صنعاء - رويترز
قال شاهدٌ من رويترز ومُسعف وأحد السكان إنَّ 16 فردا على الأقل من عائلة إمام مسجد يمني قُتِلوا أمس، في ضربة جوية على منزل العائلة في شمال اليمن، شنتها قوات التحالف العربية بقيادة السعودية. وأضافوا بأنَّ الصواريخ سقطت على منزل الإمام صالح أبو زينة في محافظة صعدة بشمال البلاد. وتابعوا بأنَّ الإمام وعائلته وهم ابنان وأفراد أسرتيهما قتلوا جميعا في الهجوم.
وهذه هي أحدث ضربة في سلسلة الضربات التي تشنها قوات التحالف التي توفر دعما جويا للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في حربه ضد المتحالفين مع إيران، والذين سيطروا على جزء كبير من البلاد منذ عام 2014. وأوضحت صور التقطها مصور من رويترز رجالا ينتشلون جثة طفل من تحت الأنقاض.
وقال أحد السكان -ويدعى نايف، والذي ساعد في رفع الحطام لانتشال الجثث: "وقعت الغارة الجوية في الصباح، ولأن المنزل مصنوع من الطين استغرق الأمر حتى الظهر لانتشال الجثث." وقال مسعف إن عمال الإغاثة كانوا يشعرون بالقلق من إمكانية وقوع ضربات جوية جديدة عندما وصلوا إلى المكان ورأوا طائرة ما زالت تحلق. وقال وزير الخارجية السعودي أمس إنه لن يسمح لأنصار الله المتحالفين مع إيران بالاستيلاء على اليمن واتهم طهران بالسعي لنشر الاضطراب في أنحاء المنطقة. وعبر رئيس المجلس الحاكم المدعوم من يوم الاثنين عن الاستعداد لاستئناف المفاوضات لإنهاء الحرب مع الاحتفاظ بحق التصدي لهجمات الحكومة المدعومة من السعودية.
وانهارت المحادثات المدعومة من الأمم المتحدة لإنهاء القتال الممتد منذ 18 شهرا واستأنف أنصار الله والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح قصف السعودية.
وفشلت المحادثات بعد أن أعلن أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام -الذي يتزعمه صالح- تشكيل مجلس حاكم من عشرة أفراد في السادس من أغسطس ليتجاهلا بذلك تحذيرات مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد من أن هذه الخطوة تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كيفية حل الصراع. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لرويترز في بكين إن الكرة في ملعب أنصار الله فيما يتعلق باستئناف المحادثات من عدمه. وأضاف: "الشيء المؤكد ولا يقبل الشك... المؤكد أنه لن يتم السماح لهم بالاستيلاء على اليمن. انتهى. وبالتالي سيتم الدفاع عن الحكومة الشرعية". وأضاف "الفرصة المتاحة لهم هي الانضمام للعملية السياسية والتوصل لاتفاق من أجل مصلحة كل اليمنيين بمن فيهم أنصار الله."
وتتهم السعودية وحلفاؤها أنصار الله بأنهم أدوات في أيدي إيران وشنوا عملية عسكرية لتمكين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من ممارسة مهام منصبه. لكن أنصار الله صمدوا إذ تحالفوا مع صالح الذي يتمتع بدعم معظم الجيش. ويسيطر أنصار الله وحزب المؤتمر على معظم الجزء الشمالي من اليمن بينما تقتسم القوات الموالية للحكومة اليمنية السيطرة على بقية أنحاء البلاد مع قبائل.
وقالت الأمم المتحدة إنَّ ما لا يقل عن عشرة آلاف فرد قتلوا خلال الحرب أي ما يقرب من مثلي التقديرات التي استشهد بها مسؤولون وعمال إغاثة في معظم عام 2016 وبلغت ستة آلاف شخص. وفي وقت سابق، وخلال حديثه إلى طلاب في جامعة بكين انتقد الجبير إيران. وقال: "نرى إنَّ إيران تدعم أنصار الله في اليمن وتحاول الاستيلاء على الحكومة وتمد أنصار الله بالأسلحة وتهرب المتفجرات للبحرين والكويت والسعودية." وأضاف: "نأمل أن نعود لحسن الجوار مثلما كنا قبل ثورة 1979... تعديل إيران لسلوكها أمر في يدها."