عواصم - رويترز
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أمس إن هؤلاء الذين يستخدمون "أسلحة أكثر تدميرا" في سوريا يرتكبون جرائم حرب وإن الوضع في حلب أسوأ من مجزرة. وقال عاملون في القطاع الطبي إن طائرات حربية روسية وسورية أخرجت مستشفى حلب الرئيسي من الخدمة وإن قوات برية كثفت من هجومها على القطاع المحاصر الخاضع لسيطرة المعارضة بالمدينة في معركة باتت نقطة تحول حاسمة في الحرب الأهلية السورية. كما أكد شهود عيان إن أضرارا لحقت بمستشفيين رئيسيين خلال قصف لشرق مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة المعارضة في الساعات الأولى من صباح أمس.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مركزا لتوزيع الخبز في أحد أحياء المدينة الشرقية أصيب بنيران المدفعية بينما كان الناس مصطفين للحصول على الخبز مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل. ويقع أحد المستشفيين بالقرب من مركز توزيع الخبز بينما يقع المستشفى الآخر في حي الصاخور.
وقالت وسائل إعلام سورية محلية بأنّ القوات الموالية للحكومة استعادت السيطرة على حي الفرافرة شمال غرب قلعة حلب التاريخية، وذلك بعد أيام من القصف المتواصل للمدينة وريفها.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر أمني قوله إنّ وحدات من الجيش والقوات المسلحة سيطرت على حي الفرافرة وسط حلب، وذلك "بعد مقتل العديد من الإرهابيين أغلبهم من "حركة نور الدين الزنكي" و"جبهة النصرة" وذلك بالتزامن مع تدمير الطيران الحربي السوري مقرات وآليات للتنظيمات الإرهابية في ريف حلب". وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن القصف الجوي على حيي الشعار والمشهد بمدينة حلب أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى والمفقودين. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، إن "ما يجري في حلب هو عملية إبادة واضحة من قبل الطائرات الروسية، فعندما نشاهد في حي الشعار تدمير مبنى من عدة طوابق لينهار على رؤوس ساكنيه، لتخرج بعدها جثث 23 مواطناً بينهم نحو 10 أطفال، هل هؤلاء هم المقاتلون الذين يتحدّث عنهم لافروف وبوتين". وأضاف أن "الغارات الروسية استهدفت المدنيين، لأن هدفها دفع المدنيين للنزوح عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب، لتقول روسيا للمجتمع الدولي بأنّها هي من تحمي المدنيين".
وكانت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر طالبتا بتوفير طرق آمنة لإجلاء فوري للمرضى والجرحى من الأجزاء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.
وقالت متحدثة باسم المنظمة إن عدد الأطباء المتبقين في حلب الشرقية لا يتجاوز الـ 35، وعليهم توفير العناية الطبية للمئات من المرضى في الأحياء المحاصرة والتعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى فيها. وبدأت التجهيزات الطبية لديهم بالنفاد، فضلاً عن الشح الكبير في الدم الذي يحتاجه الجرحى.
وسقط 248 قتيلا على الأقل، معظمهم من المدنيين، منذ بدء الهجوم جراء القصف الجوي الكثيف والمتواصل على حلب والريف المحيط بها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وانقسمت مدينة حلب، التي كانت قبل الحرب تشكل كبرى المدن السورية ومركز البلاد التجاري والصناعي، إلى نصفين منذ عام 2012، الغربي منها تحت سيطرة القوات التابعة للرئيس بشار الأسد والشرقي منها في أيدي فصائل المعارضة المسلحة. وتمثل حلب جبهة مُهمة في الحرب السورية، إذ تريد القوات الحكومية تحقيق ما قد ينظر إليه كأهم نصر لها خلال هذه الحرب من خلال استعادة مناطق سيطرة المعارضة. وخلال الأسبوع الماضي انهارت هدنة توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا.