الهطالي: شهر الصيام مدرسة تدرب المسلم على الصبر والتواضع

العوابي - خاص

قال صالح بن علي الهطالي إنّ شهر الصيام مناسبة عظيمة للإكثار من الخير ومحطة يراجع فيها المسلم أخلاقه، فيضيف صلاحا لصلاحه ويقوّم ما عوج من أخلاقه، لأنّ هذا الشهر الكريم فرصة مواتية لمراجعة ذلك، وذلك لأنّ نفس الإنسان مهيأة لحدوث التغيّرات المطلوبة فهو من جانب استطاع أن يكبح جماح شهواته وملذّاته طيلة أيام الصيام ومن جانب آخر فإقبال المسلم على العبادات من صلوات وقراءة للقرآن والتصدّق في وجوه الخير أشياء معينة على استقامة أخلاقه، وكذلك أنّ الله سبحانه وتعالى حد من قدرة شياطين الجن على التأثير على هذا المسلم الصائم حيث إنّ الشياطين تصفد في هذا الشهر الكريم. ولذلك حري بالمسلم الصائم أن يرفع من مستوى أخلاقه، وأن يعلم أنّ الصيام ليس فقط الامتناع عن الطعام والشراب وإنّها لا بد من الالتزام ببعض الأخلاق الفاضلة والامتناع عن السيء منها.

وضرب الهطالي مثلا بقوله إنّ على الصائم أن يتحلّى بالصبر وكظم الغيظ عند تعامله مع بني جلدته. فالرسول الكريم يوجهنا أن نكتفي بقول "إنّي صائم، إنّي صائم "إذا تعرض للسب أو حتى الاعتداء باليد وغير ذلك. والصوم كذلك فرصة ثمينة لتوجيه الكلام الصادر عن الإنسان الوجهة التي ترضي الله سبحانه وتعالى، فتعويد اللسان على ذكر الله سبحانه وتعالى والكف عن الغيبة والنميمة تؤدي بالمسلم إلى الرقي في الألفاظ وانتقاء الكلام الحسن الجيّد. يقول صلى الله عليه وسلم "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فالصيام فرصة للتخلص من هذه الآفات المدمرة للمجتمع ألا وهي الغيبة والنميمة. وأيضا لا بد للصائم أن تكون عنده بسطة في اليد والإنفاق بسخاء من غير تكلف أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان فالمسلم عليه أن يوسع من إنفاقه في وجوه الخير والبر ونصرة المحتاجين وإفطار الصائمين.

ووصف الهطالي الصوم بأنّه مدرسة للتواضع لما فيه من مساواة بين أفراد المجتمع المسلم، حيث إن الناس جميعهم يمتنعون عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. والصيام يشعر الأغنياء من الأمّة بالجياع منها الذين لا يجدون ما يسد رمقهم طوال العام.

تعليق عبر الفيس بوك