انطلق نحو الريادة 7

 

ننطلق في مسيرتنا نحو النجاح من فكر وتخطيط ورغبة وتضحية بعد وضع الأهداف ورصد كل متطلبات الحصول على النجاح ولكن في وسط الطريق وفي نقطة فاصلة في هذا المسير تحدث أمور ومعوقات لم يتم حسابها فيصاب أحدنا بفتور يسببه ضعف الاندفاع نحو تحقيق الهدف نتيجة مواقف سلبية وإجراءات عقيمة ينفذها أناس لا ينظرون إلى ما بعد وضعية أقدامهم وضعف خطواتهم هكذا هي أقوال رواد الأعمال الناشئين، عندما تصطدم انطلاقتهم الحماسية نحو تحقيق أهدافهم في عالم المال والأعمال فما يجدون أمامهم إلا ما يثبط عزيمتهم ويوهن قوتهم ويحطم آمالهم وليس العيب في القوانين والإجراءات ولكن العيب في من يطبق هذه القوانين على أرض الواقع ويتصدى لتنفيذ الإجراءات لخدمة المجتمع فيتخذ الأسلوب الخطأ في التنفيذ والتطبيق للقانون بعيدًا عن أي حسابات إنسانية أو اقتصادية تعود بالنفع للفرد والمجتمع وكأن أقوال المسؤولين وخطط الدولة وطموحات صناع القرار وأرباب الأعمال في وادٍ ومن يطبق القوانين والإجراءات في واد آخر مما ينتج عنه اضمحلال الفكر وضعف الإنتاج وتوقف الإبداع ووهن في الأقدام نحو الريادة والعمل الجاد وبالتالي هروب رؤوس الأموال وتشتت أصحاب العلم والمعرفة وتوقف التطور والإنتاج.

إننا نحتاج إلى صحوة حقيقية في الفهم والعمل حتى نواكب التطور وننمي الاقتصاد ونخدم الدولة والمجتمع .

صحوة تبدأ من تنمية وتطوير وتعليم ورفع مقدرات الموظف الذي يواجه المجتمع ويتصدى لخدمة الناس كل في ميدانه.

صحوة تحدد إلى أين نتجه وماذا نريد وما هو الهدف والمغزى من الأقوال والأفعال صحوة من كل مسؤول في مؤسسة الدولة تبادر إلى وضع النقاط على الحروف بعيدًا عن المصلحة الضيقة.

نعم نريد صنع رواد أعمال لقيادة سفينة الاقتصاد بهمة ونشاط وبرامج علمية تنموية وهذا لا يأتي بأقوال براقة وتصريحات إعلامية وإجراءات عقيمة وإنما بتخطيط مدروس ومتابعة ميدانية مؤسسية مستمرة تحدد موضع التقصير وتبادر إلى العلاج فما أصعب البناء وما أسهل الهدم.

فمن سأل عن شباب بذلوا الجهد والمال والوقت وانطلقوا في ميدان العمل التجاري لينتهي بهم المطاف يئنون من وطأة الديون ومطاردة الدائنين.

من سأل عن شباب اجتهدوا وخططوا وبذلوا لفتح أنشطة تجارية حتى إذا ما بدأ الثمر بالظهور يأتي صاحب العقار بشروط تعجيزية لأن شخص من خارج الحدود جاء بعرض أكبر وإغراءات أكثر .

من يسأل عن مؤسسة تجارية ناشئة تقف أمامها تعقيدات لا حدود لها وممنوعات لا مناص من تجاوزها وبالمقابل نفس هذه الممنوعات والتعقيدات تصبح مسموحا بها وتسهيلات لمن جاء من وراء الحدود.

ونتساءل هل حقاً نتجه لصنع رواد أعمال مواطنين أم نتجه لصنع مواطنين للعمل لدى رجال أعمال وافدين.

الواقع مؤلم ومع ذلك لابد أن نواجه الواقع بالعمل والهمة والنشاط

وعمان تستاهل منا كل خير .

 

الدكتورعبد الله بن حمد المسكري

مؤسس المنارة العالمية

 

almanara.bookshop@gmail.com

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك