استعدادات مكثفة لإعداد الوجبات الغذائية الخاصة بكل يوم

المراكز التجارية تتسابق على تخفيضات عيد الأضحى.. وحركة اقتصادية نشطة للاحتفال بالمناسبة

 

 

الرؤية - محمد قنات

تشهد الأسواق والمراكز التجارية حركة اقتصادية نشطة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، فيما تتسابق المراكز الكبرى على تقديم التخفيضات لجذب أكبر عدد من المتسوقين.

وزاد الإقبال خلال اليومين الماضيين على المراكز التجارية بغرض شراء الملابس أو الحلوى والمجوهرات في الوقت الذي استعدت فيه الأسواق والمحلات التجارية ومراكز التسوق في مختلف محافظات السلطنة لهذه المناسبة وتسابقت هي الأخرى في توفير المستلزمات للأسر لهذه المناسبة خاصة محلات بيع الملابس الجاهزة مراكز بيع المواد الغذائية، فيما تنشط تلك الأسواق بصورة أكبر خلال الفترة المسائية حيث تزداد حركة البيع والشراء بخلال فترات النهار. وتسابقت مراكز التسوق في تنزيل تخفيضات على أسعار بعض السلع والمعروضات إلى جانب الإعلان عن السحوبات للفوز بجوائز عند الفرز وذلك بهدف جذب مزيد من الزبائن لتلك المحلات.

وقال سالم ناصر سيف السعيدي خلال تسوقه بأحد المراكز التجارية الكبرى في مسقط إنّ هناك إقبالا ملحوظا على المحلات التجارية ومراكز التسوق من قبل المواطنين والمقيمين لاقتناء كل ما يتعلق بهذه المناسبة من مستلزمات التموينية والكمالية. وتوقع السعيدي أن ترتفع وتيرة الإقبال التسوق خلال اليومين القادمين قبل يوم وقفة عرفات، خاصة وأن الأسر تعمل من أجل التحضير جيداً لهذه المناسبة. وأضاف أنّ للعيد فرحة كبيرة للأسرة؛ حيث يتسنى لها أن تجتمع مع أفرادها الذين يعودون إلى الديار من مواقع عملهم أو الدراسة، كما أنّ العيد يتيح الفرصة للزيارات بين الأقارب والأصدقاء والجيران، مما يعمق أواصر المحبة بين الجميع. وحول عاداته في العيد، قال إنّه بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي يأتي وقت الأفطار أو ما يسمى باللهجة المحلية "الريوق"؛ حيث يجتمع الأهل معا في جو من السعادة والبهجة لتناول وجبة الإفطار بشكل جماعي، وبعد الانتهاء من ذلك يأخذون قسطا من الراحة حتى يقترب موعد صلاة الظهر. وتابع أنه بعد أداء الصلاة يتجمع أهل القرية لتناول وجبة الغداء معا، والتي يكون اللحم أحد مكوناتها الأساسية، وبعد الانتهاء من وجبة الغداء وبعد صلاة العصر بالتحديد، تبدأ مظاهر إعداد وجبة المشوي، وهي من الوجبات المميزة في العيد.

فيما قال رائد بن محمد بن سعيد الرواحي: "فرحتنا بعيد الأضحى مضاعفة لأننا نعيش ونستشعر مشاعر الحج العظيم، فما أعظمها من أيام وما أجملها من مشاعر مفعمة بالروحانية والإيمان ونحن نتابع ونشاهد تلبية حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسكهم". وأضاف الرواحي أنّه يفضل العيد بين الأهل في بيت واحد، مؤكدا أنّ فرحة العيد لا تكتمل إلا بوجود الأسرة جميعها، ليزيدوا العيد عيدا بتجمعهم وقلوبهم صفية نقية فرحة بقدوم العيد، متبادلين التهاني والتبريكات". وأضاف الرواحي: "بحكم عملي في شرطة عمان السلطانية فقد تصادفني بعض الأعياد التي أكون بعيدا فيها عن العائلة، وذلك لتلبية نداء الوطن والحرص والسهر على سلامة المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، فعيدنا أن يكون الجميع سعداء طوال أيام العيد دون أن يحدث ما يعكر صفوهم أو ينغص فرحتهم". وتابع: "نحن في ولاية وادي المعاول نعيش فرحة العيد منذ أذان فجر العاشر من ذي الحجة لنذهب للصلاة، ونتجمع مع أهل قريتنا لنصافح ونبارك لبعضنا البعض، وبعدها نتناول وجبة العرسيّة لننطلق إلى بيوتنا، ونبدأ بلبس الجديد والتجهز لصلاة العيد ونأخذ الاطفال معنا؛ حيث يذهب الكبار للصلاة والصغار يلهون ويلعبون ويتناولون الحلويات".

وقال سالم الحضرمي إنّ مظاهر العيد في بلادنا العربية والإسلامية تتسم بنفس الصفات والعادات في مجملها ولكن بلادنا الحبيبة عمان لها طابعها الخاص، ورونقها المميز الذي ميزها عن غيرها من البلاد، بفضل عاداتها وتقاليدها والطقوس المتوارثة منذ سنين عديدة، ولازالت حتى يومنا هذا تمارس بكل تفاصليها، بدءا من هبطة العيد الذي يكون قبل حلول العيد وفيه يتجهز العماني لاستقبال يوم العيد بمستلزماته الخاصة لعائلته؛ كشراء المواشي والأضاحي وما ينقصه من مستلزمات في يوم العيد، وكذلك شراء الملابس والكماليات للكبار والصغار. وأضاف أنّ فرحة العيد تنتشر في أرجاء السلطنة وهي متجددة بطقوسها، ولا تنتهي طيلة هذه الأيام، منذ بزوغ فجر يوم العيد، وتشمل الفرحة الصغار والكبار، مشيرا إلى أنّ من العادات العمانية أن تلتقي الأسرة بعد صلاة الفجر في منازلهم بالسلام وزف التهاني ونشر المحبة والوئام بين أفراد الأسرة الواحدة، وبعد ذلك ينطلق رب الأسرة مصطحبا معه جميع أفراد أسرته لأداء سنة صلاة العيد.

وتابع أنّ العيد في عمان يتميّز بثلاثة أيام كريمة، ففيه إراقة دم الأضاحي إتّباعا للسنة النبوية، وفي ثاني أيام العيد يتم فيه إعداد المشاكيك أو المضبي التي تتسم بمذاقها الخاص، وفي اليوم الثالث يكون تنور الشواء العماني جاهزا ليقدم على مائدة الغداء، وبذلك يكون تنتهي مراسم العيد التقليدية والعادات المتوارثة بشكل عام في الحارات العمانية. وزاد قائلا إنّ الجميع يكونون في غاية الحرص دائما على تواجدهم بين أهلهم وذويهم ليحتفلوا بأيام العيد المبارك، فلا يحلو العيد بدون اكتمال الأسرة ففيه تجتمع الأسر والعوائل جميعا وفيه نلتقي بالأحبة وأجمل صحبه. واستطرد بالقول: "لا أحبذ أن يأتي العيد وأكون بعيدا عن أسرتي وإن طرأت لي الظروف في ذلك تكون فرحتي ناقصة، لأن العيد هو تجديد لإحدى صور التكافل الاجتماعي ومشاركة أهلنا وجيراننا ومجتمعنا وبلدنا هذه الفرحة".

تعليق عبر الفيس بوك