الشنفري: ما تركه لنا الأجداد من إرث حضاري موضع فخر واعتزاز جميع العُمانيين
الضوياني: نستهدف تشجيع المواطنين على تسجيل ما لديهم من وثائق ذات قيمة تاريخية
مسقط – الرؤية
افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بمركز البلدية الترفيهي بقاعة عُمان المعرض الوثائقي عمان تاريخ وحضارة، ضمن فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2016م، تحت رعاية سعادة الشيخ سالم بن عوفيت بن عبد الله الشنفري رئيس بلدية ظفار وبحضور سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين والمشايخ. ويستمر المعرض حتى التاسع من أغسطس 2016م، من الخامسة عصراً وحتى التاسعة مساءً.
ويزخر المعرض بأكثر من 240 وثيقة ومخطوط إلى جانب عدد من الطوابع النَّادرة التي تحتفظ بها الهيئة وترجع لفترات زمنية مختلفة، وذلك حرصاً من الهيئة على إتاحة الفرصة للزوار من المواطنين والمُقيمين وزوار السلطنة بمحافظة ظفار، للتعرف على تاريخ عمان الشامخ في مختلف الحقب الزمنية فهي تمثل موروثا حضاريا عظيما يتجسد من خلال ما يُعرض من شواهد حية تتحدث عن أصالة ومجد غابر.
وعبَّر سعادة راعي الحفل عن سروره بافتتاح المعرض التاريخي قائلاً إنَّ ما قدَّمه الأجداد من إرث حضاري مشرف وهو موضع فخر واعتزاز لجميع العمانيين، معربًا عن تقديره بالجهود التي تقوم بها الهيئة في سبيل إبراز وإتاحة هذا الإرث الكبير في طرق عرض متنوعة وحديثة.
وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة بعد افتتاح المعرض إنَّ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية دأبت على تنظيم المعارض الوثائقية بهدف خلق الوعي للأفراد المجتمع بتعريفهم بالجوانب الحضارية والتاريخية لعُمان عبر الحقب الزمنية المختلفة وقد نظمت الهيئة عددًا من المعارض المحلية والمعارض الدولية في ما يتعلق بتعريف تاريخ عمان التليد. كما أنّ تنظيم المعرض السنوي لمحافظة ظفار بمناسبة مهرجان خريف صلالة يعبر عن إدراك الهيئة لأهمية نقل هذه الجوانب المعرفية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بما تحتويه الوثائق من كنوز معرفية وذلك لتشجيع البحث العلمي والإبداع الفكري ولتعريف المواطنين هنا في محافظة ظفار والمُقيمين وزوار المحافظة وزوار مهرجان خريف صلالة على وجه الخصوص بتاريخ عُمان وحضارتها وللوقوف على ما تحقق من منجزات عُمان الدولية وأيضاً العلاقات بين أفراد المجتمع من خلال ما يحتويه المعرض من مراسلات ومن وثائق ومخطوطات.
وأضاف الضوياني أنَّ المعرض فرصة طيبة لكل المواطنين للتعرف على هذه الجوانب والاطلاع على ما يحتويه من وثائق وخرائط ومخطوطات وعملات، وصور مختلفة وإصدارات الهيئة، كما يمكن أن يطلع الزوار على مقتطفات من تسجيلات التاريخ الشفوي الذي تعمل الهيئة عليه، والذي خطت فيه خطوات مُتميزة من خلال المقابلات التي سجلتها مع عدد من أفراد المواطنين، ويمثل المعرض إطلالة جديدة لتاريخ عُمان المجيد، ونهدف من ذلك إلى حث المواطنين الكرام على تسجيل وثائقهم لدى الهيئة وها نحن نلمس من خلال هذه المعارض التجاوب الكبير من المواطنين في محافظة ظفار وفي مختلف محافظات السلطنة.
وقال رئيس الهيئة إنَّ زوار مهرجان خريف صلالة اعتادوا كل عام الاطلاع على معرض هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وأصبح الكثير من المواطنين يحرصون حرصاً شديداً على زيارة المهرجان أثناء تنفيذ وإعداد المعرض وهؤلاء المواطنين الكرام نسعد بزيارتهم ومواظبتهم باستمرار على الاطلاع على كل ما هو جديد من الوثائق والكنوز التي تحتفظ بها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وبهذه المناسبة.
ووجه الضوياني خالص الشكر وعظيم التقدير لجميع المواطنين الكرام ومن قاموا بتسجيل وثائقهم لدى الهيئة ونأمل من بقية المواطنين قيامهم بهذا التسجيل وكذلك حثّ البقية لتعرف على الهيئة ودورها في المحافظة على هذه الوثائق وصيانتها وترميمها وتعقيمها لبقائها على مدى الدهر مصانة محفوظة، بل وتسجل تاريخ الأسرة وعلاقتها بأفراد المجتمع فعلية، فها هو المعرض يكون فرصة طيبة للوقوف على هذا الجانب ونأمل إعداد المواطنين لأن يكون في ازدياد عن ما كان عليه العام الماضي إقبالاً على هذا المعرض وتسجيلاً لوثائقهم نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لخدمة هذا الوطن العزيز وأن تعمل الهيئة حثيثاً للكشف وإظهار هذه الوثائق لتكون متاحة للمواطنين من خلال قواعد الاطلاع والضوابط التي وضعت للاطلاع على هذه الوثائق.
