خواطر ريادية 7

 


ثراء الأفكار
 
بين فترة وأخرى ونحن نطوف في عالم الإنترنت أو حديث عابر مع أحدهم وإعلانات شاشات التلفزة من حولنا نسمع ونرى أفكاراً غريبة لم نكن نتخيل أن تصبح يوماً حقيقة أمام واقعنا؛ لدرجة أن تلك الأفكار يمكن أن تصل إلى حد الجنون والغباء أحياناً، ويمكن أن تتحول هذه الأفكار إلى مشروع اقتصادي يدر دخلاً ويجذب اهتمام المستثمرين في عالم المال والأعمال مستقبلاً.
 
رواد الأعمال مثلاً يستلهمون أفكارهم من خلال انغماسهم وتفاعلهم مع بيئتهم ومن حولهم من خلال التطلع لطريقة أفضل لممارسة الطقوس اليومية وعادة ما يلفت انتباههم تلك التفاصيل الصغيرة مثل ما فعل الأخوان السويسريان ماركوس ودانيال حينما كانا في مغامرة يبحثان فيها  عن شيء يستطيعان من خلاله حمل أغراضهم الشخصية عندما كانا يقودان الدراجة الهوائية حتى لا تتعرض للبلل من الأمطار أو الثلوج التي تهطل بكثرة في تلك المُغامرة؛ لكن محاولاتهم باءت بالفشل ورغم ذلك لم ييأس الأخوان وواصلا البحث عن حلٍ حتى بدت لهم فكرة الشنطة اليدوية البلاستكية التي تصنع من مخلفات المقاعد والإطارات؛ وحينها انشأوا شركة فيرايتاق المتخصصة في شنطة اليد البلاستيكية عام 1993م.
هنا يتبادر للأذهان هل كنا نتوقع أن يقوم أحدنا بذلك يوماً؟ ربما نعم وربما لا ونمضي باحثين عن طرق أخرى. لذلك هل تعلم بأنَّ الأفكار الغبية هي الطريق المضمون للثراء السريع؟ !
 
عزيزي القارئ.
إن صادفك يوماً موقفاً وحينها لمعت في ذهنك فكرة وبدا لك أن ظاهرها غبي لكن مضمونها مبتكر فلا تتوانى في تحقيقها؛ لأنك بالفعل قطعت نصف الطريق إلى الثراء ولا يلزمك سوى بعض المجهود في التخطيط والتنفيذ. وتذكر ما قاله الكاتب الشهير في مجال الإعلام والأعمال "مارتن فوربس" بأنَّ الثري هو الذي حقق من وراء مشروعه الخاص وليس من وراء إرث أو هبة أو تركة أرباحاً توازي مليون دولار أو أكثر في العام الواحد.
 
فإن كنت تتمنى أن تصبح أحد أولئك الأثرياء الذين ترى صورتهم الشخصية تتربع في الصحف والمجلات ما عليك إلا أن تبدأ فوراً بالبحث والاطلاع والتعلم المستمر فالأفكار الريادية موجودة دائماً من حولنا وفي تعاملاتنا اليومية؛ لهذا ما نحتاجه اليوم في عالمنا العربي هو تحديد ماهية الأفكار الريادية التي نرغب بإيصالها للعالم أجمع ويكون لنا بصمة من ورائها فيما بعد نفتخر بها وألا تكون أفكاراً اعتيادية وتقليدية؛ نحن بحاجة ماسة لثراء الأفكار لدينا وذلك لا يتم إلا من خلال الإطلاع والتنقل والسفر واكتشاف كل ما هو جديد في عالم الابتكار والاختراع والجدوى الاقتصادية من تلك الفكرة وغيرها.
 
 
 
عزيزي الريادي الطموح تذكر بأنَّ:
ثراء المال أساسه ثراء الأفكار
فهِم من فهم وسعد من جهل؛ فأختر أيهم تكون أنت!
إسحاق هلال محمد الشرياني
* معد دراسات جدوى اقتصادية ورئيس مركز الطموح الشامل
ambition12655@gmail.com

 

تعليق عبر الفيس بوك