عواصم – الوكالات
تقدمت القوات السورية الحكومية الأحد باتجاه جنوبي حلب، بهدف فرض حصار على المعارضة المسلحة التي تسيطر على أجزاء من المحافظة.
وتأتي العملية بعد شهر من سيطرة فصائل المعارضة على العديد من الكليات العسكرية، جنوبي حلب، وفتحت ممرًا نحو مناطق أخرى في المدينة الثانية بسوريا.
وجاء في وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "الجيش السوري، مدعوما بالقوات الحليفة، استعاد السيطرة على كلية التسليح ووسع سيطرته إلى منطقة الكليات العسكرية".
وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية وقوع قصف جوي كثيف على المناطق الجنوبية من المحافظة، التي فيها الأكاديميات العسكرية.
وسبق للقوات الحكومية أن استعادت السيطرة على الكلية الفنية الجوية، وتحاصر المعارضين في كلية المدفعية، حسب مصدر عسكري.
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، "إذا استعادت القوات الحكومية الكلية، فإنها ستحكم سيطرتها بسهولة على الراموسة في ضواحي حلب الجنوبية، وتفرض بالتالي حصارًا على مناطق المعارضة المسلحة".
وكانت حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل أن يدمرها النزاع المسلح، الذي بدأ باحتجاجات شعبية على نظام الرئيس، بشار الأسد، في مارس 2011.
وأصبحت المحافظة منقسمة جزؤها الغربي تحت سيطرة القوات الحكومية، بينما تسيطر المعارضة المسلحة على مناطقها الشرقية، منذ 2012.
وفي منتصف يوليو فرضت القوات الحكومية حصارا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وأثارت بذلك قلق المجتمع الدولي. ولكن فصائل المعارضة تمكنت في 6 أغسطس من السيطرة على الراموسة، وفتحت ممرًا نحو المناطق الأخرى التي تسيطر عليها من المدينة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن ّالصراع السوري يمكن أن يحل فقط بالسبل السياسية. وكان بوتين يتحدث في اجتماع لزعماء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في شرق الصين. وقال بوتين إن الإرهاب العالمي يمكن التعامل معه بنجاح من خلال تضافر جهود كل الدول.
ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أمس إنّ روسيا والولايات المتحدة تقتربان من التوصل لاتفاق بشأن سوريا. وذكر ريابكوف للصحفيين "نوشك على التوصل لاتفاق.. لكن فن الدبلوماسية يتطلب وقتا للتنفيذ. ليس بوسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل للاتفاق وإعلانه.. أعتقد أنّه ما من سبب يدعونا أن نتوقع انهيار المحادثات." وأضاف "نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف لإطلاق النار.. المحادثات المكثفة مستمرة. حتى نضع اللبنة الأخيرة... لا يمكننا الإعلان عن تحقيق نتائج."
لكن على الجانب الآخر، قالت الولايات المتحدة أمس إنّها لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، مُحمِّلة موسكو مسؤولية التراجع عن قضايا اعتقدت سابقا أنها قد حُسمت.
وقال أوباما إنّ الطرفين يعملان على "مدار الساعة" على هامش مباحثات قمة مجموعة العشرين في الصين، مضيفا أن الموضوع السوري يظل "قضية شديدة التعقيد". وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا إن "محاولة جمع كل هذه العناصر المتنافرة في بناء منسجم من أجل المفاوضات مسألة صعبة".
وتعتبر المباحثات بين وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، في الصين أحدث المساعي المبذولة في هذا السياق بعدما فشلت المباحثات بينهما في جنيف الأسبوع الماضي.
ووضع كيري أولويتين لصمود أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا وهما تعامل الحكومة السورية مع أي خرق لوقف إطلاق النار ومراقبة تنامي نفوذ جبهة النصرة التي أعلنت عن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتطلق الآن على نفسها اسم جبهة فتح الشام.
وأضاف كيري أن "النصرة هي القاعدة ولن يخفي تغيير اسمها أهدافها وما تحاول تحقيقه".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن واشنطن وموسكو على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا على أن يعلن عنه كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف لكن الخارجية الأمريكية تقر الآن بعدم توصلها إلى اتفاق بشأن سوريا.
ومن المنتظر أن يلتقي كيري لافروف في مدينة هانغجو اليوم بمناسبة انعقاد قمة العشرين. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية إن "موسكو تراجعت عن بعض القضايا التي اعتقدنا سابقا أننا توصلنا إلى اتفاق بشأنها".
وفشلت عدة جولات في مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة في التوصل إلى اتفاق وإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات والذي أدى إلى مقتل أكثر من 290 ألف شخص وإجبار ملايين السوريين على النزوح من منازلهم، وهذا عامل رئيس في تفاقم أزمة المهاجرين التي تشهدها أوروبا حاليا.