يُمثل وضع حجر الأساس لمشروع مجمع لوى للصناعات البلاستيكية خطوة جديدة على مسار النهضة المُباركة التي شهدت تحقيق إنجازات غير مسبوقة في وقتٍ قياسي، مقارنة بحجم التحديات التي واجهت تنفيذ العديد من المشاريع.
ويُسهم المشروع الأوَّل من نوعه في السلطنة في دعم صناعة البلاستيك التحويلية، وذلك بتكلفة تصل إلى 6.5 مليار دولار، ويعدُّ المشروع أحد أكبر مشاريع النمو الإستراتيجية الثلاث التي أرستها شركة النفط العمانية للمصافي والبتروكيماويات، والتي ستفضي إلى تحقيق رُؤيتها في بناء الأعمال العمانية المتكاملة في مجال التكرير والبتروكيماويات.
وهذا المصنع العملاق يواكب متطلبات التنمية في بلادنا، كما إنّه يُعزز صناعة البتروكيماويات بما يضمن تلبية الطلب المتزايد على المواد البلاستيكية سواء داخل عمان أو في المنطقة. وبالإضافة إلى ما سبق، يساعد المشروع على تعزيز القيمة المضافة لاستخراج النفط والغاز بالسلطنة، علاوة على حيوية موقع المشروع ووقوعه داخل منطقة صحارالصناعية التي تضم في جنباتها مصفاة صحار ومصنع العطريات البولي إيثلين.
ومن شأن هذا المشروع الجديد أن يُعزز تنوع منتجات أوربك في الأسواق، وهو ما سيعود بالفائدة على عائدات الشركة ويدعم زيادة الدخل ونمو الأرباح، لاسيما في ظل تنامي الطلب الإقليمي والعالمي على منتجات البولي إيثلين والبولي بروبلين.
وبجانب هذه القيمة الاقتصادية للمشروع، فإنَّ المصنع الجديد سيُسهم في توفير المزيد من فرص العمل للباحثين عنها، إذ تشير التقديرات إلى أنّ المصنع سيوفر آلاف الوظائف، سواء تلك المباشرة أو غير المباشرة، بجانب ما سيُتيحه من عقود أعمال بتكلفة تتجاوز المليار دولار، وهي فرصة مواتية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تستفيد من هذا المشروع الضخم، وأن تعمل على تجويد خدماتها في ظل المنافسة القوية من الشركات الكبيرة.
ويندرج المشروع تحت إطار الخُطط الرامية لتعزيز أداء شركات النفط والغاز، من خلال البحث عن فرص واعدة داخل القطاع، وتنفيذ الأفكار البناءة التي تعود بالربح والنفع على هذه الشركات، خاصة وأنَّ أسواق النفط الخام حول العالم تُعاني من اضطرابات غير مسبوقة.
إنَّ القطاع الصناعي العُماني يدخل الآن مرحلة جديدة، تتواكب مع المتغيرات الجارية في الأسواق العالمية، إذ إنَّ من شأن مصنع لوى للصناعات البلاستيكية أن يحفز الآخرين على التوسع في بناء المشروعات العملاقة واقتحام مجال الصناعات التحويلية التي تكتسب يومًا بعد الآخر اهتمامًا على مختلف الأصعدة.
