أهالي العوابي يتطلعون إلى مزيد من الخدمات اللازمة لتنشيط القطاع السِّياحي بقرى الولاية


أكدوا ضرورة رصف الطرق الواصلة للمواقع الأثرية وتوفير الاستراحات والمقاهي والمطاعم اللائقة
خليفة الصارمي: قرية العلياء بوادي بني خروص من أهم المواقع السياحية بالولاية بفضل مساجدها الأثرية
سعيد البحري: نقص الخدمات الضرورية يُعيق نمو القطاع السياحي في محيط الكثير من المواقع الأثرية
محمد البحري: الحكومة الرشيدة نفَّذت أعمال رصف الطريق الرئيسي للوادي ونحتاج إلى نشر اللوحات الإرشادية
صالح الخروصي: الترويج للمواقع الأثرية بالولاية مسؤولية وزارة السياحة على المستويين الإعلامي والاجتماعي
علي البحري: الإقبال السياحي على قرى العوابي يساهم في تنشيط الحركة التجارية ويوفر فرص عمل للشباب

العوابي - حارث البحري
يتطلع أهالي العوابي إلى مزيدٍ من الاهتمام الحكومي بتطوير القطاع السياحي والاستفادة من المُقومات السياحية بقرى الولاية ومحافظة جنوب الباطنة على وجه العموم، خصوصاً قرية العلياء التي تبعد عن مسقط حوالي 150 كيلومترا وتقع في الجزء الشرقي من الولاية ويحيطها من الجنوب الجبل الأخضر ومن الشمال جبال وادي بني حراص ومن الشرق جبال وادي مستل، وكذلك قرية الصبيخاء وهي واحدة من أكبر قرى الولاية وأولها من الجهة الشرقية وتقع بالقرب من ولايتي نخل ووادي المعاول وتبعد عن مركز الولاية بنحو 20 كم.
وقال الأهالي إنّه على الرغم من توافر المقومات السياحية المتميزة بالولاية إلا أنّ السائح كثيراً ما يزعجه نقص الخدمات الضرورية لتنشيط السياحة ومنها المقاهي والاستراحات واللوحات الإرشادية وتمهيد الطرق وتوفير دورات المياه العامة وغيرها.
وقال الدكتور خليفة بن سالم الصارمي إنّ ولاية العوابي لها من المُقومات السياحية ما يُميزها بما في ذلك البيئة الطبيعية الخلابة التي تشمل الجبال الشاهقة المُتباينة الألوان والأودية الجميلة التي تنمو على ضفافها الأشجار الغناء وتجري في بطونها الينابيع الرقراقة الصافية والتراث الحضاري والتاريخي ووجود طريق يربط الولاية بمحافظة مسقط. ويُعد وادي بني خروص من المواقع السياحية التي يتردَّد عليها السائحون وخاصة قرية العلياء لما تمتاز به من مساجد تاريخية مثل مسجد الغمامة ومسجد الحشاة ومسجد الإمام الصلت الخروصي ومسجد الإمام عزان بن تميم وحصن العوابي، لكن نتطلع إلى مزيدٍ من الخدمات التي تساهم في إثراء هذا القطاع الحيوي مثل إقامة حديقة عامة تكون متنفسًا للكبار والصغار وربط قرى وادي بني خروص بالجبل الأخضر وتنظيم المناطق السياحية وتزويدها بالمرافق العامة التي تخدم السائح. ولابد من العمل على الترويج للسياحة عن طريق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإعداد مقاطع فيديو بصورة إبداعية للترويج لبعض المناطق في الولاية وإقامة الأنشطة والفعاليات العلمية والرياضية لجذب اهتمام النَّاس للولاية مثل الكتابة عن عُلماء وأئمة الولاية في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والحفاظ على هذه المواقع السياحية وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ عليها والترويج لها.

وقال سعيد بن خلف بن سعيد البحري -مصور صحفي- إنّ العوابي تمتاز بالكثير من المواقع والمقومات السياحية الجميلة التي تجذب الكثير من السياح في قرية العلياء والصبيخاء وخاصة في المناسبات والإجازات ووقت هطول الأمطار لما تزخر به من الأودية والمياه العذبة المتوفرة على مدار العام في العلياء والبرك والأشجار والمغامرات المتمثلة في تسلق الجبال.
وأشار سعيد البحري إلى أنّ الخدمات الضرورية غير متوفرة ويعد ذلك من العوائق التي تواجه حركة نمو السياحة في هذه القرى ونتطلع إلى وجود الخدمات الضرورية مثل دورات المياه ومطاعم تتسم بالطابع التراثي ولوحات إرشادية للمعالم في الولاية، وأكد أنّ خدمات وزارة السياحة ملموسة في هذا المجال وينبغي على الجميع الترويج للأماكن الجميلة في قرانا والمحافظة على الأماكن السياحية والمساهمة في نشر الوعي لدى المجتمع بضرورة الحفاظ على الأماكن السياحية فهي ثروة لنا ولأجيالنا.
وقال محمد بن إبراهيم البحري إنّ ولاية العوابي تمتاز بالكثير من المواقع السياحية التي يجد السائح فيها متنفسًا لقضاء وقت جميل ويوم مُمتع بصحبة العائلة أو الأصدقاء ولعل قرية العلياء من أبرز تلك المواقع جذباً حيث تتميز بجوها المعتدل لاسيما فترة الصيف وكذلك تمتاز بوجود المياه على مدار السنة في بركة مائية جميلة وكذلك ظل الأشجار الوارفة حيث تمتاز قرية العلياء بأشجار الأمبا التي يجد الزائر المتعة في الجلوس تحتها، كما أنّ منطقة الدار الواقعة في أعلى منطقة العلياء والتي تبعد حوالي 4 كيلومترات عن مركز قرية العلياء حيث يصل الزائر لها مشياً على الأقدام تعد من المناطق الجميلة جدًا بالقرية حيث شلالات المياه ودرجة الحرارة التي تقرب من 15 درجة صيفاً.
وأضاف البحري أنّ حكومتنا الرشيدة بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم تهتم بقطاع السياحة في قرية العلياء ونفذت أعمال رصف الطريق الرئيسي لوادي بني خروص والمؤدي إلى قرى وادي بني خروص ومنها قرية العلياء وكذلك إصلاح العديد من الطُرق الداخلية في القرية وإصلاح العديد من الطرق الصغيرة التي يستخدمها أصحاب القرية والزائر لها مشياً على الأقدام، إضافة إلى نشر لوحات إرشادية وإقامة دورات مياه ونتمنى إضافة بعض الخدمات التي يحتاجها الزائر لهذه المواقع السياحية مثل المقاهي وترميم الأماكن الأثرية مثل بيت الصاروج الذي يعود تاريخه إلى زمن اليعاربة.
وقال صالح بن عابد الخروصي إنّ وﻻية العوابي شأنها شأن العديد من وﻻيات السلطنة التي تتمتع بالعديد من المقومات السياحية المختلفة ولو أردنا تصنيف هذه المقومات سنجدها تنقسم إلى ثلاثة عناصر أساسية فهناك السياحة الطبيعية التي تشتمل على المناظر الخلابة، بما تحتويه من جمال المياه وهي تتدفق بين ثنايا الصخور مشكلة ينابيع جارية تشدك بصوت خريرها الساحر وصفائها الباهر مما جعل منها مقصدًا للناس للاستجمام أثناء العطلات الرسمية، كما أنّ هناك السياحة البيئية وهي ﻻ تقل روعة وجمالاً عن سابقتها ولها محبوها ونقصد بها اﻷفلاج والمزارع بما تحتويه من أشجار النخيل الباسقة والحقول المنبسطة في تناسق وتناغم جميل وكذلك السياحة اﻷثرية والتأريخية بما تحتويه من بيوت أثرية وحصون وأبراج تنتشر في مواقع عدة توثق كفاح اﻹنسان الذي عاش في ذلك المكان منذ قرون، لكن للأسف معظمها تآكل بفعل عوامل التعرية عدا حصن العوابي المعروف محليًا ببيت الفوق فقد تمّ ترميمه ليصبح معلمًا تأريخيًا وتراثياً شامخاً من جديد بعد أن كان على حافة الانهيار. ولفت إلى السياحة الجيولوجية وهي ﻻ تقل أهمية عن العناصر اﻷخرى وكما هو ملاحظ توافد العديد من السياح الباحثين في اﻵونة اﻷخيرة لدراسة هذه الصخور وتصنيفها كما أنّ طلاب التخصصات الجيولوجية بالجامعات والكليات يأتون بشكل مستمر للتعرُّف عليها.. لكن يبقى الدور اﻷكبر لوزارة السياحة والقائمين عليها للتعريف والاهتمام والترويج لهذه المقومات اعتمادًا على الجانب اﻹعلامي من خلال إصدار النشرات والكتيبات وعمل أفلام وبرامج وثائقية تساهم في إبراز هذه المعالم. ويجب على وزارة السياحة التعاون مع جهات مُختصة أخرى كوزارة البلديات والبيئة ووزارة الإسكان ﻹنشاء مرافق تقدم خدمات للسياح كالاستراحات ودورات المياه والمقاهي.

وأشار علي بن زاهر البحري إلى أنّ من أبرز المقومات السياحية في الولاية وجود قرى جميلة مثل قرية العلياء السياحية وقرية الصبيخاء اللتين تتميزان بطقسهما الجميل ومياههما العذبة الطبيعة، إلى جانب وجود الكتابات الصخرية والأفلاج القديمة والمدرجات الزراعية وحياة الإنسان البسيطة التي ما زالت مُحافظة على العادات والتقاليد. وعلى الرغم من إعادة ترميم حصن العوابي وتجميل وتأهيل قرية العلياء وتوفير دورات المياه إلا أنّ السائح لا يجد الخدمات التي تجعله يتمتع بهذه المقومات ويقضي أجمل أوقاته كتوفير الخدمات الأساسية مثل الفنادق والاستراحات للعوائل وبعض المطاعم والمقاهي ومحلات لبيع الأشغال اليدوية والحدائق والمنتزهات وبعض الاستراحات واللوائح الإرشادية. وأضاف علي البحري سيتم قريباً افتتاح مكتب شركة العلياء الأهلية للخدمات التي ستُدير مشروع العلياء السياحي. ونتمنى الترويج للسياحة عن طريق مكاتب السفر والسياحة في مسقط ووسائل قنوات التواصل الاجتماعي والإعلام بأنواعه المناشط والفعاليات المختلفة.

وقال محمد بن هلال الخروصي: نتطلع إلى توفير الخدمات الأساسية التي تساعد على استقطاب السياح بشكل مستمر كبناء استراحات ودورات مياه ووضع أماكن للقمامة وغيرها كما أنّ إثراء هذا القطاع الحيوي يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير فرص للباحثين عن عمل من الشباب ويُشجع أصحاب المهن الحرفية في تسويقها ويشجعهم على الحفاظ للعادات والتقاليد.
وقال سعيد بن مصبح البحري: نتمنى من الحكومة الرشيدة أن تزيد من اهتمامها بقطاع السياحة الحيوي الذي سيكون له دور رئيسي في تنشيط الحركة الاقتصادية بالمنطقة.
وأوضح يوسف بن زاهر الشريقي أنهم في حاجة إلى دعم وزارة السياحة لإقامة نزل سياحية بمواقع يرون أنها مناسبة وتجذب السائح لكي يتمكن من المكوث لفترة أطول بالوادي بدلاً من العبور فقط.
وأكد مالك بن سعود البحري أهمية إعادة ترميم حصن العوابي وتجميل وتأهيل قرية العلياء مع توفير دورات المياه وبعض الاستراحات واللوحات الإرشادية والاهتمام بالنشاط السياحي إلى جانب الاهتمام بالنشاط الزراعي والتجاري لخلق جو مناسب للسائح وتوفير الفنادق والاستراحات للعوائل وبعض المطاعم والمقاهي ومحلات لبيع الأشغال اليدوية والحدائق والمنتزهات والمحافظة على نظافتها والعمل على توفير اللوحات الإرشادية والتوعوية والترويج لها من خلال دعوة الأصدقاء والسياح وإشراك المجتمع المحلي للاستفادة من تدفق حركة السياح للمواقع السياحية وإن هناك جدوى اقتصادية من خلال توفير وظائف لأفراد المجتمع المحلي وإحياء للعادات والتقاليد والفنون الشعبية وتوفير مصدر دخل لكبار السن من خلال بيع المنتوجات والأشغال اليدوية.
وقال محمد بن حمد الخروصي إنّ من أبرز المقومات السياحية التي تتمتع بها ولاية العوابي التنوع الجغرافي بالمنطقة وكثرة السلاسل الجبلية الممتدة لكثير من قرى الولاية وكذلك وادي بني خروص الممتد في وسط سلسلة جبلية تربطه مع الجبل الأخضر مما أكسبه تنوعاً مناخياً مثل مناخ الجبل الأخضر ويلاحظ هذا التشابه في قرية العلياء حيث الاعتدال في الصيف مع برودة في الشتاء. وتعتبر العلياء واحة خضراء لكونها آخر قرى الوادي مما أكسبها ميزة تواجد كميات وفيرة من المياه على مدار السنة. ونظراً لأنّ منطقة الدار بقرية العلياء تمتاز باعتدال المناخ وكثرة المزروعات الشتوية والصيفية لكونها تبعد عن العلياء بحوالي 4 كم فالزائر يستمتع بالمناطق الجبلية والشلالات المائية في طريقه إليها سيرا على الأقدام.
وأضاف الخروصي أنّ قرية العلياء السياحية تخضع للتطوير من خلال إطلاق مشروع سياحي يهدف إلى الحفاظ على الهوية التاريخية والاهتمام برصف الممرات بالقرية خاصة من الصخور إضافة إلى إقامة بعض الاستراحات المصنوعة من مواد صديقة للبيئة لكن تظل القرية في حاجة إلى مزيد من الخدمات والاستراحات المزودة بالكهرباء والهواتف والماء والشوارع المرصوفة. وناشد محمد الخروصي الجهات المعنية إنشاء جسر معلق للمشاة يربط بين ضفتي منطقة البلاد والظهرة بقرية العلياء لتسهم في الجذب السياحي وضمان انسيابية حركة المواطنين وسهولة التنقل بين الضفتين أثناء نزول الأمطار.

