأن وصوله إلى البيت الأبيض سيكون صعبا خصوصا بسبب الانشقاقات داخل حزبه. وقال "من الصعب تحقيق نتائج جيدة عندما لا تحظى بأي دعم من بول راين والمسؤولين الآخرين".

ورأى أن الديموقراطيين "أكثر إخلاصا" لهيلاري كلينتون من إخلاص الجمهوريون له، وغرد قائلا "يمكنني الآن أن أناضل من أجل أمريكا كما أشاء".

     "سي إن إن" ومغالطات ترامب

وضمن ردود الأفعال على المناظرة الثانية انتقد أمس خضر خان -والد جندي أمريكي مُنح وساما بعد مقتله في العراق-المرشح الجمهوري لقوله إن الجندي كان سيظل على قيد الحياة لو كان ترامب رئيساً للولايات المتحدة آنذاك.

وقال خان في مقابلة أجرتها معه شبكة (سي.إن.إن) "أن يضع هذا المرشح انتهازيته السياسية قبل أي إدراك لألم ومعاناة الأسر لهو أمر مخز."

وذكر ترامب اسم هومايون خان خلال المناظرة الرئاسية الثانية، بينما كان ينتقد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون لتصويتها في عام 2003 لصالح غزو العراق عندما كانت عضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي. وهومايون كان برتبة كابتن في الجيش الأمريكي.

وقال ترامب "لو كنت رئيسًا آنذاك لكان (هومايون خان) على قيد الحياة اليوم". ورغم تأكيده المستمر على معارضته للحرب فقد أبدى ترامب دعمه لها في مقابلة خلال عام 2002.

واستمراراً للخسائر قام فريق من "سي إن إن" ببحث موسع لمراجعة بعض ماورد على لسان ترامب أثناء المناظرة وأعلن عن وجود مزاعم ومغالطات متعددة منها ما زعمه المرشح للرئاسة الأمريكية حول "داعش" والعراق والمسلمين، وذكر الفريق أن ترامب لم يكن على حق أبداً في مزاعمه التي رددها أمام المشاهدين.

فقد قال ترامب إن الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران، جميعهم يحاربون داعش. كما أنهم وحدوا صفوفهم الآن نتيجة ضعف سياسة أمريكا الخارجية ، والحقيقة – حسب "سي ان ان" - تتمثل في أن النظام السوري يحارب بمساعدة روسيا من يسميهم بـالـ"إرهابيين". ولكنه لطالما وجه هذا الاتهام إلى المجموعات التي تحاول التخلص من حكمه، ويشمل ذلك مجموعات تراها الولايات المتحدة على أنّها قادرة على تحقيق أهداف التحالف التي تقوده، لطرد داعش من العراق والشام، وبناءً على ذلك، أكد فريق "سي ان ان" أن ما قاله ترامب عارٍ عن الصحة، كذلك ذكر المرشح الجمهوري أنه لم يكن مؤيدًا لغزو العراق عام 2003، ولو كان هو الرئيس، لما أرسل القوات الأمريكية إلى هناك.

والحقيقة تؤكد أن ترامب كان داعمًا للحرب على العراق قبل تصويت الكونجرس، بشهر، على تفويض القوة العسكرية عام 2002. كما أنه دعم الحرب بعد الغزو، ولم يُعبر عن معارضته لها بشكل صريح إلا بعد مرور أكثر من عام عليها في مقابلة أجراها أغسطس 2004.

كذلك قال ترامب إن على المسلمين "أن يحذّرونا من خطر الإرهاب" مشيرًا إلى تجاهلهم لرؤية القنابل في حادثة "سان برناردينو" بكاليفورنيا عام 2015.

وذكر فريق "سي ان ان" أنه لا يوجد دليل على حصول المسلمين، الذين يعيشون في منطقة الهجوم نفسها، على معلومات كانوا قد تكتموا عليها.

ويقول أستاذ بجامعة "نورث كارولاينا"، تشارلز كرتزمان، إنه أجرى استطلاعًا عام 2013 للبحث في العلاقة بين مسلمي أمريكا والإرهاب على الأراضي الأمريكية. ووجد أنه منذ أحداث سبتمبر، ساهم مسلمو أمريكا بالكشف عن 54 شخص بين مشتبه بهم ومتورطين بأعمال إرهابية من أصل 188، بعد طلب السلطات مساعدة الجمهور. وعُثر على 52 شخصا من خلال تحقيقات أجرتها الحكومة الأمريكية.  وهذا يدل على عدم صحة ما قاله ترامب.

ضربة ويكلكس

على الجانب الآخر لم يتسن لكلينتون أن تفرح بتراجع خصمها حيث نشر موقع "ويكيليكس" حزمة ثانية من الرسائل المخترقة التابعة لجون بوديستا، مدير الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون تتضمن 2086 وثيقة.

وتضم هذه المجموعة الجديدة التي نشرها موقع "ويكيلكس"، 2000 رسالة، وكان الموقع قد نشر دفعة أولى احتوت 2086 رسالة.

وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أمس الثلاثاء، إنه تم تسريب دفعة ثانية من الرسائل الإلكترونية بين المرشحة الرئاسية الأمريكية هيلارى كلينتون ورئيس حملتها جون بودستا، تقول فيها إن قطر والسعودية "تدعمان داعش ماليًا ولوجستياً بشكل سري".

ومن ضمن الرسائل التي كشف عنها الموقع، الرسالة التي بعثت بها كلينتون لرئيس حملتها الحالي جون بودستا والذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس الأمريكي، في 27 سبتمبر 2014، وجاء في الرسالة خطة من 8 نقاط لمكافحة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، ودعم القوات الكردية في سوريا والعراق.

تعليق عبر الفيس بوك