سوريا: سقوط طائرة هليكوبتر روسية ومقتل طاقمها.. والمعارضة تشن هجوما لكسر حصار حلب

 

 

موسكو - رويترز

قال الكرملين -نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، أمس- أنَّ أفرادَ الجيش الروسي على متن طائرة هليكوبتر أُسقطت في سوريا أمس قتلوا. ونسبت وكالات أنباء روسية إلى وزارة الدفاع قولها إن الطائرة التي كان على متنها خمسة أفراد أسقطت في محافظة إدلب.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -خلال مؤتمر صحفي- إنهم ماتوا بشكل بطولي وهم ينفذون مهمة إنسانية. وذكر أن الطائرة كانت تحاول الابتعاد عن مناطق مأهولة لتفادي سقوط خسائر بين المدنيين. وذكر بيسكوف أيضا أن موسكو ستواصل محاربة الإرهاب الدولي على "كل الجبهات" رغم الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية. ونشر التنظيم الأحد رسالة بالفيديو مدتها تسع دقائق على موقع يوتيوب دعا فيها أنصاره للجهاد في روسيا.

وشنَّ مُقاتلو المعارضة السورية هجوما كبيرا على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب غربي حلب في محاولة لإعادة فتح طرق إمدادات بعد أن شدَّد الجيش وحلفاؤه الحصار على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة الأسبوع الماضي.

ويسعى مُقاتلو المعارضة إلى اختراق شريط من الأراضي التي تُهيمن عليها القوات الحكومية، على أمل إعادة ربط قطاعهم المحاصر في شرق حلب بمناطق خاضعة للمعارضة في غرب سوريا. وقالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة تضم جبهة فتح الشام -جبهة النصرة سابقا- وأحرار الشام إنَّ قوات المعارضة سيطرت على مواقع للجيش في الساعات الأولى من الهجوم الذي بدأ مساء الأحد. وأكد الجيش السوري في وسائل الإعلام الرسمية أن المعارضة شنت هجوما ولكنه قال إنه صد الهجوم من قاعدة مدفعية تابعة للقوات الجوية.

ومازال ربع مليون مدني يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت الحصار بشكل فعلي منذ أن قطع الجيش ومقاتلون حلفاء مدعومون من إيران الطريق الأخير المؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مستهل يوليو.

والأسبوع الماضي سَيْطر الجيشُ على مناطق مهمة عند الطرف الشمالي من حلب حول طريق الكاستيلو الذي يؤدي شمالا نحو الحدود التركية. ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان هجوم المعارضة بأنه الأكبر منذ عدة شهور. وقال المرصد إن مقاتلات موالية للحكومة قصفت بلدة خان طومان الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في ريف حلب الجنوبي بينما قصفت المعارضة مناطق في قبضة الحكومة في وسط حلب خلال الليل. وحلب التي كانت أكبر المدن السورية قبل اندلاع الصراع قبل خمس سنوات مقسمة بين مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تهيمن علها المعارضة. والسيطرة على حلب بالكامل ستكون أكبر نصر للرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الحرب وستجسد التحول الكبير في موازين القوى لصالحه منذ أن تدخلت روسيا إلى جانبه العام الماضي.

وأجرى نائب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا محادثات يوم الأحد مع المسؤولين السوريين في دمشق لمعرفة موقفهم بشأن كيفية كسر الجمود الذي يعرقل استئناف محادثات السلام في موعد قرب نهاية أغسطس. وقال رمزي عزالدين رمزي إنَّ وزير الخارجية السوري وليد المعلم بحث موضوع الانتقال السياسي وهي نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات بين حكومة الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة. وأضاف رمزي للصحفيين أنهما ناقشا كيفية جعل عملية الانتقال السياسي التي أقرها بالفعل مجلس الأمن عملية ذات مصداقية. لكنه لم يذكر أي تفاصيل.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، قال الأسبوع الماضي إنه يهدف إلى عقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في نهاية أغسطس، ودعا للتوصل إلى اتفاق أمريكي-روسي لدعم المحادثات.

وتشنُّ روسيا والولايات المتحدة ضربات جوية في سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، لكنَّ كل واحدة منهما تدعم طرفا مختلفا في الصراع السوري حيث تساند موسكو حكومة الرئيس بشار الأسد في حين تقول واشنطن إن على الأسد أن يترك السلطة. وانهارت المحادثات التي عقدت في جنيف أبريل الماضي بعد انسحاب وفد المعارضة متهما الحكومة بتجاهل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة. وتقول الحكومة السورية إنها مستعدة لحضور جولة المحادثات القادمة لكن المعارضة الرئيسية التي تتهم الحكومة أيضا بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة تقول إنها لن تشارك ما لم تتحسن الأوضاع على الأرض.

تعليق عبر الفيس بوك