برعاية "الرؤية" إعلاميا.. الجلسة الحوارية لـ"إثراء" تناقش تطوير الاقتصاد

"صنع في عمان": نقص الخامات والكوادر المدربة والميزة التنافسية.. مثلث تحديات قطاع الصناعة

نظَّمتْ الهيئة العامة للترويج وتنمية الصادرات "إثراء" جلسة حوارية بعنوان "صُنع في سلطنة عُمان"، بالمبنى الرئيسي لبنك مسقط، بحضور عدد من المهتمين بالقطاع الصناعي بالسطنة وأكاديميين ورجال أعمال؛ حيث هدفتْ الجلسة إلى إتاحة المجال للالتقاء بمجموعة من ممثلي قطاع الصناعة بالسلطنة لعرض تجاربهم ومناقشة التحديات التي تواجه القطاع؛ وذلك كون هذا القطاع أحد المحركات القوية للاقتصاد العماني. وأدار الجلسة الدكتور وائل الحراصي مستشار التكنولوجيا بشركة نفط عُمان، بمشاركة كلٍّ من: شادية الإسماعيلية مؤسسة شركة ديمة عُمان، ونيكولاس بركات الرئيس التنفيذي لشركة أوكتال، والمهندس عبدالله الوهيبي مدير تطوير الأعمال بشركة فولتامب للطاقة.

الرُّؤية - فايزة الكلبانيَّة

تصوير/ راشد الكندي

وقال الدكتور وائل الحراصي مُستشار التكنولوجيا بشركة تنمية نفط عمان: إنَّ الأمسية تتحدث عن الصناعة والوضع الاقتصادي بالسلطنة، ودور الصناعة في تنمية الاقتصاد؛ حيث تناولت جوانب مهمة منها التحديات التي تواجهها قطاعات الصناعة بالسلطنة وسبل تذليلها. وأضاف الحراصي بأنَّ الصناعة بالسلطنة تعتمد على الابتكار والبحث العلمي، مشيراً إلى أنه يتوجب ربط الصناعة المحلية بالمؤسسات الأكاديمية لتطويرها بدلا من استيرادها باستمرار من الخارج. وعن أبرز التحديات التي تواجه القطاع، دعا إلى توجيه الطلاب قبل تخرجهم للتكيف مع القطاع الصناعي المحلي، وإيجاد مخرجات من المؤسسات الأكاديمية قادرة على أن تؤدي وظيفتها على أكمل وجه في مجال الصناعة.

من جانبه، قال شبيب بن مرهون المعمري مدير الاتصال والشؤون الخارجية لشركة تنمية نفط عمان: إنَّ شركة بي. بي-عمان تعمل على واحد من أكبر المشاريع بالسلطنة وهو مشروع (خزان)؛ حيث تم قطع شوط كبير، وسوف يرى النور العام المقبل. وأضاف بأن الشراكة مع (إثراء) في هذه الأمسيات مهمة بالنسبة للقطاع، لأنه يحتاج إلى تعريف الناس بهذا المشروع وأهميته الاقتصادية بالسلطنة، والفرص المتوفرة حاليا والتي ستتوفر بسبب وجود المشروع. ولفت إلى أن من أهم الإستراتيجيات التي تعمل عليها الشركة هي إيجاد شراكة مع شركائنا الدوليين، ومع المؤسسات الموجودة بالسلطنة مع التركيز على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وإيجاد شراكات داخلية بين المؤسسات التي تعمل في نفس المشروع.

من ناحيته، قال نيكولاس بركات الرئيس التنفيذي لشركة أوكتال: إنَّ قطاع الصناعة في السلطنة شهد تطورا كبيرا بالسنوات الماضية، وهو ما يعد أمرا جيدا بالنسبة لخطط الحكومة في اتباع سياسات اقتصادية جديدة تتمحور حول التحول من الاعتماد على النفط كمصدر للدخل. وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة اوكتال: إنَّ من أهم ما يميز السلطنة كجهة جذابة للاستثمارات تطبيق القانون على الجميع دون تمييز بجانب توافر البنية الأساسية، إضافة إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسهمت بشكل كبير في فتح الأسواق العالمية أمام المنتجات العمانية. وفيما يتعلق بأهم التحديات التي تواجه قطاع الصناعة في السلطنة، قال: عدم توافر المواد الخام وصعوبة نقلها هو بمثابة أكبر عائق في الوقت الحالي، فمثلا شركة أوكتال تنقل كميات كبيرة من المواد الخام تصل إلى نحو 800 ألف طن سنويا، ولكنها تحاول التغلب على ذلك من خلال التعاقد مع شركات عالمية للشحن وبناء خزانات ضخمة لتخزين المواد الخام.

فيما أوضحت شادية الإسماعيلية الخبيرة المالية ومؤسسة شركة ديمة عمان، أن أهم ما يجب أن يلتزم به المصدرون العمانيون هو أن يهتموا بارتفاع جودتها لمنحها ميزة تنافسية في الخارج، مشيرة إلى أنَّ من أهم العوائق التي تواجه الصادرات العمانية عدم توافر المواد الخام بجانب نقص الكوادر الوطنية المدربة.

وقال عبد الله الوهيبي مدير تطوير الأعمال في شركة فولتامب للطاقة: إنَّ السببَ الأول لنجاح شركته في التصدير هو ارتفاع الطلب على الكهرباء في السلطنة ودول الخليج بجانب إلتزامهم بالجودة والمعايير العالمية في منتجاتهم، إضافة إلى دعم الحكومة، وهو ما أسهم في توسيع الشبكة؛ حيث يوجد لديه الآن 3 مصانع في منطقة الرسيل، ويجري العمل على افتتاح مصنع رابع بصحار. وأشاد الوهيبي بالتعاون الذي تقوم به المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة السلطان قابوس من توفير الطلاب المتدربين لتجهيزهم للعمل مستقبليا بمجال الصناعة.

وقالت شذى عباس مؤسسة شركة نجد المتخصصة في تصنيع العطور واللبان والشموع ومنتجات التجميل: إن أهم تحدي يقف أمام شركاتها هو عدم وجود الكوادر المؤهلة للعمل بجانب نقص بعض المواد الخام مثل الشموع، ورغم ذلك نقوم بتصدير منتاجتنا للأسواق العالمية وننافس حاليا المنتجات الصينية المشابهة.

تعليق عبر الفيس بوك