"الراوي" يستعرض ملحمة الأمل والثقافة في مسيرة الأديب العماني عبدالله الطائي

دبي - الوكالات

تعرضُ قناة دبي -ضمن دورتها البرامجية الرمضانية- برنامج "الراوي"، الذي يُقدِّمه المستشار والمؤرخ جمال بن حويرب. وتناولتْ حلقة الجمعة من البرنامج سيرة الأديب عبدالله بن محمد الطائي الذي وُلِد في العام 1924 في العاصمة مسقط. وقال مذيع البرنامج: إنَّ الطائي كان يجوب أصقاع الأرض بحثًا عن الحرف وأفنت عمرها في اكتشاف هيكلة الكلمة وكيفية بناء القصيدة، ولم يك تحل في أرض حتى يرحل عنها بعد أن تعلم من علومها وأعطاها من علمها الخاص، ودفعته قوميته إلى إلغاء الحدود فتنقل بين مسقط وبغداد والبحرين وباكستان والإمارات والكويت لينسج فكرة حلم التكامل.

واستعرضَ البرنامج نشأة الطائي في نسيج أسري مكون من الأدباء من جده الأكبر القاضي صالح بن عامر إلى والده القاضي محمد بن صالح وصولا إلى عمه عيسى بن صالح. هذا المزيج الفكري جعل من الطائي تربة خصبة تستهوي المعرفة وولد رغبة في الإطلاع على الشعر والأدب وكتابته. واستقبلت بغداد أول بعثة تعليمية من عمان في عام 1935 وكان من بينها الأديب عبدالله الطائي وبرئاسة أحمد بن سعيد الكندي, درس الطائي الإعدادية والثانوية ونهل العلوم من اساتذة بغداد حتى 1942.قضى الطائي سبع سنوات في بغداد بين المنتديات الأدبية والمحاضرات الفكرية والأمسيات الشعرية. وعاد حاملا في جعبته مخزونا من الفكر الأدبي والسياسي ورغبة في إثراء أبناء بلاده من العلوم التي تلقاها في العراق.

وكان للبرنامج لقاء مع حفيد الأديب الطائي حول تأثيره في شخوص أحفاده، فقال نصر الطائي: أثرت شخصية جدي فيَّ من الناحية الثقافية حيث أنه كان شاعرا في المقام الأول فأحببت الشعر منذ الصغر. وتناقل أحفاده الاهتمام الشعري والرسائل والصورة الشعرية. وألف جدي ثلاثة كتب تستعرض الصورة الشعرية في الخليج كما كان اهتمامه منصبا على إعداد دراسات في الخليج العربي والظواهر الاجتماعية في المنطقة وله انتاج ثقافي ضخم جدا وفي إطار حرصي على تراث جدي ولتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية قمت باستحداث موقع على الشبكة المعلوماتية للاهتمام بالثراء الثقافي المتنوع بين الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية والشعرية والدواوين وتكوين حلقة وصل للباحثين والأجيال اللاحقة للاستفادة من الكنز الثقافي.

وتناول البرنامج المحطات التي ساعدت الطائي في إكمال مسيرته الأدبية، ووجد الأديب في البحرين أسبابا عدة شجعته على الاستقرار فيها أبرزها البيئة الاجتماعية وما يكنه أهل البحرين من محبة لعمان. وسرعان ما عقد الطائي الصداقة مع النخب الثقافية في تلك البلد. وتعدد نشاطه بين الكتابة في صحافتها وبين الأمسيات الشعرية. وفي عام 1955 كان الطائي في موعد مع الأثير وإتاحة الفرصة له لنشر فكره وثقافته لكل من يستمع لإذاعة البحرين. وأصدرت الإذاعة مجلة "هنا البحرين"، وكان الطائي محررا فيها حتى أصبح رئيس تحريرها، لتكون هذه نهاية مسيرته في مجال التدريس ليكرس نفسه في مهنة الإعلام، وتم تعيينه بعد ذلك سكرتيرا للجنة الثقافية في اتحاد الأندية البحرينية، إضافة إلى نضاله في طليعة الأدباء في مقاومة قوى الاستعمار.

وانتقل الطائي إلى الكويت واستقر فيها، وأسهم في تشكيل رابطة الأدباء الكويتيين، إضافة إلى دوره في إذاعة الكويت. وتحدث عن ذلك خليفة الوقيان -باحث وشاعر كويتي- وسرد الدور السياسي والتربوي والإعلامي وتطويع هذه الأدوار لخدمة قضايا الأمة ومدى اسهامه في خدمة الثقافة والكويتية وتميز رؤيته الثقافية. وتقلد الطائي مناصب متعددة في الإمارات وساهم في تأسيس تلفزيون وإذاعة أبوظبي وجريدة الاتحاد وشرع الإعلامي الإماراتي أحمد المنصوري بالحديث عن اهتمام الطائي بتطوير التعليم والإشراف علية وثقة الشيخ زايد فيه وتعيينه كمستشار للإعلام ورئيسا لمكتب الإعلام في أبوظبي. وعن تطلعه لبناء عمان جديدة وكان يثابر على إيصال الثقافة والمعلومات التي تفيد أهل عمان. وبعد عودة الطائي إلى عمان تولى مناصب سياسية رفيعة حيث أصبح وزيرا للإعلام والشؤون الاجتماعية تقديرا لعلمه ومكانته وخبرته.

واختتم البرنامج الحلقة بذكر مآثر الأديب عبدالله الطائي والتي كان أهمها "صوت النهضة"؛ تعبيرا عمَّا كان يخالجه عندما كان بعيدا عن الوطن وما كان يتمناه، وأصبحت هذه القصيدة أيقونة وطنية. وعاد الطائي إلى الامارات ليكمل ديوان "الفجر الزاحف" ورواية "ملائكة الجبل الأخضر"، ورحل في 18 من يوليو 1973.

تعليق عبر الفيس بوك