تحسين كفاءة الحرفيين

 

 

تزخر السلطنة بالعديد من الموروثات الحضارية؛ التي تناقلتها الأجيال المتعاقبة جيلا بعد الآخر، وتتسم جميعها بالحفاظ على الهويّة العمانية الأصيلة؛ والتي تتجلى في التزامها بالقيم المُستمدة من عادات وتقاليد شعبنا.

وتندرج الصناعات الحرفية تحت هذا الجانب المميز من تاريخ الشعوب، وتملك السلطنة العديد من الصناعات الحرفيّة التي كانت يومًا ما عنصرًا أصيلا في تجارة المواد، وأنعشت الحركة التجارية قبل عصور الثورة الصناعيّة، وانتشار الآلات والمعدات التي قضت على الأيدي العاملة الماهرة في كثير من الصناعات. ومن بين الصناعات الحرفيّة التي تصارع للبقاء والتميز؛ حرفة الغزل والنسيج، وهي حرفة عرفها أجدادنا وطورها الأسلاف على مرّ التاريخ، من حيث الأدوات والمواد الخام المستخدمة فيها، لكنّها بالفعل تواجه خطر الاندثار في ظل اللجوء إلى الصناعات المعتمدة على الآلة والمنسوجات الجاهزة.

ولا تتوانى الدولة ممثلة في الهيئة العامة للصناعت الحرفية عن دعم وتحفيز الحرفيين والعمل بكل السبل على تحسين إنتاجيّتهم وتطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم، عبر برامج دعم عديدة، ومحفّزات متنوعة، لضمان استمراريّة هذه الحرف التي تبرز الهويّة العمانية.

لذلك فإنّ الزيارة التي نفذتها معالي الشيخة رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية إلى مركز تدريب وإنتاج الغزول بولاية منح في محافظة الداخلية، تؤكد السعي الحثيث من قبل الهيئة لتقييم العمل الحرفي، ومتابعة سير البرنامج التدريبي المنفذ في المركز، والذي ينشد إكساب الأيدي الوطنية الشابة المهارات الابتكارية والإبداعية اللازمة للنهوض بهذه الحرفة ومنتجاتها.

وتولي الهيئة عناية خاصة بكفاءة المنتجات الحرفية وتطويرها بما يلائم الطلب المحلي عليها، ويدعم خطط الجذب إليها. ومثل هذه البرامج تتميز بالتكاملية في حرصها على حماية الصناعات الحرفية التراثية بالتوازي مع إضافة اللمسة العصرية إليها، وتعزيز رواجها في الأسواق بأثمان في متناول الجميع.

لذلك يتعيّن على الحرفيين في مختلف محافظات وولايات السلطنة أن يجتهدوا في الاستفادة من هذه البرامج، ويسخروا إمكاناتهم للعمل على تطوير الحرف بمختلف بيئاتها البحرية والبدوية والحضرية؛ متسلحين في ذلك بروح التحدي والإصرار والمثابرة، والسعي لبلوغ مستقبل أفضل، عبر مشاريع حرفيّة رائدة.

تعليق عبر الفيس بوك