الأسد: حلب ستكون مقبرة أحلام إردوغان
دمشق - الوكالات
تعهد الرئيس السوري بشار الأسد أمس بمواصلة القتال في ما سماها "الحرب ضد الإرهاب" ولم يبد أي علامة على التنازل في أول خطاب رسمي له منذ انهيار محادثات السلام في جنيف في أبريل.وتعهد الأسد باستعادة "كل شبر من سوريا" وقال إن حلب ستكون "المقبرة التي ستدفن فيها آمال وأحلام السفاح" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أحد الداعمين الرئيسيين لجماعات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد.
وقال في كلمة له أمام البرلمان الجديد نقلها التلفزيون السوري على الهواء مباشرة "أؤكد لكم أن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب.. هم من فرض الحرب علينا. لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة."وأضاف "كما حررنا تدمر وكثيرا من المناطق سنحرر كل شبر من سوريا من أيديهم ولا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سوريا ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل."
ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنَّ القوات الحكومية السورية مدعومة بغطاء جوي روسي صارت على بعد نحو 25 كيلومترا من بلدة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة أمس في وقت أفادت فيه وسائل إعلام حكومية بشن ضربات جوية ضد الجهاديين في المنطقة. وقال متحدث باسم قوات مدعومة من الولايات المتحدة لرويترز: إن القوات في حملة منفصلة متزامنة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا استعادت مناطق جديدة كان استولى عليها التنظيم بالقرب من مدينة منبج في محافظة حلب. وقال المرصد: إنَّ هذه القوات صارت على بعد كيلومترين من المدينة التي يسيطر عليها التنظيم. وبدأت العمليتان الأسبوع الماضي في مواجهة التنظيم بمناطق تمثل لوجوده في سوريا أهمية استراتيجية كبرى.
وتتزامن العمليتان كذلك مع هجوم للجيش العراقي ضد التنظيم في مدينة الفلوجة وهي معقل للتنظيم بالقرب من العاصمة بغداد. وتمثل الهجمات المتزامنة بأعداد كبيرة من القوات على جبهات مختلفة واسعة النطاق ضغطا كبيرا على تنظيم الدولة الإسلامية لم يواجهه منذ إعلانه الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا قبل عامين.
وقال المرصد ووسائل إعلام موالية للحكومة السورية إن تقدم الجيش السوري غير المعلن نحو الرقة يستهدف بشكل مبدئي بلدة الطبقة التي يسيطر عليها مقاتلو التنظيم. وتمثل محافظة الرقة قاعدة رئيسية لعمليات التنظيم وهي مقر لمدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمة له.
وقالت قناة الإخبارية السورية الرسمية أمس إن القوات الجوية السورية استهدفت مواقع للتنظيم المتشدد في الطبقة ما أسفر عن تدمير عدد من المركبات المزودة بمدافع آلية. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجيش السوري. لكن مصدرا عسكريا قال لرويترز يوم الاثنين إن الجيش تقدم نحو أطراف محافظة الرقة حيث يمكنه التحرك باتجاهات متعددة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ونقل المرصد عن نشطاء ميدانيين تابعين له أن التنظيم نقل أسلحة ومقاتلين من مدينة الرقة إلى بلدة الطبقة.
وتهدف الحملة المنفصلة المدعومة من الولايات المتحدة والتي بدأت الأسبوع الماضي إلى طرد مقاتلي التنظيم من آخر موطئ قدم لهم على الحدود السورية التركية وقطع الطريق الرئيسي الذي يربطهم بالعالم الخارجي ويجلب لهم مكاسب مادية ومقاتلين. وتقاتلهم على الأرض قوات سوريا الديمقراطية المشكلة من تحالف يضم وحدات حماية الشعب الكردية وجماعات عربية موالية لها. وثبت أن هذه القوات تشكل أول قوة قتالية ذات تأثير دعمتها واشنطن على مدار خمسة أعوام من الحرب الأهلية متعددة الأطراف في سوريا.
وقال شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج الذي هو أيضا جزء من القوات التي تدعمها الولايات المتحدة إن القوات تتقدم على كل جبهات القتال. وتواصل الولايات المتحدة بإصرار رفضها لفكرة الشراكة مع الرئيس السوري بشار الأسد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتقول إنه يجب عليه أن يترك السلطة. واتهم بعض المعارضين للأسد وحدات حماية الشعب الكردية بالتنسيق مع القوات الحكومية وهو ما ينفيه الأكراد.