بيروت - رويترز
قال المرصدُ السوري لحقوق الإنسان، ومصادر من مقاتلي المعارضة، إنَّ قوات المعارضة شنت هجوما داخل المنطقة التاريخية وسط حلب، أمس؛ ردًّا على هجوم قطع طريقا رئيسيا يؤدي للجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة. وجاء الهجوم الذي شمل قصفا لأحياء تسيطر عليها الحكومة السورية واشتباكات عنيفة في الشوارع بعد أيام من تقدم القوات الحكومية نحو طريق الكاستيلو.
ويعتمدُ مُقاتلو المعارضة على هذه الطريق للإمدادات والدخول لمناطقهم وقطعه يضع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة تحت الحصار بشكل فعلي وهي مناطق يعيش فيها 250 ألف شخص على الأقل. وأصبحت حلب -كبرى المدن السورية قبل الحرب- ساحة قتال رئيسية في الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات وشهدت تصعيدا في القتال بعد انهيار محادثات السلام ووقف هش لإطلاق النار في وقت سابق من هذا العام.
والسيطرة على حلب ستشكل نصرا إستراتيجيا لحكومة دمشق التي تسيطر على المراكز المزدحمة بالسكان في غرب البلاد باستثناء المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومدينة إدلب. كما تسيطر المعارضة على جيوب في مناطق أخرى في غرب سوريا. ويسيطر مقاتلون أكراد على مناطق شاسعة على امتداد الحدود مع تركيا وبالقرب منها في حين يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الرقة ودير الزور في الشرق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن: إنَّ قوات المعارضة أطلقت أكثر من 300 قذيفة في وقت مبكر من صباح أمس على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها الحكومة في حلب مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو 12 آخرين. وقال التليفزيون الرسمي السوري إن ثمانية أشخاص قتلوا في حلب وتهدمت مبان جراء القصف.
وقال زكريا ملاحفجي من تجمع (فاستقم) ومقره حلب لرويترز: إنَّ الهجوم هو رد على محاولات الحكومة التقدم، وأضاف بأنَّ مقاتلي المعارضة حققوا مكاسب بالفعل وأن أغلب القتال يدور في المدينة القديمة التاريخية في حلب. وقال شاهد إن هناك اشتباكات عنيفة تدور على مقربة من القلعة القديمة.
وقال مراسل للتليفزيون الرسمي السوري إن قتالا عنيفا دار منذ الصباح وأن الجيش صد هجمات للمعارضة مما تسبب في قتل عدد كبير من المقاتلين. وقال المرصد إن المقاتلات السورية قصفت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. وقالت محطة تلفزيونية موالية لدمشق إن الطائرات الروسية التي تدعم الحكومة تقصف مناطق شمالي المدينة قرب طريق الكاستيلو.
وقال بيان صادر عن المكتب السياسي للجبهة الشامية -وهي إحدى جماعات مقاتلي المعارضة- أمس الأول، إنَّ تقدم الحكومة قرب الطريق جاء بدعم من حلفائها من عدة جنسيات بغطاء جوي روسي وبكثافة نيران غير مسبوقة. ويساند الأسد كل من موسكو -التي شنت حملة ضربات جوية في سوريا منذ سبتمبر وقوات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني. وقال حزب الله إنه يعتبر حلب أهم معركة في سوريا وتوازي في أهميتها الدفاع عن دمشق ذاتها. وقتل المئات من مقاتلي الحزب في الصراع. وقال مصدر أمني لرويترز إن قياديا آخر من القيادات المتوسطة يدعى سمير عوادة قتل في الأيام القليلة الماضية.
ويقول حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد إنهم يقاتلون جبهة النصرة في حلب. لكن جماعات تقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر تقول إنها تسيطر على مناطق في المدينة. وقالت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا في بيان إنها شنت هجوما في وسط حلب وتقدمت باتجاه سوق في منطقة تسيطر عليها الحكومة. وقال ملاحفجي أن وجود جبهة النصرة في حلب محدود. ووقعت أعمال العنف الأخيرة خلال تهدئة لمدة 72 ساعة على مستوى البلاد أعلنها الجيش السوري. لكن المرصد يقول إن وقفا سابقا لإطلاق النار كان خدعة وتم استغلاله لشن الهجوم على طريق الكاستيلو.