الجيش العراقي يتقدم باتجاه مركز الفلوجة.. و"داعش" يضيق المنافذ على المدنيين

الفلوجة - الوكالات

يتقدَّم الجيشُ العراقي باتجاه مركز الفلوجة من عدة محاور، كما يشن معارك عدة واسعة النطاق في الجنوب، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام عراقية. وتسعى القوات العراقية -بحسب بيان نقلته وسائل الإعلام عن قيادة العمليات المشتركة، أمس- إلى استعادة السيطرة على منطقة جبيل، بعد استعادتها لحي الشهداء الأول، وحي الشهداء الثاني.

وقال البيان إنَّ الجيش يسيطر الآن تماما على مناطق الشقق السكنية، وسد الفلوجة. وجاء في البيان أن القوات العراقية نزعت ألغاما من مناطق أخرى، مثل الصبيحات، والفرات، والأزركية، والبوريشة، وقبضت على عشرات من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية". وذكرت وسائل الإعلام أن الجيش استعاد مناطق الزعانثة، والذيبان، والعطر، وجسر عباس جميل في جنوب الفلوجة. وكانت القوات العراقية قد شنت هجوما لاستعادة السيطرة على الفلوجة -وهي أحد معقلي التنظيم اللذين لا يزالان تحت سيطرة مسلحيه- في أوائل يونيو.

وقال مسؤولون أول أمس إن نحو 40 ألفا من سكان الفلوجة معقل تنظيم الدولة الإسلامية المحاصر قرب بغداد فروا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لكن عددا مماثلا منهم لا يزال محاصرا على الرغم من محاولات الجيش العراقي تأمين طرق الهروب لهم. وذكر مسؤولون بمحافظة الأنبار التي تقع بها الفلوجة أن الدولة الإسلامية تحكم سيطرتها على تحركات المدنيين في الوسط حيث تقدر الأمم المتحدة ومسؤول محلي أن هناك 40 ألف مدني عالقين دون ما يكفي من الغذاء أو الماء. واستخدم التنظيم المتشدد السكان كدروع بشرية لإبطاء تقدم القوات وإحباط حملة القصف الجوي التي تساندها. وقالت جماعة إغاثة نرويجية إن بحلول ظهر يوم الثلاثاء كان أقل من ألف شخص فروا من الفلوجة عبر طريق في الجنوب الغربي أمنه الجيش يوم الأحد عند تقاطع السلام في انخفاض عن أربعة آلاف و3300 في كل من اليومين السابقين.

وفي الآونة الأخيرة، قدَّرت الأمم المتحدة إجمالي عدد السكان بأنه 90 ألف نسمة وهو جزء بسيط من حجمهم قبل سيطرة الدولة الإسلامية على المدينة. وفي الشهر الماضي بدأ الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وفصائل شيعية مسلحة بدعم من ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملة لاستعادة المدينة ذات الأغلبية السنية التي تقع على مبعدة ساعة بالسيارة من بغداد. لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي أبطأ التقدم لحماية المدنيين وسط مخاوف من تفجر عنف طائفي وحققت القوات العراقية مكاسب تدريجية في الأيام القليلة الماضية بينما تحاول الوصول إلى وسط المدينة.

وقال المجلس النرويجي للاجئين الذي يقدم مساعدات للفارين في مخيمات قريبة ينضمون فيها إلى نحو أربعة ملايين من النازحين من مختلف أنحاء البلاد إن معظم من نزحوا يوم الثلاثاء جاءوا من على مشارف المدينة. وقال كارل شيمبري المتحدث باسم المجلس النرويجي إن تنظيم الدولة الإسلامية يهاجم المدنيين الذين يحاولون المغادرة ويجبرهم على دفع ضريبة للخروج تتجاوز 100 دولار أمريكي للشخص الواحد. وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني "الرحلة لا تزال محفوفة بالمخاطر وغير آمنة للغاية."

وقال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار: إن المتشددين هدَّدوا بقتل الأسر الفارة بالرصاص. ولا تستطيع جماعات الإغاثة التي تقدم الطعام والماء وغيرهما من إمدادات للهاربين دخول المدينة نفسها والتي حاصرتها القوات الحكومية لنحو ستة أشهر قبل بدء الحملة الحالية، مما دفع الأمم المتحدة وجماعات حقوقية للتحذير من أزمة إنسانية وشيكة.

وقالتْ ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالعراق في مقابلة عبر الهاتف: "القتال الآن مستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع. هؤلاء الناس يواجهون مشاكل من قبل بدء العملية وعلينا أن نعتقد الآن أنهم يواجهون مشكلات كبيرة".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة