دعا الشباب الى خوض مجال العمل الحر
روادنا - رضا الحضرمي
نجح جمال بن ثنيان التوبي في تأسيس مركز التميز العالمي للإطارات في منطقة كرشا الصناعية بولاية نزوى في محافظة الداخلية، في صورة تعكس الكفاح الحقيقي للشباب العماني الذي يسعى لكسب قوت يومه بنفسه، دون انتظار وظيفة حكومية أو فرصة عمل في إحدى شركات القطاع الخاص.
وهذا المشروع يعد واحدًا من العديد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشجع الحكومة المواطنين على بدء العمل فيها، من خلال الإرادة الحرة والتمويل المتوافر عبر مختلف المؤسسات، والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الحكومة في هذا الجانب. وتعد هذه المؤسسات قاطرة الاقتصاد الحديث ومحور التنمية الذي تعتمد عليه الدول المتقدمة والنامية، لما لها من دور بالغ الأهميّة في دفع عجلة التنمية إلى الإمام، وتوفير فرص عمل مختلفة.
ويقول التوبي إنّ فكرة إنشاء المركز ظهرت له عندما بدأت الحكومة في التخطيط لإيجاد فرص عمل للشباب، وتعمين هذه المهنة ليمارسها الشباب العماني كمهنة خاصة بهم ومصدر دخل جيد، مشيرا إلى إنّه قبل بدء هذا المشروع كان يعمل في إحدى وكالات السيّارات بقسم تغيير إطارات السيّارات. ويضيف أنه خلال فترة عمله بالوكالة، نبعت له الفكرة بتأسيسمشروع خاص به تحت إدراته، وقد تحقق له ما يريد سوءًا من حيث توافر السيولة المالية أو الإجراءات الحكومية. وأكّد التوبي أنّ سر نجاح أي مشروع هو تحلي صاحب العمل بثلاث خصال، وهي الصبر والأمانة وحسن المعاملة.
وأوضح التوبي أنّ يعمل على مدار الأسبوع ويقضي يوم الجمعة فقط كإجازة أسبوعيّة، حيث يعمل على من السبت إلى الخميس على فترتين؛ الفترة الصباحية من الساعة السابعة والنصف إلى الواحدة ظهراً، والفترة المسائية من الساعة الثالثة والنصف إلى السابعة مساءً أي بمجموع تسع ساعات في اليوم.
وحول ما إذا كان العمل يشغله عن حياته الاجتماعية والعناية بأسرته، قال التوبي إنّ العمل الحر يتسم بالمرونة في أوقات العمل، حيث يمكن أن يغيب عن العمل لساعات معنية لتخليص معاملة هنا أو هناك، أو الذهاب إلى المستشفى أو مشاركة الآخرين في أفراحهم وأحزانهم، مشيرا إلى أنه لا يرى أنّ العمل المتواصل يضر بالحياة الاجتماعية. وأوضح أنه يقضي يوم الجمعة بالكامل مع أسرته والذهاب للتنزه في مختلف الأماكن وزيارة الأقارب وصلة الرحم.
ويرى التوبي إنه منذ تأسيس المشروع وهو يحقق التقدم والتطور في مجال عمله، حيث كانت البداية في محل صغير لبيع وتركيب الإطارات، ومن ثم اشترى محلاً أكبر لإقامة العديد من الخدمات الاستهلاكية مثل تغيير وتركيب الإطارات وفحص ميزان محاور السيارة باستخدام الحاسب الآلي (الليزر)، وتغيير فرامل (مكابح) السيارة، كما أنّ المحل حاليا يحتوي على استراحة للزبائن. وأضاف التوبي أنّه سافر خارج السلطنة للتعرف على طبيعة العمل في بعض مصانع الإطارات وقد حقق استفادة كبيرة وتعرّف على الكثير في هذه الصناع.
ويذكر التوبي أنّه يحب عمله جدًا ويخلص إليه حتى ولو على حساب صحته وسعادته الشخصية، فيقول إنّه في كثير من الإحيان عند بداية العمل كان يعود إلى المنزل بملابس العمل بل وينام بها، علاوة على أنّه حصل على عرضين مختلفين للعمل في شركات كبيرة خلال ممارسته لهذا العمل، لكنّه رفض وفضل مواصلة المشوار.
وأعرب التوبي عن أمله في أن ينجح ذات يوم في افتتاح وكالة متخصصة لصناعة الإطارات وتسويقها على مستوى العالم.
ويوجه التوبي رسالة إلى الشباب العماني بألا ينخدع بمغريات بعض الوافدين لفتح مشاريع وهمية مقابل الحصول على مبلغ شهري ثابت دون عناء أو جهد، حيث إنّ التجارة المستترة هي العقبة الرئيسية التي تعيق نجاح واستمرارية مثل هذه المشاريع، داعيا المواطنين إلى إعلاء المصلحة العامة على الأطماع المادية والكسب الزائف.