الرؤية ونهج المبادرات

 

سيف بن سالم المعمري

إعلام المُبادرات الذي انتهجته السياسة التحريرية لجريدة الرؤية منذ انطلاقتها الأولى في ديسمبر عام 2009م، أعطى مساحة كبيرة للطاقات الشبابية لإطلاق عنان إبداعاتهم، وإظهار مواهبهم وقدراتهم في مختلف المجالات العلمية والتقنية والإلكترونية والابتكارية والأدبية والثقافية والفنية والإعلامية والاجتماعية، لتوقد تلك الطاقات الشبابية مشاعل العمل الوطني وتُسهم في الدفع بمسيرة الإنتاج والتنمية الشاملة التي تنعم بها السلطنة في عهد النَّهضة المُباركة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله وأمدَّه بوافر الصَّحة والعُمر المديد-.

وسعت الجريدة لمواكبة التطورات التي يعيشها المواطن العُماني وطرح قضاياه من خلال محتوى صحفي صادق وبطريقة احترافية تُلبي احتياجات القراء بمُختلف اهتماماتهم وميولاتهم، وأتاحت المجال للمتلقي للتفاعل مع ما يتم طرحه عبر حسابات الجريدة في وسائل التواصل الاجتماعي لتتناغم مع ما يُعرف بالإعلام التفاعلي أو الإعلام الجديد، فهي كمؤسسة إعلامية رائدة تركز على الشباب لكونهم قطب الرحى لعجلة التنمية في السلطنة وتستنهض هممهم بما تُقدمه لهم من فرص للانطلاق إلى فضاء الإبداع.

ومع مطلع الأسبوع الجاري انطلقت من محافظة ظفار الجولة الأولى لبرنامج التعريف بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها الرابعة لعام2016م، على أن تواصل رحلاتها التعريفية بالجائزة لجميع محافظات السلطنة خلال شهر أكتوبر المُقبل، والجائزة هي واحدة من عدة مبادرات أطلقتها الجريدة: كجائزة الرؤية الاقتصادية ومنتدى الرؤية الاقتصادي ومكتبة السندباد المُتنقلة ومركز الرؤية للتدريب.

وما يُميز المُبادرات التي تطرحها جريدة الرؤية أنها تؤسس لمسيرة واعدة للشباب وتعريف مُؤسسات المجتمع المختلفة بطاقاتهم، وكيف يمكن الأخذ بها وتبنيها واستثمارها بما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة، وأن دور الإعلام تضاعف كما كان عليه في الماضي من وسيلة للحصول على المعلومة والخبر إلى منصة لإظهار الطاقات الشبابية ودعم مسيرة البناء، وإن نهج المبادرات يجب أن يصبح أداة رئيسية ضمن أجندة عمل المؤسسات الحكومية والخاصة وكذلك القطاع الأهلي، فما تقوم به جريدة الرؤية هو نواة لتفجير الطاقات الشبابية على أن تتولى المؤسسات الأخرى مبادرات نوعية تكمل ما بدأته الرؤية لتلك الطاقات.

وكما هو معلوم فإنَّ مجالات جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب في النسخة الرابعة لعام 2016م، تضمنت ثمان مجالات رئيسية حيث يتضمن المجال الأول الإلكترونيات وهو مجال يمكن أن تحتضن فيه المؤسسات الصناعية على وجه الخصوص المُبادرات الشبابية المقدمة للتنافس على مجال الإلكترونيات في جائزة الرؤية، بحيث يتم الاعتناء ببواكير المشاريع الإلكترونية التي يُمكن أن تؤسس لصناعات عُمانية واعدة تنهض بالشباب وتدعم الاقتصاد الوطني على أن يتضاعف دور الإعلام في إبراز ما أبدعته طاقاتنا الشبابية.

والمجال الثاني والذي يتعلّق بالطاقة المُتجددة فهو مجال واعد ونحن أحوج ما نكون من أيّ وقت مضى للمشاريع النوعية في الطاقة المتجددة، حيث يمكن استقطاب الأفكار الشبابية في هذا المجال وأن تترصد المؤسسات المعنية بالطاقة النماذج المقدمة من الشباب في هذا المجال، فاقتناص الفرص لاستثمار الطاقة المتجددة خلال المرحلة المقبلة في غاية الأهمية لعدة اعتبارات لعل من أبرزها حماية البيئة من التلوث، وضمان ديمومة الطاقة للأجيال المقبلة بالإضافة تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للطاقة والإمكانيات المتعددة لاستثمار الطاقة المتجددة في السلطنة.

كما أن الربوت وهو المجال الثالث في الجائزة من الأدوات العلمية المهمة في هذا العصر، فأصبح العالم يتجه لادخال تقنية الروبوت في المجالات الصناعية والخدمية المتعددة، لذا على المؤسسات المعنية بالابتكار العلمي احتضان الطاقات الشبابية المجيدة في مجال الروبوت واستثمار إبداعاتهم للاستفادة منها في بناء المشاريع التي تخدم السلطنة.

وفي مجال الثقافة والآداب وهو المجال الرابع لجائزة الرؤية فقد تمّ حصر جوائز المسابقة خلال النسخة الرابعة في القصة القصيرة وهي إحدى الأدوات الأدبية التي تستنهض الإجادات الشبابية والتي يمكن أن يأخذ بأيديها إلى إثراء الحركة الثقافية والأدبية في السلطنة وتدفع بالنهضة الحضارية التي سطرها أسلافنا العُمانيون منذ آلاف السنين، لذا يكمن دور المؤسسات المعنية برعاية الثقافة والأدب لدعم مسيرة الإبداع لهؤلاء الشباب.

وتمحور المجال الخامس حول الفنون وشمل تصاميم مطوَّرة للزي العُماني التقليدي وهو يُبرز القيمة الحضارية للإنسان العُماني ودعوته للمحافظة على هويته والاعتناء بمفرادته التراثية، وهو مجال واسع نتيجة لكثرة التصاميم التقليدية للأزياء العُمانية والتي يتباين بعضها من محافظة إلى أخرى وخاصة المتعلقة بالأزياء النسائية وهي فرصة للمؤسسات المعنية بالمنسوجات والصناعات المتخصصة في الأزياء إلى استقطاب الطاقات في هذا المجال.

ونظراً للتطورات المتلاحقة التي يشهدها الإعلام الرقمي فقد أفردت جائزة الرؤية مجالين رئيسيين وهما الإعلام الرقمي وأفضل مشروع رقمي ففي الأول جاء للتنافس على تقديم رسالة إعلامية هادفة عبر تطبيقات السنابتشات والإنستجرام وهما منصتان مُهمتان لجميع المؤسسات وخاصة الإعلامية لاحتضان الأفكار الشبابية لاستثمار تلك الطاقات في تجويد الرسالة الإعلامية وتوظيف التطبيقات الرقمية بطرق احترافية، وسعى المجال الثاني لإتاحة المجال لابتكار تطبيقات الهواتف الذكية، وابتكارات تقنية في مجال "إنترنت الأشياء"، وهي مجالات يمكن الاستفادة منها في الخدمات الحكومية والخاصة وتوظيف شبكة الإنترنت في تبسيط الإجراءات وتسهيل المعاملات.

أما المجال الثامن فشمل الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع وهو مجال واسع نظراً لكثرة البرامج والأنشطة التطوعية في المجتمع والتي ساهمت خلال السنوات الماضية في إحياء القيم والعادات الحميدة وحفزت الطاقات الشبابية لابتكار المشاريع التطوعية النوعية والتي تكمل عمل المؤسسات الحكومية وتمد جسور التواصل وتزيد من الترابط والانسجام في المجتمع العُماني الأصيل.

فلتستمر جريدة الرؤية بنهجها في إعلام المُبادرات ولتواصل مؤسسات المجتمع الأخرى دعمها للشباب واستثمار مواهبهم وطاقاتهم؛ تحقيقاً للشراكة المجتمعية من أجل غدٍ مُشرق لعُمان.

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت ،،،

 

Saif5900@gmail.com