وقال الدكتور جمعة البوسعيدي مدير عام المُديرية العامة للبحث وتداول الوثائق، إنّ الوثيقة هي ذاكرة وطنية لإثبات الحقوق في كل زمان ومكان، وتمثل مخزوناً وموروثاً حضارياً عمانياً عظيماً يهتم به كل عُماني وعربي ومهتم بالتاريخ العماني، ولا شك أنّ تنوع المعروض الذي احتوى على عدد من الأركان الوثائقية تتناول وتحكي تاريخ عمان الضارب في جذور التاريخ على اختلاف الحقب الزمنية، وتسعى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية لأن تحفظ الذاكرة الوطنية من خلال سعيها المتواصل لجمع وثائق عمان من المواطنين حائزي ومالكي هذه الوثائق في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفقهية والأدبية ومن الأرشفة الدولية التي لها علاقة بتاريخ ووثائق عمان ودار الوثائق العالمية والتي تحتفظ بوثائق عمان ومخطوطات تاريخية في جميع الحقب والأزمنة الممتدة، لاشك أنّ هذه المعطيات التاريخية تصب من أجل توثيق موروث عمان ومخزونها الحضاري التليد.
ويشتمل المعرض على مجموعة من الوثائق التاريخية التي تمثل حقباً تاريخية مختلفة وأقساماً متعددة تحكي تاريخ السلطنة التليد، ويضم قسماً يوضح العلاقات الدولية (المعاهدات الدولية والمراسلات والاتفاقيات) بين السلطنة وبقية دول العالم، كالمعاهدة الدولية بين السلطان سعيد بن سلطان والولايات المتحدة تعود إلى ١٨٣٥م، ومعاهدة ودية بين السلطان برغش بن سعيد وإمبراطور ألمانيا وبروسيا، وقسم الوثائق الخاصة (الوصايا والإقرارات والتعازي والتهاني والطب الشعبي والأفلاج وغيرها) التي تمتلكها الهيئة من المواطنين وتخص العائلات العمانية وهي عبارة عن وثائق المواطنين مثل إقرارات بيع والأفلاج والقصائد الشعرية والميراث ومراسلات التهاني والتعازي والوصايا حيث تم التركيز على وثائق أبناء محافظة ظفار ويعد المعرض فرصة للاطلاع على العديد من الوثائق والصور التاريخية النادرة منها صور من معالم محافظة ظفار والقلاع والحصون التي تتناول فترات ممتدة وحقباً تاريخية مختلفة تتحدث عن مخزون وإرث حضاري وثقافي لذاكرة هذا الوطن العزيز.
ويُوجد بالمعرض قسم خاص بالطوابع والبطاقات البريدية يعرض مسيرة الطوابع العالمية ويعود إصدار أول طابع عماني إلى عام ١٩٦٦م، والخرائط القديمة تحدد المسارات البحرية التي تربط عمان بدول العالم المختلفة منها الطرق البحرية وحدود امتداد نفوذ الإمبراطورية، إضافة إلى خريطة توضح مسار جريان عن ماء في محافظة ظفار تعود إلى 1783، كما يحتوى المعرض على مجموعة من الوثائق والمخطوطات حيث يبلغ عدد المخطوطات في المعرض 22 مخطوطة من الأصول مثل المصاحف وكتب فقهية ومخطوطات عن الشعر والنثر وعلوم النحو الصرف وعلوم الفلك. ومجموعة من قصاصات الصحف والمجلات. كذلك يحتوي المعرض على أدوات استخدمها العمانيون سابقاً في الكتابة والوزن والطب، وتسعى الهيئة من خلال هذا المعرض ومختلف المعارض التي تقيمها إلى فتح آفاق جديدة لجميع الباحثين والمؤرخين والدارسين والمُهتمين بالمجال التاريخي وذاكرة الوطن.
وتحظى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بأهمية خاصة في مجال حفظ الذاكرة الوطنية بفضل ما يتجمع لديها من الوثائق التي ترحل من الجهات المعنية والخاضعة لقانون الوثائق أو تلك التي يُبادر المجتمع بتسجيل وثائقه لديها فضلاً عما تبذله الهيئة من جهد حثيث للحصول على الوثائق المتوفرة في الأرشيفات ودور الوثائق في مختلف دول العالم والعمل على تعريف الدول كافة بما تضمه السلطنة من إرث ومخزون حضاري وتاريخي.