المرجبي يستعرض في "خط" رسائل ملهمة من التاريخ العماني العريق

مسقط - الرؤية

يُعرض برنامج خط يوميًا على القناة العامة لتلفزيون سلطنة عمان بعد أذان المغرب ويستعرض البرنامج رسائل تاريخية من التراث العماني، تم تبادلها بين شخصيات من مختلف الفئات العامة والخاصة، ليقدم قراءة مبسطة ومحببة للمشاهد، عن الحقبة والظروف التي كتبت فيها، وبعض التفاصيل الحياتية، مما كان يستخدم أو يتم التعامل به بين عامة الناس أو النخب الاجتماعية، وأسلوب التخاطب وبعض المسميات المهجورة أو التي ما زالت تستخدم، وغيرها من التفاصيل أو المفاجآت التي تحملها تلك الرسائل، وبذلك يوثق البرنامج بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لكثير من الأحداث والمعلومات.

ومن خلال متابعة حلقات البرنامج نجد أن البرنامج يسلط الضوء على الكثير من المفردات العمانية المختلفة، وكأنّه يحكي القصة بأزمنتها وأماكنها وشخوصها وحبكتها، فالإعلامي محمد المرجبي لم يكتف بعرض الرسائل للمشاهد وإنما بالتعريف بالشخصية بكل جوانبها الحياتية واهتماماتها المختلفة، إلى جانب اهتمامه بالأماكن الجميلة والترويج لها سياحياً دون شعور المشاهد بذلك بشكل مُباشر. وقد زارت كاميرا المرجبي العديد من المواقع الجميلة في السلطنة، وعلى سبيل المثال انتقلت بين الشرقية والباطنة والداخلية، وأظهر المرجبي خلالها العديد من المواقع والقرى القديمة والمنازل ذات البنيان الجميل، وركزت الكاميرا على النوافذ والأبواب موضحة طبيعة المنازل والقرى التي هجرها أصحابها للعمارة الجديدة والتي تخبرنا أن الإبداع في البناء لدى أجدادنا كان واضحاً خاصة وهو ما تؤكده حلقة عائشة بنت راشد الريامية من بهلا.

ويسلط البرنامج الضوء على المراسلات المختلفة التي نتبين خلالها الفرق بين الرسائل القديمة ما قبل النهضة المباركة التي تعتمد على أوراق بنوعية معينة وحبر بصفاته المختلفة، والصعوبات التي يواجهها حامل الرسالة، والتي يجهلها البعض، خاصة وأننا نعيش في ظل الانفجار المعرفي ونمتلك أفضل الأجهزة الإلكترونية وأصبحت الرسالة بالنسبة لنا ليست فقط ورقة وقلماً، وإنما هي كلمات في لحظة واحدة تخرج من جهاز أحدنا إلى الآخر وتصل في لحظة، فالبرنامج بمثابة رسائل من الماضي تكشف لنا كم نحن محظوظون بهذا الإرث الحضاري وكم نحن سعداء بكل ما بحوزتنا من مفردات تحاكي تاريخنا القديم.

والعمل لم يقتصر على الرسائل فقط وإنما عرض أماكن جديدة، ومواقع قد لا يعرفها البعض، حتى لا يظهر العمل جامداً، فالمرجبي قام بالتصوير في مواقع مختلفة، أظهرت الجانب المعماري لبعض المباني القديمة والقلاع والحصون والبيوت القديمة، وبين المزارع، كان اختيار المواقع من أهم ما ميز البرنامج وعرضه وطريقة إيصال المعلومة، والمرجبي كعادته يتميز في التقديم والأداء وإيصال المعلومة بطريقة شيقة.

وفيما يتعلَّق باسم البرنامج "خط" فهو من أسماء المراسلات القديمة التي تحمل أسماء مختلفة أمثال (رسالة، خط، سيم، بروة، مكتوب) وهي أسماء الرسائل عند العمانيين قديمًا، ولعل البرنامج في مجمله من البرامج التي تدعو المشاهد للاهتمام به كونه إرثا حضاريا ويقدم لنا شخصيات عُمانية كان لها إسهاماتها المختلفة قديماً، ويسلط الضوء على المراسلات المختلفة، والعلاقات القوية سابقاً.

تعليق عبر الفيس بوك