الجيش السوري يحاصر أحياء حلب الشرقية بالوصول إلى الطريق المؤدي لمناطق المعارضة

 

 

بيروت - رويترز

وَصَلتْ قوَّات موالية للحكومة السورية إلى الطريق الرئيسي الوحيد المؤدي للجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب، أمس، لتحكم بذلك قبضتها حول مناطق المعارضة في المدينة الشمالية. وقال زكريا ملاحفجي من جماعة "فاستقم" المتمركزة في حلب لرويترز إن الطريق "انقطع تماما".

وأكد مصدر ثان من الجبهة الشامية -وهي مجموعة معارضة مقاتلة تتمركز في حلب- أنَّ القوات الموالية للحكومة وصلت إلى الطريق السريع المعروف باسم طريق الكاستيلو. وذكر المصدران أن القتال مستمر فيما يحاول مقاتلو المعارضة استعادة الأراضي التي فقدوا السيطرة عليها.

وحلب ساحة قتال رئيسية في الصراع السوري الذي دخل عامه السادس. وكانت قوى موالية للرئيس بشار الأسد سيطرت بالفعل على أراض مطلة على طريق الكاستيلو قبل نحو أسبوعين ليغلق الطريق بذلك فعليا إلا أن معارضا محليا بارزا قال إنه لا تزال هناك إمدادات قليلة تدخل إلى سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وعددهم نحو 300 ألف.

وقال القيادي أبو إبراهيم من مجموعة نور الدين زنكي المعارضة، إنَّ مركز القيادة الإقليمية لمقاتلي المعارضة يطلب من الناس الآن الابتعاد عن المنطقة. وقال: "طريق الكاستيلو مقطوع بشكل كامل بسبب الاشتباكات وتقدم عصابات الأسد. نحذر جميع المدنيين من عبور الطريق بشكل نهائي بأي وسيلة أو وسائل".

وأسفرتْ غارات جوية على مدينة حلب السورية عن مقتل 28 شخصا بينهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن القوات الحكومية أحكمت حصارها على أحياء حلب الشرقية بعد السيطرة على أجزاء من طريق الكاستيلو شمالي سوريا، وهو طريق الإمداد الوحيد للمدينة، بعد معارك عنيفة وقصف مدفعي وجوي. وأضاف بأن الهجمات -التي تفيد تقارير بأنها سورية أو روسية- أصابت مناطق تسيطر عليها المعارضة شرقي المدينة.

وأوْضَح مراسل لوكالة فرانس برس في حلب أنَّ قنابل متفجرة أسقطت على مناطق عدة. وأصيب مستشفى بقصف في أحد المناطق، وهو ما أدى إلى إصابة بعض العاملين والمرضى. ونقلت فرانس برس عن محمد خير، وهو طبيب بالمستشفى: "استخدمت كافة أنواع الأسلحة لقصف المستشفى".

وقال أحمد عرفان -الذي يقيم في منطقة إحدى مناطق القصف: "فجأة سقط برميل متفجر علينا. خرجنا، فسقط ثان ثم ثالث". وتقول الحكومة السورية إنَّ مناطق غربي حلب خاضعة لسيطرتها بقصف من جانب المعارضة، موضحة أن شخصا قتل في القصف.

وتنقسم حلب -التي كانت مركزا صناعيا وتجاريا مهما- إلى مناطق غربي المدينة تسيطر عليها القوات الحكومية ومناطق شرقية تسيطر عليها المعارضة. لكن خلال الأشهر الأخيرة تمكنت القوات الحكومية بمساعدة غارات جوية روسية من تطويق مناطق المعارض وقطع طريق مهم يمتد منها إلى تركيا. وتخوض جماعات المعارضة معركة شرسة منذ أسابيع لاستعادة السيطرة على المناطق التي تمكنت القوات الحكومية من السيطرة عليها قرب طريق الكاستيلو. ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما بين 250.000 و300.000 شخص يعيشون في الأجزاء التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة