مشاهدون: "قصص من عمان" يقدم صورا مضيئة من تاريخ السلطنة بأسلوب مبتكر

ثمَّنوا اهتمام "الهيئة" بتطوير الجوانب التقنية لتحسين الصورة التليفزيونية

الرُّؤية - خالد الخوالدي

قال عددٌ من المشاهدين إنَّ برنامج "قصص من عمان" المذاع عبر شاشة تليفزيون السلطنة يقدم صورة مضيئة للتاريخ العماني بأسلوب جديد يوثق لحقب تاريخية مهمة من خلال قصص ثرية من تاريخ ضارب بجذوره في أعماق الزمن. وقد بدأ عرض البرنامج بدءًا من النصف الثاني من شهر رمضان المبارك ليكون وجبة إفطار قصيرة للمشاهدين يتعرَّفون خلالها على أمجاد عمان في الماضي لتكون لمن يشاهد زادًا في الاعتزاز وتقديم الجديد والمفيد للأجيال القادمة، حتى يقول الأحفاد ما قاله الأبناء "من ليس له ماض ليس له حاضر".

وقال مُحمَّد سلمان الفزاري: إنَّ التاريخ كتاب مفتوح به الكثير من العبر والدروس ونجاحات وإخفاقات، والتاريخ العماني به الكثير من الصفحات المضيئة؛ لذلك حريٌّ بنا أن نحاول أن نلقي بالضوء على واقعنا حتى يفسر للأجيال الحالية الأحداث ويوضح للآخرين أن ما نحن عليه ما هو إلا امتداد لتاريخنا المجيد والسيرة العطرة لأجدادنا. كما أن نواميس وقوانين الكون لن نعرفها وندركها إلا بإطلاعنا على التاريخ الذي سوف يرينا كيف تتطورت الأمم وسمت وكيف انحدرت وهوت. وليس بإنسان ولا عاقل من لا يعي التاريخ في صدره ومن درى أخبار من قبله أضاف أعمارا إلى عمره، لذلك جاء برنامج "قصص من عمان" الذي نحن بحاجة لأمثاله من البرامج، مُستخدما تقنيات حديثه في العرض، وهذا من أكثر الإيجابيات، حيث صار جذابا للمشاهدين بدرجة أكبر. ومن خلال متابعتي، لمست ما بُذل من جهد كبير لإظهار الحلقات بهذه الحلة الجميلة والمعبرة حيث تم الاعتناء بكل التفاصيل.

وأضاف محمد الفزاري: قد نُفسِّر مدة الحلقات القصيرة بغرض الابتعاد عن التفاصيل التي لا طائل من عرضها، لكن توقيت العرض مُتأخر نسبيا، وكنت أتمنى أن يكون في آخر الحلقة نوع من الإسقاط على الحاضر أو التشبيه بين القصة والموقف في الحاضر، أو الإشارة للدرس المستفاد من القصة ولو من خلال جملة تقال أو تكتب. وقد يكون ذلك أفضل من تركها على العموم للجدال والتأويل، وأشكر أصحاب الفكرة ومن قاموا وأبدعوا في تنفيذها.

وقال ناصر بن سليمان العيسائي إنه من الجميل أن نُشاهد التاريخ العماني في سله مُهذبة وجذابة بأسلوب جميل وجذاب فالأجيال الحالية تريد كل شيء على بساط سهل دون تعقيد فهم مشغولون بالأجهزة الإلكترونية الحديثة ولا يوجد لديهم توجهات نحو قراءة الكتب بما تحتويه من علوم ومعارف وثقافات وتاريخ؛ لذا فإن التاريخ العماني وقصصه ستغيب عنهم مع الوقت، وسنجد جيلا سطحيا في معرفته بتاريخه وتاريخ أجداده العملاقة العظام الذين أسَّسوا عمان منذ قديم الزمن؛ لذا كان برنامج "قصص من التاريخ العماني" بوابة حقيقية لترسيخ هذه المعارف ولتوصيل المعلومات بسهولة لجيل الشباب الذين يعيشون خارج الإطار المعرفي للتاريخ.

وأضاف ناصر العيسائي بأنَّ البرنامج يُبحر في القصص التاريخية الفاصلة في تاريخ عمان، وتمَّ اختيار بعض القصص من التاريخ لأنها طويلة وممتدة لآلاف السنين لكن ظهورها الآن يعود بالأذهان إلى حجم ما وصلت إليه الحضارة العمانية في القديم وتوضح وتوثق للدور الكبير للأشخاص المؤثرين في هذه الحضارة التي كان لها تأثير كبير على الحضارات الأخرى لتشهد تلك الحضارات بعظم الإنسان العماني الذي استطاع بأخلاقه أن ينشر الإسلام في مختلف ربوع هذا العالم؛ فالتاريخ العماني يحكي قصصَ أبطالٍ لا تزال سيرتهم على الألسن، رغم أنَّهم ماتوا منذ مئات السنين، فكما قيل العظماء لا يموتون وهي كذلك الحضارات العظيمة كالحضارة العمانية تظل متماسكة وتعود للحياة من جديد بفضل الله وبفضل أبناء الوطن المخلصين الذي يعملون على إعادة رونق حضارتهم، والبرنامج يشحذ الهمم حتى يعيد الإنسان العماني أمجاد أسلافه، والوقت يسمح بذلك لوجود القائد الفذ والحكيم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي استطاع أن يُعيد عُمان إلى الواجهة العالمية من جديد، وإعادة الروح للحضارة العمانية التي يشهد لها القاصي والداني.

تعليق عبر الفيس بوك