وقال محمد بن حميد الهطالي إنّ ولاية العوابي عريقة وتاريخها ضارب في القِدم وتملك العديد من المقومات السياحية ومنها حصن العوابي الذي يُشرف على مدخل الوادي وفي قرية الصبيخاء حيث المياه الرقراقة وإذا دخلنا إلى وادي بني خروص تواجهنا الكتابات الصخرية المحفورة بأنامل طواها الزمن ثم برج النجور ومساجد الصلوط في قرية ستال مع فلجها العريق كما يوجد حصن تاريخي في قرية مسفاة الشريقيين وفي العلياء تلك القرية الوادعة الواقعة تحت سفح الجبل الأخضر حيث مسجد الشيخ جاعد ومزارع جلب والنقوش الصخرية ومياه الأفلاج منسابة في جداول توصلها حيث الزروع في انتظارها لترويها. لكن الولاية تحتاج إلى الكثير من الخدمات التي ينبغي أن يجدها الزائر والسائح في العوابي ومنها أماكن مهيأة للجلوس وممرات معبدة واستراحات بها كافة الخدمات وكذلك زيادة المطاعم والمقاهي. كما يجب على الجهات المختصة أن تكثف جهودها للارتقاء بهذه المواقع السياحية وتشجيع المواطن للاستثمار في هذا المجال الحيوي الذي من المؤمل أن يلعب دورًا محورياً في عملية التنويع الاقتصادي.

وقال محمد بن سعيد البحري إنّ الأودية، والجبال الشاهقة، والمباني الأثرية، والحرف التقليدية، والزراعة، والمياه والشلالاث التي تمتاز بها العوابي تجذب السائح بشكل عام ومن بين المواقع الهامة في الولاية قبر الشيخ جاعد، وقرية الدار، مدرجات جلب، قريتي الهجير وحلل. لكن تبقى المنطقة في حاجة إلى تطوير الطرق، وشبكات الاتصال، وصيانة المواقع الأثرية وحمايتها من الاندثار، والاستغلال الأمثل للموارد وتوفير الخدمات كالفنادق والمطاعم السياحية، ومكاتب لإرشاد السياح، والإنارة على الطرق، ولوحات إرشادية مع صور المواقع، وتوفير الخرائط مع الصور للمواقع الأثرية، وتمهيد الطرق الجبلية حتى يستطيع السائح الوصول وإنشاء مواقع للترويج للأماكن السياحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تعليق عبر الفيس بوك