أفكار شادية الإسماعيلية تتحول إلى متجر لتصميم وبيع المجوهرات.. و"الرفد" داعم رئيسي

روادنا - راشد البلوشي

تمتلك شادية الإسماعيلية منذ نعومة أظفارها هواية التصميم والرسم، لكنّها لم تدرك يوما أنّ هذه الهواية ستدفع بها إلى امتلاك محل متخصص في عالم المجوهرات، انطلاقا من بنات أفكارها، ليمكنها من أن تعيد للمجوهرات التراثية أمجادها من خلال إبداعاتها الفنية وتصاميمها المتميزة.

ورسمت شادية الإسماعيلية خارطة طريق حياتها بنفسها، فكان النجاح سبيلها وفكرة ابنتها الصغيرة ذات يوم باتت هي سر نجاحها ونقطة انطلاقها إلى عالم المجوهرات. ففي أحد الأيام وأثناء تجوالها مع والدتها في السوق رأت إحدى نساء مدينتها وفي يدها قلادة ذهبية تقوم بتصنيعها، وقالت لأمها حينها "أمي أنت صاحبة تصاميم مميزة فلما لا تبدأين في تصميم مجوهرات تعيد للذهب رونقه الخاص؟"، وكانت هذه الكلمات بمثابة البريق الذي أضاء بداخلها نور الهمة والعزيمة والإرادة، فعملت على تحقيق ذلك وتحويل حلمها إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، لاسيما وأنّها تمارس منذ الصغر هواية التصميم والرسم.

وما ساعد الإسماعيلية على تحقيق حلمها التحاقها بعد المرحلة الثانوية، وسعت إلى الالتحاق بكليّة الفنون الجميلة التي تعنى بالرسم والتصميم، إلا أنّ رغبة الأهل لم تنسجم مع توجهاتها ورغباتها، وانتهى الحال بالتحاقها بتخصص مختلف؛ حيث دخلت مجال التجارة وتحديدًا قسم المحاسبة، ثم عرجت إلى الماجستير في علوم المحاسبة.

بعدها، دخلت عالم الحياة العملية وحصلت على وظيفة في القطاع الحكومي، وقضت في العمل الحكومي قرابة 11 عاما غاب عن ناظرها خلالها ذلك الحلم، فتحول اهتمامها صوب العمل المحاسبي، وبعد فترة من الوقت غيرت مسارها إلى القطاع الخاص، فشغلت عدة مناصب إلى أن انتهى بها المطاف كمديرة الموارد البشرية في إحدى المؤسسات.

وتقول الإسماعيلية: "في هذا العالم المتغير، ظهر جليا أمامي ذلك الحلم الصغير، فلم تغادرني هواية الرسم والتصاميم، بالرغم من الحياة التي عشتها بين أروقة القطاع الحكومي والخاص، وظل بداخلي كطفل لم يحن موعد ولادته.. حينها تذكرة مقولة ابنتي (أنت أفضل منها)".

وتروي شادية قصة نجاحها قائلة: "حانت ساعة الإنطلاقة الى عالم التصاميم، فذات يوم ذهبتُ إلى سوق مطرح لأبحث عن لوحة فضية مكتوب عليها (آية الكرسي)، وحاولت البحث، حتى كدت أفقد الأمل، وفي آخر لحظة وجدت صاحب فضيّات على وشك أن يغلق محله، فسألته عن حاجتي، فقال لدي قرابة 20 لوحة، وسألني كم أريد، فقلت لوحتين، فقلت وماذا أنت فاعل بالبقية، فتبسم وقال اصهرها، لأعيد تشكيلها قطع صغيرة، فقلت له هل تعلم أنك تقضي على تراث قديم بتصاميم قديمة بصهرك لهذه اللوحات؟ فقال أنا يهمني المبلغ ولا تهمني التصاميم، بعدها قررت أن أعيد للتراث رونقه وحكايته".

وقررت الإسماعيلية منذ ذلك الحين العمل على موهبتها وشغفها الأساسي، واتخذت القرار ببدء العمل لكن بطريقة حديثة، تمزج فيها الماضي بالحاضر، ليتناسب مع أذواق الجميع ويلقى القبول في السوق المحلي. وكانت الانطلاقة من البيت، حيث حولته الاسماعيلية إلى مقر مؤقت لتصاميمها وإبداعاتها، وقامت بتصميم مجموعة بسيطة من المجوهرات وكشفت عنها بين الأهل والأصدقاء وأصحاب الأذواق بالمجوهرات، وفي غضون ساعة تم بيع 165 قطعة من الفضيات.

ومع اتساع النشاط لم يعد البيت المكان المناسب لعملية الترويج وبيع المنتجات، وحاولت عرض المنتجات في واحة المعرفة، ولكن بعد العرض تطلب الأمر نقلها الى المنزل لتبدأ عملية البيع عبر بوابة منزلها.

وتقول الإسماعيلية: "لم أجد في هذه الأثناء من يقوم بتصنيع التصاميم، بسبب رفض المصانع صناعة كمية قليلة، وغياب السيولة المالية، وصعوبة مقابلة العملاء، ونقل منتجاتنا من مكان لآخر لعرضها، علاوة على عدم وجود محل ثابت لفتح آفاق أوسع". وتضيف: "كان لصندوق الرفد الدور الكبير في تحقيق حلمي، حيث يحرص الصندوق على دعم وتمويل أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فما كان من القائمين على الصندوق إلا الترحيب بالفكرة، وتم تمويلي بالمبلغ الذي أعاد إلى المشروع الأمل في غد أفضل، وبدأنا في إيجاد محل في موقع مميز لافتتاح مجوهرات (ديمة عمان)".

وتوضح شادية الإسماعلية أنّ محل ديمة للمجوهرات يحتوي على تصاميم من الطبيعة العمانية، حاولت أن تجسد في التصاميم أشكال من الأشجار والطيور المتنوعة التي تتميز بها السلطنة، ومن التصاميم القديمة العمانية، فكانت محل تقدير وإشادة من العملاء، ومنتجاتنا محدودة نظرًا لجودتها وخصوصيتها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة