انتقادات لغياب إنتاج درامي عماني خلال رمضان

مسلسلات خليجية وعربية تتربع على عرش القناة المحلية في الدورة البرامجية الرمضانية

الرؤية - عزة الحسينية

يستضيف التليفزيون العماني عددًا من المسلسلات الخليجية والعربية خلال دورته البرامجية الرمضانية، من بينها مسلسل "ساق البامبو" و"ليالي الحلمية "بجزئه السادس ومسلسل" رأس الغول "و"خاتون" في ظل غياب للمسلسلات العمانية عن الموسم الرمضاني هذا العام، مما أدى إلى تفاوت في مستوى رضا المشاهد العماني عن المسلسلات المعروضة على القناة المحلية. وأظهر استطلاع أجرته الرؤية على المشاهد العماني رغبة ملحة في وجود إنتاج لدراما عمانية تناقش القضايا المتعلقة بالبلد وتقويم المسلسلات العربية المعروضة بما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع.

وأشاد يحيى المُحاربي بالمسلسلات العربية المعروضة على الشاشة المحلية لكونها تشهد تطورًا ملحوظًا في الأداء وقوة العمل وقيمته الدرامية حيث إنها أصبحت تقدم على الساحة باحترافية متكاملة. وأضاف أنّ الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون أحسنت اختيار الدراما التي ترضي أذواق المشاهدين.

وفضّل قيس الحراصي مشاهدة مسلسله المُفضل "ساق البامبو" على الشاشة العمانية وذلك لاعتبارات التوقيت المناسب للبث وقلة الفواصل الإعلانية. وأشار إلى ضعف أفكار بعض المسلسلات المعروضة والتي لا تمت للواقع المحلي بصلة وبالتالي تصبح تأثيراتها محدودة على الوعي المجتمعي.

وترى عائشة القرطوبية أن المسلسلات المعروضة على القناة المحلية لا تهدف إلا لاستقطاب عدد أكبر من المُشاهدين وما تتضمنه هذه المسلسلات في مشاهدها وما يرتدي الممثلون ما هي إلا قيم مستوردة غريبة على مجتمعنا، ولا تعكس اهتمامات الشباب الحالية ورغبتهم في الحصول على المعارف وحقهم في إيجاد حلول فاعلة لمشاكلهم الحياتية كما يجب أن يكون الإنتاج الدرامي حلقة وصل بين الشباب العماني ومؤسسات الدولة عبر طرح الأفكار المتعلقة بالجانبين في إطار درامي شائق.

ويوافقها الرأي فيصل البلوشي الذي يرى أن معظم المسلسلات المعروضة تكرار للأفكار التي استهلكت في أعمال سابقة، فالمفترض أن تكون ذات رسالة مفهومة للمجتمع المستهدف، وهذه الرسالة تختلف باختلاف المسلسل، كالتركيز على ظاهرة، وعرضها وفق ما تقتضيه أمانة العمل الإعلامي، ومحاولة إيجاد الحلول لها، وهذه المنظومة غائبة تمامًا في الدراما العربية والخليجية.

وأضاف أحمد العبري أنّ بعض المسلسلات المعروضة خلال هذه الفترة لاقت إعجابًا من المتابعين ويصب هذا الأمر في مصلحة المشاهد والتليفزيون العماني، في حين أن بعضها الآخر لم يكن له مستوى الحضور المؤثر الذي يثبت وجودها في المجتمع المحلي وذلك لنمطها السائد في الفكرة والإخراج التقليدي الذي يحول دون وصول العمل لشاشة المتابع، فالمشاهد اليوم لديه خيارات عديدة وتتنافس القنوات من أجل جذب المشاهدين إليها.

وأكد سلطان البوسعيدي على أنّ غياب الإنتاج الدرامي العُماني عن الدورة البرامجية الرمضانية خطأ كبير ويجب أن يطرح على طاولة النقاش، وعلل ذلك بأن المسلسلات العمانية يجب أن تعكس الواقع المعايش والقضايا المثارة وتستثمر هويتنا في صورة درامية جيدة، وغيابها عن الساحة يعني غياباً لصوت الشعب من منطلق أن الفن رسالة، رسالة بصوت الشعب وهناك رغبة في تحول هذا الفن من صيغته المحلية إلى إطار عربي أوسع لينافس الأعمال الفنية الأخرى، فيجب على القائمين بمجال الدراما العمانية استثمار الطاقات الشبابية الكبيرة في هذا المجال.

ويشعر ربيع السعدي بالأسف لغياب الدراما العمانية عن الساحة العمانية ولجوء الفنانين العمانيين للمشاركة في أعمال خارج السلطنة، رغم ضعف الإنتاج الدرامي ومسلسل يتيم كان يمكن أن ينقذ الموقف الدرامي العماني إلا أنّها قد تكون استراحة جيدة لإفراز عمل فني يمتاز بالحبكة والإخراج والإنتاج الجيد ليلقى القبول على المستوى الخليجي والمحلي خاصة. كما شدد على أهمية وجود الإنتاج العماني الدرامي في كل الدورات البرامجية للتلفزيون العماني وألا يكون مقتصرا على الموسم الرمضاني فقط.

 

تعليق عبر الفيس بوك