الصين تحتج على اجتماع الدالاي لاما مع أوباما.. والأسطول الثالث الأمريكي يعزز دوره في شرق آسيا

بكين - رويترز

قالت وزارة الخارجية إنّ الصين أثارت عبر القنوات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة مسألة اجتماع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعيم الروحي للبوذية في التبت الدالاي لاما في البيت الأبيض أمس مؤكدة أن الاجتماع يضر بالعلاقات بين البلدين.

وتعتبر الصين الدالاي لاما انفصاليا خطيرا. وقال المتحدث باسم الوزارة لو كانج خلال إيجاز صحفي روتيني إن الاجتماع سيشجع "القوات الانفصالية." وأضاف المتحدث أنّه "لو كانت الولايات المتحدة تخطط لعقد الاجتماع فإنها سترسل إشارة خاطئة إلى قوات الاستقلال والقوات الانفصالية في التبت وتضر بالثقة المتبادلة والتعاون الصيني الأمريكي." وتابع أن أي محاولة لاستغلال مسألة التبت أو لتقويض الاستقرار ستبوء بالفشل مؤكداً أن الصين "تعترض بحزم" على هذه الخطة.

وقال إنّ الصين حثت الولايات المتحدة على الالتزام بتعهداتها بأن التبت جزء من الصين والتوقف عن أي دعم لاستقلال التبت. والتقى أوباما مع الدالاي لاما أثناء زيارة الأخير إلى واشنطن في عام 2014 حينما أغضب الصين بتعهده "بدعم قوي" لحقوق الإنسان في التبت.

وأبلغ الدالاي لاما رويترز يوم الإثنين بأن أوباما "صديق قديم" مبدياً إعجابه بجهوده لتطبيع العلاقات مع كوبا وكذلك بأدائه فيما يتعلق بملف إيران وزياراته الأخيرة لفيتنام وموقع قنبلة هيروشيما النووية في اليابان.

وفي سياق آخر، سحبت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بيانا أعربت فيه عن قلق المنطقة البالغ إزاء التوترات في بحر الصين الجنوبي حيث تخوض الصين نزاعات إقليمية طويلة الأمد مع بعض جيرانها. ولم يتضمن البيان شديد اللهجة الذي أصدرته وزارة الخارجية الماليزية نيابة عن رابطة آسيان أي ذكر مباشر للصين لكنه حذر من تزايد التوترات في المياه حيث تبني الصين جزرا صناعية وتزيد من وجودها العسكري.

وجاء في البيان الذي صدر عقب اجتماع عقد في مدينة كونمينغ الصينية بين وزراء خارجية من دول آسيان ونظيرهم الصيني "أعربنا عن قلقنا البالغ بشأن التطورات الأخيرة والجارية والتي قلصت الثقة وزادت من التوترات والتي ربما تؤدي إلى تقويض السلام والأمن والاستقرار في بحر الصين الجنوبي." لكن بعد ساعات قليلة من صدوره سحبت متحدثة باسم وزارة الخارجية الماليزية البيان وقالت إن هناك حاجة لإدخال "تعديلات ضرورية" عليه وسيصدر بيان محدث في وقت لاحق. ولم يصدر البيان المحدث وقالت المتحدثة إن الدول ستصدر بيانات فردية.

وتطالب الصين تاريخيا بالسيادة على معظم مساحة بحر الصين الجنوبي ويمتد الخط الفاصل الذي وضعته عميقا في القلب البحري لجنوب شرق آسيا ويشمل مئات الجزر المتنازع عليها والشعاب المرجانية ومناطق غنية بالصيد واكتشافات نفط وغاز. وفي المقابل تطالب الفلبين وفيتنام وماليزيا وتايوان وبروناي بالسيادة على أجزاء من المنطقة التي تمر من خلالها سفن تحمل تجارة قيمتها تريليونات الدولارات كل عام. وقالت الصين إن وسائل الإعلام تضخم من المسألة وأن البيان الأصلي لم يكن وثيقة رسمية صادرة عن رابطة آسيان. وقال لو كانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دوري "هذا الاجتماع كان مغلقا ومنذ البداية لم تجر استعدادات لإصدار بيان مشترك."

وعلى جانب آخر، قال مسؤول أمريكي إن الأسطول الثالث التابع للبحرية الأمريكية سيرسل المزيد من السفن إلى شرق آسيا للعمل خارج نطاق عمله الطبيعي إلى جانب الأسطول السابع الذي يتخذ من اليابان مقرا له بينما تتنامى التوترات مع الصين. وأرسلت مجموعة عمل تابعة للأسطول الثالث وتشمل مدمرتين تحملان صواريخ موجهة إلى شرق آسيا في أبريل.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن المزيد من سفن الأسطول الثالث سترسل إلى المنطقة في المستقبل. وأضاف هو ومسؤول ثان دون أن يقدما تفاصيل أن السفن ستجري عددا من العمليات. لكنه لم يعط تفاصيل.

وتقول الصين إنها تملك السيادة على معظم أجزاء بحر الصين الجنوبي الذي تمر منه تجارة سنوية تقدر بنحو خمسة تريليون دولار. وتطالب الفلبين وفيتنام وماليزيا وتايوان وبروناي بالسيادة أيضا على مناطق في البحر وتربطها علاقات عسكرية وطيدة بالولايات المتحدة.

وغضبت الصين لما تعتبرها دوريات عسكرية أمريكية استفزازية قرب جزر تسيطر عليها الصين في بحر الصين الجنوبي. وتقول الولايات المتحدة إن الهدف من الدوريات هو حماية حرية الملاحة. ونقلت دورية (نيكي اسيان ريفيو) اليابانية عن قائد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي الأميرال سكوت سويفت قوله يوم الثلاثاء إن الخطوة تأتي "في سياق الشك والقلق بالمنطقة" في إشارة واضحة لسلوك الصين. وأضاف أن البحرية الأمريكية يجب أن تستخدم "القوة الكاملة" لأسطول المحيط الهادي الذي يضم 140 ألف بحار وأكثر من 200 سفينة و1200 طائرة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة