فلسفة جديدة لموسم جديد

 

محمد العليان

سيبدأ الموسم الكروي الجديد لدوري المحترفين قريبا، والمتوقع أن يكون هذا العام موسما مختلفا ومتغيرا عن الموسم الماضي بالنسبة للأندية المشاركة فيه؛ سواء من الجانب الفني أو الإداري؛ فهناك أندية ستدخل الموسم بفكر جديد وطموحات مختلفة حيث ستقودها إدارات جديدة. إلا أن مشكلات وظواهر الموسم الماضي ستلقي بلاشك بظلالها على الموسم الجديد؛ ومن أبرزها: الديون والمبالغ المالية المتراكمة على الأندية من الموسم الماضي إثر تعاقدات اللاعبين المحليين، والتي تركت حملا ثقيلا على الأندية؛ فتغيَّرت نظرة وتوجهات معظم الأندية في سياساتها للموسم الجديد، مُجبرة في أمور كثيرة حوَّلت طموحاتها وخططها، وأوقفت الدعم الفني عن بعض الفرق، فضلا عن تقليل المصروفات وتحديد الطموح.

فالماراكاتوا في الموسم الحالي فيه هدوء وركود كبير لأغلبية الأندية ما عدا ناديي السويق وظفار، متصدري موسم الانتقالات، والتي كان لها نصيب الأسد من التعاقدات والتجديدات بلاعبين مميزين ودوليين؛ أبرزهم مع السويق: محمد المسلمي ومحمد الشيبة، ونادي ظفار: الدولي رائد إبراهيم وعلي سليم ورياض سبيت وعلي البوسعيدي وسعيد الشلهوب. وهناك مناوشات من أندية النهضة ومسقط وصحم. أما باقي الأندية فاكتفت بتجديد لاعبيها من الموسم الماضي، والبعض استنزف خروج لاعبيه ولم يستطع التجديد لهم كأندية فنجاء والعروبة؛ بانتقال أبرز لاعبيهم رغم أن فنجاء بطل الدوري والعروبة صاحب المركز الثالث، وهناك من يريد فقط من الأندية المحافظة والتجديد مع أبناء النادي والاكتفاء بهم فقط لعدم المقدرة على تعاقدات أو حتى تجديد عقود بعض اللاعبين لديهم.

وعلى ضوء هذه الظروف، والتي كانت الأندية هي سببها الرئيسي، سيبدأ الموسم الجديد بفرض واقعه وفلسفته الجديدة؛ حيث هناك من اعترف بالواقع، وهناك من كابر وتمرد عليه.. دوري المحترفين كابرت عليه الأندية وكانت هذه النتيجة من جراء التعاقدات ومزايدتها على العقود والحد الأعلى للسقف المالي للعقود اللاعبين، والآن أصبحت في ورطة الديون المالية المتراكمة حيث فقدت معظم لاعبيها، وهناك الكثير من يتهم اتحاد الكرة بمشاركته في هذه الديون التي على الأندية، والأندية هي السبب الرئيسي في ارتفاع عقود اللاعبين وأسعارهم والدفع من تحت الطاولة؛ خصوصا وأن اتحاد الكرة حدد سقفا اللاعبين وعقودهم، ولم يقل للأندية تعاقدوا مع لاعبين أو لاعب في الموسم بـ20 أو 30 ألف ريال؟

معظم الأندية في الموسم الحالي عادت لصوت العقل والمنطق للملمة أوراقها وعدم الزج بنفسها مرة أخرى في ديون مالية جديدة، وقبل أن يكون الموسم أزمة مالية للأندية، فهو أزمة تدبير لمرحلة مرت بها الأندية غالطتْ نفسها بنفسها وحصاد البعض يعتبر حصادا طبيعيًّا في الموسم الماضي بفعل المبالغة وعدم التخطيط في إدارة الفريق الكروي من كل النواحي. ونقول بأنَّه ليس هناك لاعب محلي في الوقت الحالي سعرف يتجاوز الـ10 آلاف ريال في الموسم الواحد.. فالسؤال هنا يقول: كيف تنجح قبل أن تدخل الامتحان!

-----------------------

آخر الكلمات: "أسعد القلوب هي التي تنبض للآخرين".