اليابان ترى الحكم ملزمًا.. والصين تتجاهل

محكمة دولية في لاهاي تنفي "مزاعم" بكين بحقوقها التاريخية في بحر الصين الجنوبي

 

أمستردام - رويترز

 

قضت محكمة تحكيم في لاهاي أمس بأنّ الصين لا تملك حقا تاريخيا في مياه بحر الصين الجنوبي وأنّها انتهكت حقوق الفلبين السيادية بأعمالها هناك في حكم أثار غضب بكين التي وصفت القضية بالمهزلة. وتعهدت مجددا الصين التي قاطعت جلسات (محكمة التحكيم الدائمة) بتجاهل الحكم وقالت إنّ قواتها المسلحة ستحمي سيادتها الوطنية ومصالحها البحرية.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قبيل صدور الحكم إنّ طائرة مدنية صينية أجرت بنجاح اختبارات على مطارين جديدين على جزر سبراتلي المتنازع عليها. وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن مدمرة جديدة مزودة بصواريخ موجهة بدأت العمل رسميا في قاعدة جوية على جزيرة هاينان الجنوبية التي تتولى المسؤولية عن بحر الصين الجنوبي.

وقال إيان ستوري من معهد دراسات جنوب شرق آسيا (مركز يوسف إسحق) في سنغافورة لرويترز "هذا الحكم يمثل صفعة قانونية قوية لمطالبات الصين القضائية في بحر الصين الجنوبي." وأضاف "الصين سترد بغضب.. من حيث اللغة المستخدمة بالقطع وربما باتخاذ إجراءات أكثر جرأة في البحر".

وتطالب الصين بأغلب مياه بحر الصين الجنوبي الغنية بالطاقة والتي تمر عبرها تجارة تقدر قيمتها بنحو خمسة تريليونات دولار سنويا. وللدول المجاورة - بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام - مطالبات في مياه بحر الصين الجنوبي أيضا.

وقالت المحكمة إنّه لا يوجد أساس قانوني لمطالبة الصين بحقوق تاريخية في الموارد داخل ما يسمى خط القطاعات التسعة الذي يغطي معظم أجزاء بحر الصين الجنوبي. وأضافت أن الصين تعدت على حقوق الصيد الفلبينية في جزيرة سكاربورو وهي واحدة من مئات الجزر المتناثرة في البحر وأنّها انتهكت حقوق السيادة الفلبينية بالتنقيب عن النفط والغاز قرب منطقة ريد بانك.

ورفضت وزارة الخارجيّة الصينية الحكم جملة وتفصيلا قائلة إنّ شعب الصين لديه تاريخ يمتد لأكثر من ألفي عام في بحر الصين الجنوبي، وإنّها أعلنت للعالم خريطة خط القطاعات التسعة عام 1948. وقالت "سيادة الصين على أراضيها وحقوقها البحرية في بحر الصين الجنوبي لن تتأثر تحت أي ظرف بهذه الكلمات. الصين تعارض ولن تقبل مطلقا أي زعم أو عمل يستند إلى ذلك الحكم."

لكن الوزارة أكدت كذلك احترام الصين لحرية الملاحة والطيران في المنطقة واستعدادها لمحاولة حل النزاعات سلميا عن طريق محادثات مباشرة مع الدول المعنية بشكل مباشر.

وكانت وزارة الدفاع الصينية قد قالت في بيان صدر باللغتين الصينية والإنجليزية قبيل صدور الحكم إن القوات المسلحة "ستحمي بقوة السيادة الوطنية والأمن والمصالح والحقوق وستدافع بقوة عن السلام والاستقرار الإقليمي وستتعامل مع جميع أنواع التهديدات والتحديات."

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن القضية مهزلة من أولها إلى آخرها وإنها تضع النزاع في منطقة خطرة من خلال تأجيج التوتر وإثارة المواجهة. لكن الوزير وجه أيضا في تعليقاته التي تناقلتها وسائل الإعلام الرسمية خطابا يحمل لهجة تصالحية قائلا إن الوقت حان لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح مشيرا إلى جدية الحكومة الفلبينية الجديدة في اتخاذ خطوات تبدي استعدادها لتحسين العلاقات. وجاء في الحكم أيضا أن الصين ألحقت أضرارا يتعذر إصلاحها بالشعاب المرجانية في جزر سبراتلي وهو قول ترفضه الصين دائما.

وقال وزير الشؤون الخارجية الفلبيني برفكتو ياساي في مؤتمر صحفي "يدرس خبراؤنا الحكم بالعناية والشمولية التي تستحقها هذه النتيجة التحكيمية المهمة."

وأضاف قارئًا من بيان معد سلفا "ندعو كل المعنيين للتحلي بضبط النفس والرصانة. والفلبين تؤكد بقوة على احترامها لهذا القرار التاريخي بوصفه إسهاما مهما للجهود الجارية من أجل حل النزاعات في بحر الصين الجنوبي." أما اليابان فقالت إن الحكم ملزم قانونا ونهائي.

 

تعليق عبر الفيس بوك