السيابي مؤسس "القرية الهندسية": العزيمة من المقومات الأساسية لنجاح أي مشروع

 

حينما

يتغلب الشغف على التخصصفي توجيه خطى النجاح

مسقط -الرؤية

في عالم اليوم أصبح الطموح والشغف المحرك الأساسي لنمو وتطور المؤسسات والمشاريع من حولنا. فوجود الرغبة الصادقة في تحقيق فكرة ما،أكثر أهمية من وجود الخلفية أو التخصص العلمي، حيث إن الأخيرة يمكن تحصيلها كنتيجة لوجود الأولى.

ويعد رائد الأعمالفهد السيابيالمؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة القرية الهندسية، نموذجاً حيّا لهذه القاعدةحيث تغلب شغفه على مؤهله الجامعي فأبدعفي غير مجال تخصصه حتى أصبح رائداً في ذلك المجال.

فالسيابي خريج جامعة السلطان قابوس، حاصل على شهادة بكالوريس في التربية تخصص تربية فنية،إلا أن رغبته الحقيقيةكانت ريادة الأعمال في المجالات الهندسية، وحول هذا يقول السيابي: يتفاجأ العديدونعندما أخبرهم بأن تخصصي تربية فنية وليس في مجالالهندسة أو الفيزياءالذي هو أقرب إلى مجال عملي. حيث بدأت مشواري كرائد أعمال وصاحب مؤسسة متخصصة في الإلكترونيات والبرمجة منذ كنت طالبا في الجامعة وبالتحديد عندما كنت في السنة الثالثة.وأشرفت على مجموعة كبيرة من مشاريع التخرج الجامعية منذ تأسيس القرية في مجالات هندسة الإلكترونيات والاتصالات وهندسة الميكاترونيكس..

ويوضحالسيابي في الحوار التاليفلسفته في كيفية تحقيق الأحلاموالسعي نحو القمة من خلال التركيز على العمل والإنجاز.

*ما الدوافعالتي حدت بك لإنشاء مؤسسة القرية الهندسية؟

أنا مولع بالإلكترونيات واستمتع بقضاء ساعات طويلة في برمجة المشاريع الإلكترونية وتطبيقاتها المختلفة. وقد ولدتالفكرة وتبلورت بيني واثنين من الزملاء لإنشاء مؤسسة متخصصة في تقديم خدمات الدعم الفني وتوفير الأدوات التي يحتاجها الطلبة بشكل عام،على أن تكون مؤسسة من الشباب وإلى الشباب، فكوننا طلبة جعلنا أكثر إدراكاً لما يحتاجه الطالب. وهكذا بدأت المؤسسة بخطوات صغيرة من خلال تقديم الاستشارات والدعم لبعض الطلبة ممن تحتوي مشاريعهمعلى جانب إلكتروني،وتطورت الفكرة لتصبح القرية الهندسية اليوم مؤسسة رائدة في مجال الإلكترونيات والبرمجة على مستوى السلطنة وبدأنا الانتشار في الوطن العربي من خلال مؤلفاتنا التي تهدف لإثراء المحتوى العربي في هذه المجالات الفنية والتقنية.

*ماهي التحديات التي واجهتموهافي بداية مشوار تأسيس الشركة، والصعوبات الحالية؟

طريق ريادة الأعمالشاق وبه الكثير من التحديات والعقبات، منها الصعوبة والروتين في بعض المعاملات الحكومية وهو أمر يواجه معظم رواد الأعمال الذين يقتحمون أسواقا جديدة،إضافة إلى تحديات أخرى مالية وإدارية ولكنتمكنا من اجتيازها -ولله الحمد- بالعزيمة والإصراروالتي تعد من المقومات الأساسية لتحقيقالنجاح لأيّ مشروع.. وأرى أنالتحديات عبارة عن دروس نتعلم منها كيف نصبح أقوى.ومنالمهم بمكانألا ندع هذه التحديات تقف حجر عثرةفي طريقنا أو نتخذهاكعذرأو مبرر لعدم تنفيذ المشروع.

*ماالخدماتالتيتقدمها القرية الهندسية؟

القرية الهندسية مؤسسة متخصصة في تقديم التدريب والأدوات والخبرة وتهيئة البيئة المناسبة لصقل وتنمية المهارات في المجالات الهندسية والتقنية. وتستهدف القرية طلبة المدارس وطلبة الجامعات والهواة والمبتكرين والمخترعين وكل من له رغبة أو ميول لدخول عالم الإلكترونيات والبرمجة من خلال تقديم الدورات المناسبة لهم وتوفير القطع والأدوات التي يحتاجونها لتنفيذ أفكارهم وابتكاراتهم. كما تعمل القرية على إعداد مجموعة من المؤلفات التطبيقية بحيثتركز هذه المؤلفات على تبسيط المفاهيم الهندسية بحيث يمكن لجميع فئات المجتمع الاستفادة منها.

*فريق العمل في القرية الهندسية، ممن يتألف وما مهامه؟

يتكون فريقالعمل بالقرية من مجموعة من التربويين والمهندسين المتخصصين في مجالات هندسة الإلكترونيات والاتصالات وهندسة الميكاترونيكس وهندسة الحاسب الآلي والشبكات ومجموعة من خبراء التصميم والبرمجة. بالإضافة إلى الإداريين من خلف الكواليس. هذا التنوع المهاري ساهم بشكل كبير في توسع الفئة المستفيدة من خدمات القرية وتوفر الدعم لمختلف التخصصات. واستغل الفرصة لأتوجه بالشكر إلى طاقم وفريق عمل القرية الهندسية الرائع، فبجهودهم وصلنا لما نحن عليهاليوم ومازال الطريق طويلاً أمامنا للمزيد من الإنجازات والتطلعات.

*ما هي المشاريع التي ينجزها الزوار الذين يقصدون القرية الهندسية؟

مختلف المشاريع، من المشاريع المدرسية البسيطة إلى المشاريع الجامعية. بالإضافة إلى المشاريع الخاصة بالمسابقات العلمية والهندسية. وبعض المشاريع الصناعية المتقدمة. فنحن كمؤسسة لا نقوم بتنفيذ هذه المشاريع، وإنما فقد نقدم الاستشارة والرأي من قبل الخبراء وأيضاً نوفر القطع والأدوات المطلوبة لتنفيذ المشروع. أما تشغيل المشروع فهي مسؤولية الطالب نفسه وهذه ضمن رسالتنا التعليمية فلو تمّ تنفيذ المشروع بالنيابة عن الطالب، لن تكون هناك أي مهارات مكتسبة أو أي قيمة تعليمية مضافة.

*ما هيأبرزإنجازاتك مع القرية الهندسية منذ تأسيسها؟

حققت القرية الهندسية الكثير من الإنجازات خلال السنوات القليلة الماضية بحمد الله،. ومن ضمن الإنجازات التي نفخر بها مجموعة مؤلفات القرية التي تندرج تحت سلسلة "احترف" والتي اشتهر منها كتاب "احترف سكراتش" وكتاب "احترف الأردوينو" والتي أصبحت مرجعاً للطلبة في هذا المجال. وقد قمنا بنشر النسخة الإلكترونية من هذه الكتب تحت ترخيص المشعاع الإبداعي بحيث تكون من الكتب الحرة والمفتوحة المصدر التي يمكن للجميع الحصول عليها بشكل مجاني على شبكة الإنترنت. ويكفينا فخرًا أن بعض المؤسسات التعليمية في دول الخليج وبعض دول الشام تواصلت معنا لتشكرنا وتبلغنا بأنهم يستخدمون كتبنا لتدريس طلابهم. ومن ضمن إنجازاتنا التعاون مع بعض الشركات والمؤسسات المحلية لإنتاج منتجات تقنية تستخدم في المنازل وبمعايير صناعية. ومؤخرًا قمنا بتدشين تطبيق للهواتف الذكية تحت مسمى "عتاد" ليكون مرجعا سريعا لمحبي الإلكترونيات البرمجة للحصول على الأدوات التي يحتاجونها. ولا نزالنسعى للإبداع في مختلف الميادين والمجالات حتى نبقى دائمًا في الصدارة.

كلمة أخيرة

من الرائع أن يبدع الإنسان في مجال تخصصه وعمله، والأروع هو أن يبدع في عمل يجد فيه الشغف والمتعة فيصبح الإبداع والإنجاز عادة يومية. ابحث عن الشيء الذي يثير الشغف في قلبك، اصنع منه شيئاً مفيدًا للمجتمع ثم حوله إلى نشاط يومي لتترك من خلاله بصمتك على هذا العالم.

 

تعليق عبر الفيس بوك