ضربة حرة

الانتخابات مباراة خارج الملعب

 

 

 

 

مُحمَّد العليان

تبدأ خلال الفترة المقبلة مرحلة انتقالية جديدة للرياضة العمانية، ممثلة في انتخابات الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية، وهو الحدث الأبرز والأهم من خلال الفترة الحالية والمقبلة، وهو حديث متداول في كلِّ القنوات المختلفة على الساحة والوسط الرياضي؛ حيث بداية مع اتحاد كرة القدم فتح باب الترشيحات للانتخابات المقبلة، ومن ثم ستقوم الاتحادات الأخرى بفتح أبوابها، مع اللجنة الأولمبية. والصورة إلى هذه اللحظة لم تتَّضح بعد في الاتحادات الأخرى واللجنة الأولمبية؛ سواءً للمترشحين الجُدد أو للحرس القديم لتجديد ترشيحهم من جديد لفترة جديدة مقبلة. هناك أسماء قليلة ظهرت على الساحة لتعلن رغبتها في الترشح. أما الأغلبية فمازالوا يتبعون الصمت ولم يكشفوا أوراقهم بعد، على عكس اتحاد كرة القدم الذي أصبحت الأمور لديه شبه واضحة، بوجود مرشَّح واحد فقط لهذه اللحظة لرئاسة الاتحاد وهو الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي، وكذلك أعلن السيد خالد بن حمد رئيس الاتحاد عدم ترشحه لفترة مقبلة معلنا انسحابه من السباق بقرار شجاع وإيجابي.

ويُمكن الحديث بعد هذه الاحداث عن لعبة انتخابية تُدار وتُلعَب خارج الملعب، تحكمها في الأغلبية المصالح الشخصية أولا ثم الرياضية ثانيا. وكلُّ شيء أصبح واضحًا في الانتخابات وما يحتاج إلى تفسير أو فلسفة؛ حيث شهدت مواقع وقنوات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها تفاعلا كبيرا مع الانتخابات بأشكال مختلفة، كلٌّ يُدلي بدلوه وفق رأيه ووجهة نظره. والإعلام المقروء والمرئي لا يزال يتابع المشهد من بعيد، ولم يدل بدلوه إلى حين تتَّضح الرؤية أو الخيط الأبيض من الخيط الأسود، بعد انتهاء فترة الترشيحات.

ومع عدم ترشُّح السيِّد خالد؛ فعلى الأغلبية أن تحزم حقائبها وتُغادر الاتحاد لأنَّ هؤلاء ليس لهم مكان في الفترة الجديدة للاتحاد؛ حيث إن هناك أصواتا ستنتهي بنهاية أصحابها الذين وصلوا في مرحلة وسيغادرون في مرحلة أخرى، حيث المشهد سيتغيَّر كثيراً بعد خروج السيد خالد، خاصة مع الجمعية العمومية للأندية؛ إذ ستكون لعبة الانتخابات ليست في الداخل كما كانت سابقا في الدورات الماضية، بل ستكون هذه المرة في الخارج خارج الصندوق الأسود للاتحاد، والذي سيكون مفتوحا وحرا للجميع.

فليست هناك الآن أية ضغوطات على أصوات الجمعية العمومية، بل على العكس أصبحت تتمتع بحرية أكثر في الاختيار والتعبير والإدلاء بصوتها لمن تريد وفق مصالحها المختلفة. لذا فقد آن الأوان للجمعية العمومية أن تدلي بصوتها، وأن تكون على قدر المسؤولية دون تأثير من أحد وأن تُثبت ذلك في الانتخابات المقبلة.

-----------------------------------

آخر الكلمات: "من العيب أن تفتخر بشيء لم تصنعه، إنما افتخر بأخلاقك، فأنت من يصنعها".