كيري يلتقي مسؤولين بـ"الخارجية" لمناقشة مذكرة تنتقد السياسة الأمريكية تجاه دمشق
بيروت - رويترز
قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إنّ الرئيس السوري بشار الأسد كلف وزير الكهرباء عماد خميس أمس بتشكيل حكومة جديدة. ولم تذكر الوكالة على الفور سبباً لتشكيل حكومة جديدة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إنّ 25 مدنيا - بينهم 6 أطفال - قتلوا في غارات جوية شنت على مدينة الرقة "عاصمة" التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية." وقال المرصد المعارض ومقره بريطانيا إنّ الغارات "أسفرت أيضا عن إصابة العشرات بجروح، وإن جروح بعضهم بليغة." وأضاف المرصد أنه لم يتمكن من تحديد الجهة التي نفذت الغارات التي وقعت يوم الثلاثاء.
وتأتي الغارات عقب تقدم أحرزه مسلحو التنظيم المذكور ضد القوات السورية الحكومية، إذ تمكن هؤلاء من إجبار القوات الحكومية على الانسحاب من كامل محافظة الرقة. وقال المرصد إن القوات الحكومية وحلفاءها خسروا أكثر من 40 قتيلا في الهجوم المعاكس الذي شنه مسلحو "تنظيم الدولة" يومي الأحد والإثنين.
وأفاد ناشطون في مجموعة "الرقة تذبح في صمت" بمقتل 18 شخصا بينهم أطفال، في غارات شنتها طائرات روسية، وجرح في الغارات حسب المجموعة 28 شخصا آخرين. وقالت إن غارة واحدة على الأقل استهدفت منطقة معروفة بالمقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية.
ويتعرض التنظيم في الرقة وحلب المجاورة إلى هجمات من جانبين، أحدهما القوات السورية الحكومية بدعم روسي، والثاني هو المقاتلون في التحالف الكردي العربي بدعم أمريكي.
وأفادت تقارير بأن تنظيم الدولة الإسلامية أبعد القوات الحكومية من محيط بلدة الطبقة، غربي الرقة، بعد يومين من المعارك الضارية، التي أسفرت عن 40 قتيلاً في الجانبين. وبثت وكالة الأنباء "أعماق" المرتبطة بالتنظيم صور فيديو تظهر مقاتلي التنظيم وهم يسيطرون على حقل الثورة النفطي، الذي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليه الأحد.
وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية، ذات الأغلبية الكردية" تنظيم الدولة الإسلامية في منبج، شمال غربي البلاد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواقع قوات سوريا الديمقراطية، خارج منبج، تعرضت لثلاث هجمات انتحارية على الأقل. وتواصل القتال الثلاثاء بين القوات الحكومية والمعارضة في مدينة حلب المنقسمة.
وفي سياق آخر، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع عشرة من 51 مسؤولاً بوزارة الخارجية أرسلوا الأسبوع الماضي مذكرة عبروا فيها عن عدم موافقتهم على السياسة الأمريكية تجاه سوريا وحثوا على "دور عسكري أمريكي أكثر حزما".
وقال عدة مسؤولين أمريكيين إنّهم لا يتوقعون أن تؤدي المذكرة -التي تمّ نقلها عبر قناة داخل وزارة الخارجية مخصصة للتعبير عن الآراء المعارضة- إلى تغيير سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وفي المذكرة دعا الدبلوماسيون إلى ضربات عسكرية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد لوقف انتهاكاتها المستمرة لاتفاق هدنة في الحرب الأهلية في سوريا.
وترتكز سياسة أوباما تجاه سوريا -حيث تدور حرب أهلية منذ أكثر من خمسة أعوام- على هدف تفادي تورط عسكري أكثر عمقا في الشرق الأوسط وتتعرض لانتقادات واسعة تصفها بأنها مترددة وتتفادى المخاطرة. وتركز تدخل أوباما المحدود على قتال تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي سيطر على مناطق في سوريا والعراق. وطالبت المذكرة التي كتبها مسؤولو وزارة الخارجية بموقف أكثر قوة.
وفي حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي إن كيري اجتمع مع حوالي عشرة من المسؤولين لنحو ساعة يوم الثلاثاء إلا أنّه امتنع عن تقديم تفاصيل عما دار في نقاشهم بشأن المذكرة التي لم تنشرها الوزارة. وقالت مسودة من المذكرة بثتها صحيفة نيويورك تايمز في موقعها الإلكتروني "نحن نعتقد أن تحقيق أهدافنا سيستمر يراوغنا إذا لم ندرج استخدام القوة العسكرية كخيار لفرض اتفاق وقف الأعمال القتالية وإجبار النظام السوري على التقيد بشروطه وأيضاً التفاوض بحسن نية على حل سياسي.