سوريا: "داعش" يعلن مسؤوليته عن مقتل 8 في هجوم انتحاري وتفجير سيارة بدمشق

قوات مدعومة من أمريكا تتوغل في أراضي "داعش"

عمَّان (الأردن) - رويترز

قال التليفزيون السوري إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا كما أصيب عشرات في تفجير انتحاري وانفجار سيارة ملغومة، أمس، في حي السيدة زينب بدمشق. ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية التي بثَّت الخبر مزيدًا من التفاصيل عن التفجيرين اللذين وقعا في حي شهد ثلاثة تفجيرات على الأقل العام الحالي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والمصابين في هجمات أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها.

وقال رجل دين شيعي لقناة الإخبارية التليفزيونية -التي تديرها الدولة- إنَّ انفجار السيارة الملغومة لم يحدث بعيدا عن منطقة مزار السيدة زينب في شارع التين الرئيسي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى تسعة على الأقل. والمنطقة المحصنة بشكل كبير معقل معروف لحزب الله الشيعي اللبناني الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.

وعادة ما يحضر الآلاف من المجندين العراقيين والأفغان الشيعة الذين تطوعوا لقتال تنظيمات المقاتلين السنة إلى المنطقة قبل إرسالهم إلى الخطوط الأمامية للقتال في أنحاء سوريا. وهم يقولون إنهم جاءوا إلى سوريا للدفاع عن مزار السيدة زينب من المتطرفين السنة. وقالت وكالة أعماق للأنباء المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية إن التنظيم أعلن مسؤوليته عن تفجيريين انتحاريين وتفجير سيارة ملغومة مما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وإصابة آخرين في حي السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق يوم السبت.

ويضم الحي مزار السيدة زينب أقدس المزارات الشيعية في سوريا كما أنه معقل لجماعات شيعية من لبنان والعراق تقاتل إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية المندلعة منذ خمس سنوات. وأوردتْ وكالة أعماق نبأ وقوع "ثلاث عمليات استشهادية بحزامين ناسفين وسيارة مفخخة من الدولة الإسلامية في السيدة زينب في دمشق." وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام رسمية في سوريا أضرارا كبيرة بسوق مزدحمة.

وذكرت وكالة دوجان التركية للأنباء، أمس، أنَّ طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ونيران المدفعية التركية قتلت 31 على الأقل من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ولم تذكر الوكالة متى وقعت الهجمات. وأضافت أن الجيش التركي أطلق نيران مدافع هاوتزر على 33 هدفا في شمال سوريا فدمر أنظمة لتنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي كان فيه التنظيم المتشدد يستعد لقصف مواقع عبر الحدود التركية. وقالت الوكالة إن تسع ضربات جوية لقوات التحالف استهدفت منطقتين شمالي حلب. ولم تذكر الوكالة مصدرا لتقريرها. وقتل القصف الذي يشنه التنظيم عبر الحدود نحو 20 شخصا داخل تركيا هذا العام. وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وفي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال الدولة الإسلامية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سورية تدعمها الولايات المتحدة حققت مكاسب جيدة على الأرض ضد تنظيم الدولة الإسلامية أمس لتقترب من معقل آخر من أهم معاقله في شمال سوريا. وذكر المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا أصبحت الآن على بعد 17 كيلومترا من مدينة الباب معقل تنظيم الدولة الإسلامية شمال شرقي حلب. ووفقا للمرصد فقد قطعت قوات سوريا الديمقراطية يوم الجمعة آخر طريق إلى بلدة منبج المحاصرة من الباب بعد أسبوع من التقدم حول تلك المنطقة الأمر الذي سمح لها بفرض حصار على البلدة الكبيرة من كل الاتجاهات.

وقال المرصد إن قرابة 160 من مقاتلي الدولة الإسلامية لقوا حتفهم في معارك حول منبج مع قوات سوريا الديمقراطية التي قتل أكثر من 20 من مقاتليها. وشنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة وقوات أمريكية خاصة هجوما في وقت سابق هذا الشهر للسيطرة على آخر أراضي الدولة الإسلامية على الحدود بين سوريا وتركيا. وقالت القوات إنها تمتنع عن الهجوم الفوري لانتزاع منبج خوفا على المدنيين. وقال أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض لرويترز يوم الجمعة إن الحكومة السورية أطلقت سراح سجناء واشترطت انضمامهم للجيش لدى الإفراج عنهم. واستشهد العبدة في حديثه بتقارير من سجن عدرا المركزي قرب دمشق. وأضاف العبدة "التقارير الأولية تشير إلى أن ما بين 100 و150 سجينا أفرج عنهم بموجب هذه الترتيبات لكنهم نقلوا مباشرة إلى خطوط القتال الأمامية في حلب والقامشلي. يعتقد أن النظام ينوي نقل هؤلاء المفرج عنهم إلى خطوط القتال الأمامية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية للحد من احتمالات انشقاقهم".

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، قال الخميس الماضي إنه تلقى تأكيدات من روسيا وسوريا بأن "عددا كبيرا من المحتجزين أفرج عنهم على ما يبدو". وأشار دي ميستورا إلى أن الإفراج عن المعتقلين قد يكون متزامنا مع حلول شهر رمضان أو ربما كان قرارا أحاديا وبادرة من الحكومة مضيفا أنه يسعى لتأكيدات إضافية بأن المفرج عنهم "مقاتلون حقيقيون وسجناء سياسيون."

وقال العبدة إن من يقال إنهم أطلق سراحهم ليسوا سجناء سياسيين بل أكثرهم مدانون في قضايا جنائية خاصة من سجنوا في جرائم مخدرات. وأضاف "الائتلاف الوطني السوري يشعر بقلق بالغ من تلك التقارير ويدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف صارم من مناورات النظام البشعة وأساليب الابتزاز التي دأب على استخدامها فيما يتعلق بقضية المعتقلين".

ودعت المعارضة السورية منذ فترة طويلة لإطلاق سراح المعتقلين خاصة النساء والأطفال وعين دي ميستورا مسؤولة سابقة بالصليب الأحمر هي إيفا سفوبودا للاضطلاع بالقضية. وفي أبريل الماضي قال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات إن لدى الهيئة قائمة بها 150 ألف محتجز.

تعليق عبر الفيس بوك